مقالات مختارة

سلسلة كيف تشوه هوليوود أمة -2-

سلسلة كيف تشوه هوليوود أمة
-2-
العرب السيئون: مئة عام من"تشويه هوليوود"


منذ عقود طويلة شكا العرب أن صناعة السينما الأميركية هوليوود تتحيز ضدهم وتشوه صورتهم وتعمل على تحقيرهم ونزع انسانيتهم، لكن هذه الاتهامات كانت ُتلقى جزافًا دون أدلة توثـقها أو بحث موضوعي يوضح خلفياتها.

إلى أن تطرق فيلم وثائقي عُرض في لندن عام 2006 إلى هذه الشكوى العربية بل إنه ذهب إلى الحديث عن وجود توجه ثابت لدى منتجي افلام هوليوود لتصوير العرب بطريقة سيئة وبعيدة عن الحقيقة.

فيلم (ريل باد أرابز) أو العرب السيئون، كيف تشوه هوليوود شعبًا، كان عنوان الفيلم الذي عرض في نادي الصحفيين الأجانب في لندن وحضره عدد من المهتمين من العرب والأجانب.

مدة الفيلم خمسون دقيقة، وهو يستند إلى مقابلة (أدرجناها في كيف تشوه هوليوود أمة _1_ إضغط) مع د.جاك شاهين مؤلف الكتاب الذي يحمل الفيلم عنوانه.

وفي الفيلم يعرض شاهين، المحاضر في جامعة الينيوي الأميركية، بالتفصيل لكيفية تناول هوليوود للعرب من خلال مشاهدته لأكثر من ألف فيلم انتجتها هوليوود خلال قرن كامل بدءًا من السينما الصامتة وحتى أفلام حديثة مثل سيريانا، ومملكة الجنة.

ملاحظة: لن نتعرض لما ورد في القسم الاول من المقابلة بل سنطترق إلى ما لم يرد وجاء ذكره حول الفيلم وذلك تجنبًا للتكرار.

مرحلة "الإرهاب" وتشويه الفلسطينيين
الصراع العربي - الإسرائيلي يعد مثالًا آخر على العلاقة بين هوليوود والسياسة الأميركية التي اختارت دعم إسرائيل بلا تحفظ منذ إنشائها على حد قول مخرج الفيلم. (Sut Jhally)

ويضيف إنه نتيجة للسياسة الأميركية فقد خلدت هوليوود صورة الفلسطينيين على أنهم ارهابيون واشرار كما حدث في أفلام هوليوود التي انتجت في السيتينات حيث ظهروا فيها على انهم قتلة ومعتوهين وعلى علاقة بالنازيين.

وفي الثمانينات استمرت نفس الصورة وأضيف إليها المزيد من البشاعة خاصة في فيلم " أكاذيب حقيقية" الذي يعتبره شاهين أحد أكثر الأفلام اساءة للفلسطينيين.

ويلحظ شاهين أن هوليوود لم تقدم الفلسطينيين كشعب يعاني تحت الاحتلال، او في مخيمات اللاجئين، ويتساءل عما إذا كانت هناك سياسة غير مكتوبة تقضي بعدم تصوير الفلسطينيين كبشر؟

الاسلامفوبيا

يجادل جاك شاهين في فيلمه أن غزو الولايات المتحدة للعراق كان اكثر سهولة بسبب الصورة التي رسمت عن العرب طول قرن كامل. ويقول شاهين أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر جعلت الإعلام الأميركي يلقي باللوم على المسلمين جميعهم عوضًا عن توجيه اللوم لمجموعة "صغيرة من المجانين"،على حد تعبيره، يفترض انها نفذت الهجمات.

ويشير شاهين إلى تغطية الإعلام الأميركي لتفجير اوكلاهوما التي نفذه شاب كاثوليكي من اصول ايرلندية وكيف أن ديانة واصله تيموثي ميكفاي لم يكونا جزءًا من القصة والتغطية الإعلامية. ويستعيد شاهين في الفيلم تلك اللحظات التي اعقبت الانفجار والتي وجهت فيها عدة وسائل اعلام اميركية باصابع الاتهام الى ارهابيين من الشرق الأوسط دون وجود دليل.


يتبع...
المصدر: BBC عربية

أضيف بتاريخ: 24/10/2016