التقارير

الإختلاط الإلكتروني

الإختلاط الالكتروني

إعداد مركز الحرب الناعمة للدراسات

مقدمة 
إن العلاقة بين الجنسين والاختلاط بطريقة منافية للضوابط الدينية والشرعية تعد واحدة من أهم سلبيات وآثار وسائل التواصل الإجتماعي التي تترتب على سوء استخدام هذه الوسائل. فكلما أصبح التواصل أسهل وذا  احتجاب وسرية، كان السعي وراء النزوات والعلاقات غير الشرعية أكبر، حتى قد يصل الأمر إلى ارتكاب الرذيلة والكبائر وهدم البيوت وخراب الأُسر، وأقل ما يكون فيها، أحاديث تلوّث القلب والعقل والأخلاق، بل وتجد فيها أيضا الميوعة والخفّة والتصنّع والتكلّف والخضوع بالقول ورفع الكلفة وكسر حاجز الحياء بين الرجل والمرأة، ناهيك عن الخلافات الزوجية التي قد تنشأ من الغيرة والإهمال وانعدام الثقة  الذي يوصل بالأمر إلى تفكّك الأُسَر.

هذا النمط من التقنية مصمم لفتح قنوات الإتّصال والتواصل بين النساء والرجال، من قِبل شركات لا صلة لها بهويتنا أو تقاليدنا الإسلامية وأثبتت هذه التقنيات خلال الفترة الأخيرة أنه كلّما أدخلت تحديثات جديدة - منها إستخدام الوسائط التي تحتوي على الصوت والصورة -  كلّما ازدادت المشاكل الإجتماعية والخلافات الزوجية. وقد أصبحنا نجد في مجتمعاتنا الدينية المحافظة أخواتٍ محجباتٍ وأخوة متدينين، يتحلّلون بصورة تدريجية من ضوابط الإختلاط بالمعنى الفقهي تحت ذريعة أنّ الإختلاط الإلكتروني ليس فيه لمس ولا نظر ولا شبهة مكان، مما قد ينجم عنه انحلال بطيء للقيم الروحية والمعنوية. وبحسب دراسة أجريت في شمال لبنان تبين أن نسبة التواصل بين الجنسين 83 في المئة، ويتصدر "واتس آب" قائمة أعلى نسبة إستخدام بـ25 في المئة، يليه "فايسبوك" بـ21 في المئة . 
حاولنا في هذا التقرير تسليط الضوء على المشاكل الناجمة عن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من ناحية العلاقة بين الجنسين التي ساعدت وسهلت وأوجدت بيئته هذه التقنيات .
تعريف الاختلاط الالكتروني :
هو المحادثة التي تتم بين المرأة والرجل الاجنبيين عبر إحدى وسائل التواصل الإجتماعي   ( فايس بوك ، توتر ، واتس اب ...)  وقد يكونان قريبين أو بعيدين من حيث المسافة  لكنهما منفصلان مكانا، بخلاف الإختلاط المتعارف وهو تلاقي النساء والرجال في مكان واحد. في السابق كان التواصل بشكل عام بين الذكر والانثى يشكل صعوبة ما، أما مع وجود هذه الوسائل  فقد أصبح سهلا جدا و بأقل كلفة وأدنى مؤونة وأنى شاءا ومتى شاءا، بل ويمكن الحديث لفترات طويلة جداً بأحاديث متنوعة من دون رقيب أو ضابط إجتماعي أو قانوني ذلك بحكم الخصوصية التي يوفرها للشاب والفتاة.
 في الإختلاط الحقيقي تظل أعين المجتمع تنظر عن كثب وتصنع حاجزًا بين الشاب والفتاة، بينما ينعدم هذا الحاجز في الإختلاط الإلكتروني ويباح المحظور لأن العلاقة هنا أكثر تساهلًا ومرونة، وأقل تحفظًا منها في العالم الواقعي الذي قد نكون فيه أكثر تشددًا بحكم المواجهة.

من أشكال التواصل:
1- مجموعات التواصل "الغروبات":
وتتعدد اشكال التواصل بين الجنسين، وقد تصل لدرجات أكثر اتساعا كما لو تم إنشاء مجموعات التواصل أو "الغروبات" التي تتعدد عناوينها واتجاهاتها، فالتواصل هنا يصل الى جميع الأعضاء في آن واحد.
2- المنتديات:
هي مواقع على الإنترنت يتجمع الأشخاص من ذوي الاهتمامات المشتركة ليتبادلوا الأفكار والنقاش عن طريق إنشاء موضوع من قبل أحد أعضاء المنتدى، ومن ثم يقوم باقي الأعضاء بعمل مشاركات وردود داخل الموضوع للنقاش مع صاحب الموضوع. سواء بشكره على المعلومات التي قدمها بموضوعه أو نقده والتعليق على ما كتبه فيه.  ويعتبر المنتدى أحد أشكال التواصل بين الجنسين، ومكان خصب لتكوين الصدقات.
3- الواتس أب:
إنتشر في الآونة الأخير برنامج الواتس آب بشكل سريع و واسع في مجتمعنا،  وأصبح متاحا لكل من يمتلك هاتفا جوالا. وقد تسبب سوء استخدامه  بالعديد من المشاكل الزوجية والخلافات الأسرية نتيجة هدم الثقة بين الازواج.
 فهذا البرنامج يدخل في تصميمه إفتراضية العلاقة بين الجنسين من خلال  صوره ورموزه الإيحائية ( قلوب متعددة : ملونة ومكسورة ..، ورود، قبلات ، ألبسة داخلية ، راقصات ...). هو مختلف عن تلك البرامج المخصصة للدردشة بسبب الحميمية والقرب  التي يوفرها فالتحدّث متاح بالصوت والصورة وحتى في غرف النوم، و يتيح الحوار المباشر والتفاعل من خلال الإجابة على الأسئلة  والأخذ والرد في نفس اللحظة وكأن الشخص ماثل  أمامه،  كما يمكنه طواف العالم بثوانٍ معدودة .

للإطلاع على الدراسة كاملة إضغط  PDF
إعداد مركز الحرب الناعمة للدراسات

أضيف بتاريخ: 26/09/2016