المقالات

معرفة الحرب الناعمة من وجهة قائد الثورة الإسلامية

 معرفة الحرب الناعمة من وجهة قائد الثورة الإسلامية 

 

 

علی‌محمد نائينی

 

الخلاصة

وجّهت الثورة الإسلامية بصفتها فكراً ونموذجاً سياسياً جديداً، صفعةً قوية للسلطة العالمية الغربية. وقد جرّب نظام السلطة العالمي طوال عقدٍ من الزمن كافة أشكال الإطاحة الصلبة من جملتها الإنقلاب العسكري و الإنتفاضات والحرب العسكرية. لكن الصمود والمقاومة التي أبدياها الشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، جعلت القوى الإستكبارية أمام واقعٍ مفاده أنّ الخيار العسكري والصلب لا يمكن أن يكون ذات فعالية في مواجهة إيمان واعتقاد الشعب الإيراني، بل بالعكس فقد أوجد ذلك الدافع لدى الشعب الإيراني نحو الوحدة والتلاحم أكثر. وبالفعل، اعترفت هذه القوى الإستكبارية بهزيمتها المؤكّدة في اعتماد استراتيجية المواجهة الصلبة ضد نظام الجمهورية الإسلامية وبدأت منذ عقدٍ تقريباً باعتماد مواجهةٍ أكثر تعقيداً ، يُنظر إليها على أنّها مقاربةٍ جديدة وإطارٍ يستفيد من الأساليب الناعمة.  مواجهةٌ عبّر عنها سماحة قائد الثورة الإسلامية منذ بداية السبعينيات(منذ عشرين سنة) بتعابير ومفرداتٍ مختلفة مثل: الغزو الثقافي، الناتو الثقافي والإغارة الثقافية، وأخيراً حذّر منها تحت عنوان الحرب الناعمة، ودعى مسؤولي النظام ليفكّروا بطرق مواجهتها.  انطلاقاً من ذلك، من الضروري أن يتمّ إعادة تعريف نطاق ومستوى هذا النوع من الحرب، وكذلك مبانيها وأبعادها. وفي هذا المجال، تعتبر هذه المقالة محاولة في سبيل معرفة ماهية الحرب الناعمة وكيفية تشكّلها، أهدافها وخصائصها من وجهة نظر قائد الثورة الإسلامية. ومن البديهي، أنّ يساعد التعرّف على الحرب الناعمة أكثر على معرفة إطار هذه الظاهرة المفهومي والإحاطة بها أكثر، كذلك سيساعد ذلك في تحسين ادارة الأمن القومي للبلاد فيما يخص التهديدات الناعمة الذي يتعرض له الأمن القومي لنظام الجمهورية الإسلامية في ايران. 

الکلمات المفتاحیة: الحرب الناعمة، القدرة الناعمة، البصيرة، الثقافة والغزو الثقافي. 

 

عُرفت الحرب على أنّها جزءٌ طبيعي من طبيعة البشر والتي تصل في قِدمها قِدم تاريخ البشر، وكان لها العديد من التقلبات والتطورات وتمّ تصنيفها بحسب مقارباتٍ متنوعة. ومن أكثر أنواع التصنيفات المعروفة، التصنيف على أساس شدة الحرب حيث قُسّمت الى الصراعات القليلة الشدّة، الشديدة والعالية الشدّة.  وهناك تصنيف ثانٍ، يفكك الحروب بحسب نوع استخدام السلاح الى حروبٍ باردة وحارة.  كذلك قُسّمت الحروب الى حروبٍ علنية النزاع أو مخفية النزاع، حروب معلنة، نصف معلنة ومخفية. وهناك نوع آخر من التصنيفات بلحاظ موضوع الحرب، وقسّمت الى حروب سياسية، اقتصادية، ثقافية وعسكرية. وفي النهاية، تمّ تصنيف الحروب على أساس "أدوات وأساليب فرض الإرادة". بناءً لهذا المؤشر، تنقسم الحروب الى حرب ناعمة  وحرب صلبة . في البدء، قام جوزف ناي بهذا النوع من الفصل والتقسيم في تقسيمه للقدرة الى ناعمة وصلبة. وقد نشرت مقالة حول القوة الناعمة سنة 1990 في مجلة "السياسة الخارجية الأمريكية" العدد 80، وكان هذا المفهوم مورد نقاشٍ وتوسيع من قِبل بعض الباحثين في العقدين الأخيرين. 

 

 

 

لقراءة باقي المقال اضغط PDF

 

أضيف بتاريخ: 07/07/2015