مقالات مختارة

«معهد واشنطن».. أداة صنع السياسة الأمريكية بالمنطقة العربية

«معهد واشنطن».. أداة صنع السياسة الأمريكية بالمنطقة العربية
 
 
كتب : محمود أيوب
 
يعتبر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى من أهم المراكز البحثية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تأسس عام 1985 من قبل لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارا بـ«أيباك»، ويقع مقره في واشنطن.
 
مسؤلو المعهد
يتولى روبرت ساتلوف الخبير في السياسات العربية والإسلامية منصب المدير التنفيذي للمعهد منذ عام 1993، وله العديد من الكتابات والخطابات حول عملية السلام العربي الإسرائيلي.
أما مايكل سينغ فهو المدير الإداري للمعهد، ويتولى «باتريك كلاوسون» منصب مدير الأبحاث بمعهد واشنطن، أما السفير «دينيس روس» يعمل مستشارا في معهد واشنطن.
ويعتبر المسؤول عن مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في مركز واشنطن «ديفيد ماكوفسكي»، وهو عضو في مجلس العلاقات الخارجية والمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الذي يوجد مقره في لندن، ويظهر بصورة متكررة في وسائل الإعلام للتعليق على الشؤون العربية الإسرائيلية.
 
صناع القرار
المعهد لديه الكثير من المساهمين في كتابة التقرير من جميع دول العالم الأجنبية منها والعربية، وأبرز من مصر، «إسراء عبدالفتاح، حافظ أبو سعدة، مصطفى النجار، محمد بشري، نادر بكار، محمد أنور السادات، عمادة الدين حسين، سعد الدين إبراهيم، أمين مكرم عبيد، داليا زيادة».
 
ويهتم خبراء المعهد بالتحاليل والتوصيات الأكثر حداثة والتي تجعل الإدارتين الديمقراطية والجمهورية وصناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف أنحاء العالم تلجأ إليه للاستفادة منه.
 
ويعتمد المعهد، على عقد الكثير من المؤتمرات والمنتديات وموائده المستديرة، فهو يرى أنها توفر فرصة فريدة لجميع الأطراف المشاركة في نقاش السياسة الإقليمية للاجتماع في بيئة أكاديمية بناءة.
 
المصالح الصهيونية
وآخر ما تم تداوله من تقارير عن الشرق الأوسط كان للسفير الإسرائيلي «شيمون بيرز» تحت عنوان تأملات في الإسلام السياسي من «الإخوان المسلمين» إلى «الدولة الإسلامية»، والحنين إلى عهد مبارك هي الإستراتيجية الناجحة في السياسة المصرية في الوقت الحالي لـ «اريك تراجر».
 
ويهدف المركز بحسب موقعه الإلكتروني، لتأسيس فهم متوازن وواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وتوفير العلوم والأبحاث للإسهام في صنع السياسة الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
 
كما يهدف لدعم المواقف الإسرائيلية من خلال قطاع الأبحاث ومراكز البحوث، فـ«أيباك» كانت المؤسسة الأم للمعهد حيث إن مديره المؤسس هو «مارتن إنديك» رئيس قسم الأبحاث السابق باللجنة.
 
حقوق الملكية
وقبل إنشائه لأول مرة منذ خمسة وعشرين عامًا ولسنوات عديدة، كان شديد التمسك بحقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتحليل، ولم يعلن المعهد عن منشوراته، ولم يكن لديه نسخ كثيرة مطبوعة، ولم يعمم بحوثه خارج نطاق دائرة ضيقة.
 
السبب في ذلك، كما أوضح المدير التنفيذ للمعهد “روبرت ساتلوف”، هو “عدم تحديد الجمهور الرئيسي كمجموعة صغيرة من المعنيين في واشنطن، ومعظمهم من داخل الفرع التنفيذي للحكومة، وأعضاء السلك الدبلوماسي، ووسائل الإعلام، وزملائنا من الخبراء في الشؤون السياسية”.
 
ومنذ ذلك الحين، وبحسب “ساتلوف”، تغيرت التقنية وأصبح لدى المعهد القدرة على التوسع بفضل شبكة الإنترنت، ومن السهل اليوم إرسال مقالات من منشورات المرصد السياسي للمعهد إلى الدار البيضاء والكونجرس الأمريكي.
 
أما عن الشرق الأوسط فيوضح “ساتلوف” أن قادة السياسة والاقتصاد والدبلوماسية والفكر في جميع أنحاء الشرق الأوسط هم جمهور من الزبائن المهمّين، سواء في بلدانهم، أو بصورة غير مباشرة، في أمريكا.
 
ويعطي المركز اهتماما كبيرا للعرب ليتأكدوا أن لديهم القدرة على الوصول إلى أفضل تحليل ورؤية للاتجاهات والتطورات الشرق أوسطية، وفي صياغة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ويؤمن المعهد أن النخبة العربية المطلعة هي نخبة عربية يمكنها أن تساهم في إحلال السلام والأمن في المنطقة.
 
ورجح “ساتلوف” أن السبب في إطلاق الموقع باللغة العربية على شبكة الإنترنت بهدف إقدام الجمهور العربي للوصول إلى أبحاث وتحليلات المعهد بسهولة.
 
توجهات إيديولوجية
الباحثة والكاتبة أميمة عبد اللطيف، تحدثت في مقال لها تحت عنوان «قراءة في خرائط مراكز الفكر الأمريكية» عن خطورة المراكز البحثية لكونها ترتدي ثوب الحياد الأكاديمي وترفع شعار المصالح الوطنية الأمريكية أمام منتقديها.
 
وبحسب المقال تتمثل تلك الخطورة في التأثير المتزايد الذي تمارسه على السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تخلت عن هذا الحياد وأصبحت في معظمها تخدم توجهات إيديولوجية معينة.
وأشارت “عبداللطيف” إلى أن النفوذ يطرح العديد من التساؤلات بخصوص الدور الحقيقي الذي تلعبه هذه المراكز في التأثير على عملية رسم السياسة الخارجية الأمريكية؟، وما هي حدود هذا الدور؟، وهل ثمة سقف ما تقف عنده ولا تتخطاه؟، أم أن ما يحدد هذا النفوذ هو فقط الموضوع الذي تسعي للتأثير عليه؟، وما هي الطريقة والكيفية التي يتم بها تناول قضايا بعينها؟ وبأي طريقة؟، وما هي القنوات التي تسعي من خلالها مراكز الفكر إلى التأثير في صناع القرار والرأي العام؟
 
تكاثر المراكز البحثية
وأوضحت عبداللطيف، أن الباحثين الذين رصدوا عملية نمو وتطور مراكز الفكر الأمريكي يتفقون على أن السبب الرئيسي وراء تكاثر وانتشار هذه المراكز خلال الربع قرن الماضي ناتج عن تزاوج بين ثلاثة عناصر أساسية، وهي الطبيعة اللامركزية للنظام السياسي الأمريكي، وعدم وجود أسس حزبية صارمة، والمعونات المالية المتدفقة من المنظمات ذات التوجهات الإيديولوجية المختلفة.
 
غير أنه لا يوجد اتفاق حول أول مركز بحثي أسس بالولايات المتحدة، ولكن هناك شبه إجماع على أنه كانت هناك موجات شهدت نموا وصعودا في فترات زمنية متفاوتة.
 
المصدر:شبكة الاعلام العربية
 

أضيف بتاريخ: 12/01/2017