أبحاث ودراسات

قراءة في خيارات الأطفال لأفلام وشخصيّات الرسوم المتحركة

قراءة في خيارات الأطفال
 لأفلام وشخصيّات الرسوم المتحركة
 
 
 
مقدّمة في دوافع الدراسة 
 
تكثر الخلاصات البحثية التي تضع منتجات الغرب من الرسوم المتحركة في صلب الغزو الثقافي، إلى مستوى اعتبر أنّ تطبيق علم النفس وآلية عمل المؤسسات السياسية الغربية على المواقف الآسيوية أو العربية، ينتمي كليّة إلى عالم "والت ديزني". ويبدو أنّ تضخّم مؤسسات "والت ديزني" قد أسهم في نمو هذا الاتجاه، فالمؤسسة صارت عالماً بحد ذاتها، فهي بالإضافة إلى شهرتها العالمية بمدن الملاهي، تملك ستة استديوهات للصور المتحركة، وشبكة تلفزيونية " أيه بي سي" مع 226 محطة تابعة لها، وشبكات كايبل تلفزيونية متعددة، و226 محطة إذاعية، وأربع شركات للموسيقى، وثلاث خطوط للرحلات البحرية، وشركات إنتاج مسرحي، ودور نشر، و15 مجلة وخمسة استديوهات لتطوير ألعاب الفيديو.
ويذهب البعض، إلى اعتبار منتجات هوليوود، أكثر تأثيراً من جامعة عريقة كجامعة هارفرد، فهي الذاكرة البصرية للقوة الأميركية، ذلك أن الإمتاع الشعبي للأفلام الأميركية كثيراً ما يحتوي على صور ورسائل لا شعورية عن الفردية وحرية الخيار للمستهلك وقيم أخرى لها رسائل سياسية مهمّة ومؤثّرة. 
وعمليات التأثير تنجح أكثر عندما تهبط على البشر من فوق، فبحسب الدراسات السوسيولوجية، عادة ما تنطلق السيطرة من الأقوى نحو الأضعف، وبما أنّ إنتاجات السينما الهوليودية هي الأكثر انتشاراً ومشاهدة في العالم، لذلك هي أقدر على تكريس أي صور نمطية.
 كيف إذا كانت هذه المنتجات، تتفلت إلى حدٍ كبير من الرقابة- الأسرية والعامة- بحكم الانطباع السائد أنّها وسيلة للترفيه البريء الموجه للأطفال، ولاسيّما، في ظل التسارع غير المسبوق الذي يشهده العالم في تطور وانتشار وسائل التواصل والاتصال العابرة للحدود الجغرافية والثقافية، بينما في حقيقة الأمر، تعدّ الصور والأفلام بحسب وزير خارجية نابليون بونابرت، الأب تاليران، هي مجرد أشياء نلجأ إليها لتمويه أفكارنا الحقيقية، والمهم إشعار الآخرين بأنك تبني جسوراً بينك وبينهم، في وقت تقوم فيه ببناء عبّارات ذات اتجاه واحد، على قاعدة نحن لا نملك نفطاً ولكن نملك أفكاراً .
فالإنسان بشكل عام، الذي يراه المفكر الإسلامي الشهيد السيد محمد باقر الصدر، مخلوق حسّي النشأة والنزعة، باتت أحاسيسه، موضع تركيز من موجات تأثير، وصفها المنظّر الأميركي، جوزيف ناي، بالقوة الناعمة، القادرة من خلال جاذبيتها لا الإكراه، أن تتلاعب بميول الإنسان واتجاهاته دون أن تظهر بصمات لهذا التلاعب، عبر توسيع مساحة وجاذبية الرموز الثقافية والتجارية. هذه القوّة الناعمة، وصفها الباحث الاجتماعي "فريدريك معتوق"، بمثابة إعلان الحرب، ولا تعتمد هذه الحرب الأسلحة أداة لتدمير الخصم، بل الأفكار والكلمات والصور. 
فكيف إذا كان الأطفال هم الفئة المستهدفة في هذه الحرب؟
 
لقراءة الدراسة كاملة والاطلاع على نتائجها اضغط PDF
 
يمكن القول، أنّ الإمام علي بن أبي طالب(ع) كان الأسبق والأبلغ في التعبير عن مدى أهمية وخطورة استهداف قلب الأطفال، في قوله( ): إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء إلاّ قبلته. وقد جاءت نتائج الدراسات المبنية على تجارب عملية، لتؤكد على ذلك، فهذا "والت ديزني"، يعتبر الأطفال صفحة بيضاء يتأثرون بما يسمعونه ويشاهدونه، فيقلدون حتى من دون أن يستوعبوا، فتؤثر في عقلهم عميقاً نوعية ما ينقل إليهم، سيّما، خلال سنيّهم الأولى. والمفارقة ذات الدلالة، أن نجوم هوليوود يدركون أن نجوم الصور الكرتونية المتحركة ينافسونهم بالنجومية على قلوب الأطفال، لذلك يعمد أغلب هؤلاء على منح أصواتهم للشخصيات الكرتونية.
 
لقراءة الدراسة كاملة والاطلاع على نتائجها اضغط PDF
 
وفيما تقتضي الموضوعية، الإشارة، إلى ما تحدثه الرسوم المتحركة من توسعة لمدارك الأطفال ومعارفهم، وتنمية خيالهم، وتغذية قدراتهم، وتلبية حب الاستطلاع لديهم، لكن يبقى السؤال عن مدى تأثيرها حينما يتعارض مضمونها مع قيم ومعتقدات الأطفال في مجتمعاتنا؟
مسوغات التركيز على قياس هذا التأثير، أتت من وقائع يجري تداولها والتعامل معها بوصفها مسلّمات، ففي السابق كانت الرسوم المتحركة تعرض لقيم الخير، والتفاؤل، والصبر، بينما يشار اليوم، أنّ فيها الكثير من قيم إلغاء الآخر، والبقاء للأفضل، والميكيافيلية في الوصول إلى الأهداف، من قبيل الغش، السخرية، الكذب، المكائد وغيرها.
بناءً عليه، قام مركز الحرب الناعمة للدراسات، بإجراء بحث ميداني لطلاب من صف الخامس ابتدائي، أي في المرحلة العمرية الممتدة من 10 إلى 12 سنة، بغية التعرّف على اتجاهاتهم وخياراتهم، لجهة المحطات التي تبث الرسوم المتحركة، والبرامج والأفلام والشخصيات الكرتونية التي هي موضع اهتماماتهم. وقد شمل البحث عينة تمثيلية بلغت 1491 مستجوب، توزعوا على 51% من الذكور، و49% من الإناث.
 
لقراءة الدراسة كاملة والاطلاع على نتائجها اضغط PDF

أضيف بتاريخ: 15/11/2016