مقالات مختارة

مشروع سكة حديد لربط إسرائيل بالسعودية.. خطوة متوقعة لتطبيع متسارع

 
مشروع سكة حديد لربط إسرائيل بالسعودية.. خطوة متوقعة لتطبيع متسارع 







كاتس يقدم شرحا للمشروع خلال المؤتمر الصحفي

كشف وزير «إسرائيلي»عن مخطط لإنشاء خطة سكة حديدة تربط بين «إسرائيل» والسعودية مرورا بالأردن ودول الخليج، تحت اسم «مشروع سكة السلام الإقليمي»، في خطوة قد تبدو متوقعة لعملية تطبيع متسارعة بين دولة الاحتلال ومحيطها العربي، والذي يشمل الرياض  وخلال مؤتمر صحفي عقده في القدس المحتلة أمس الأربعاء، تحدث وزير المواصلات والاستخبارات «الإسرائيلي» «يسرائيل كاتس» عن تفاصيل مشروعه «سكة السلام الإقليمي»، حسب ما نقلت صحيفة «رأي اليوم» اللندنية عن صحيفة «هآرتس» العبرية.

ووفق الخريطة التي عرضها «كاتس»، خلال المؤتمر الصحفي، فإنّ «سكة السلام الإقليميّ» ستنطلق من مدينة حيفا إلى بيسان (داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48)، لتمر عبر جسر الشيخ حسين الذي يربط بالأردن، ومن هناك إلى مدينة إربد شمالاً، ومن ثم إلى دول الخليج العربيّ والسعودية.

وكشف «كاتس» النقاب عن أنّ هناك محادثات مهمة مع دولٍ عربيّةٍ (لم يذكرها) بشأن مشروع السكة، مضيفا أنّه «متفائل جدًا» من احتمالية الدفع بالمشروع.

وزعم أن المشروع «سيُساهم في تقوية الأردن وتحويلها إلى مركز مواصلات»، إذْ ستُمكّن السكة ليس فقط من الوصول إلى موانئ حيفا، وإنمّا أيضًا إلى كل أنحاء الخليج العربيّ، كما ستكون بمثابة جسر بريّ لمواطني الدول العربيّة المذكورة، يسهل عليهم الوصول برًا إلى ساحل البحر المتوسط، بحسب تعبيره.

ولفت إلى أن مبعوث الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الخاص إلى المنطقة، «جيسون غيرنبلات» «أعجِبَ جدًا بالمشروع»، ووعد بطرحه على «ترامب».

وأشار إلى أنه خلال الأيام الماضية كانت هناك محادثات بين تل أبيب وواشنطن في هذا الصدد.

وذكرت صحيفة «هآرتس» أنّ «كاتس» أوضح لمبعوث «ترامب» أنّه لا يطلب دعمًا ماليًا أمريكيًا للمشروع، وإنمّا يطلب فقط تشجيع الأردن والسعودية ودول الخليج للقبول بالمشروع؛ إذ أنّ السكك الحديدية التي ستمر في الدول العربية ستقوم بتمويلها شركات خاصة بغية الربح الماليّ.

وبالإضافة إلى ذلك، أشار «كاتس» إلى أنّ لسكة القطار رؤية اقتصادية، وأيضًا إستراتيجية، مضيفًا أنّها ستُتيح عبورًا بريًا آمنًا، وتوفر على الدول العربية على المستوى الاقتصاديّ، للوصول إلى شواطئ المتوسط. وأوضح في هذا الصدد أنّ طول المسار البحريّ الذي يبدأ من الميناء المركزي في السعودية، الدمام، ليصل إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس، يبلغ 6 آلاف كم، بينما «عن طريق اليابسة عبر إسرائيل للوصول إلى ميناء حيفا، يبلغ فقط 600 كم».
علاوة على ذلك، أشار الوزير «كاتس» إلى أنّ شركة القطارات «الإسرائيليّة» بصدد ربط الضفّة الغربيّة المُحتلّة بشبكة القطارات التابعة للدولة العبريّة، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ تل أبيب تعمل على ربط الضفّة الغربيّة بإسرائيل، ارتباطًا كليًّا لمنع إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ وضمّ المناطق المُحتلّة بطرق ووسائل التفافيّة للسيادة الإسرائيليّة.
هل بدأت قرارات قمّة بحر الميّت السريّة تُكشف؟

وعن الخطوة «الإسرائيلية» بالإعلان عن مخططها «سكة السلام الإقليميّ»، تساءلت صحيفة «رأي اليوم» اللندنية: هل بدأت قرارات قمّة بحر الميّت السريّة تُكشف؟

وأضافت: «يبدو أنّ القرارات (السريّة) التي اتُخذّت في القمّة العربيّة الأخيرة في البحر الميّت (بالأردن)، بدأت تطفو بشكلٍ أوْ بآخرٍ على السطح؛ حيث بات ساسة تل أبيب، يتحدّثون وبفم مليء عن السلام الإقليميّ مع الدول العربيّة.

وذكرت «رأي اليوم» أن توقيت كشف مشروع السكة الحديدية من قبل الوزير «كاتس» أتى بعد وقت قصير على حضور «غيرنبلات» في القمّة العربيّة كمراقبٍ على المجريات، وبعد زيارته رام الله وتل أبيب، حيث انبهر من مشروع السكة، كما قال الوزير «الإسرائيلي» خلال المؤتمر الصحفي أمس.

واعتبرت الصحيفة اللندنية أن ذلك المشروع هو إشارة أخرى على مخططات «إسرائيل» للقضاء على ما تبقّى من فلسطين، خصوصًا أنّ الكشف جاء بعد يومين فقط على لقاء «ترامب» مع الرئيس المصريّ «عبد الفتاح السيسي»، والذي اعتبره محللون «إسرائيليون» نواة تحضير قمة إقليمية قد يشهدها الصيف المقبل، وتفضي إلى تسويةٍ عربيّةٍ «إسرائيليّةٍ» في ما يخص مجمل الصراع في المنطقة، وخاصة بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين».
ويبدو أن هذا المشروع لن يجد معارضة كبيرة من قبل الرياض التي يسعى ولي ولدي عهدها الأمير الشاب «محمد بن سلمان» الطامح في العرش إلى كسب رضا واشنطن، وفي وقت تصاعدت فيها مظاهر التطبيع بين تل أبيب والرياض، والتي تمثلت في زيارات لمسؤولين سعوديين سابقين إلى تل أبيب.

ومن الأهميّة بمكان الإشارة إلى أنّ الأنظمة العربيّة الرسميّة باتت تتحدّث عن حلّ النزاع مع «إسرائيل» باعتباره خلافًا بين الأخيرة والفلسطينيين فقط، خصوصًا وأن دول مثل السعوديّة أصبحت تعتبر «التمدد الإيرانيّ» تهديدًا إستراتيجيًا، وفي هذه النقطة تتساوق مصالحها مع حكومة «بنيامين نتنياهو»، التي تُشدد على أنّ إيران تُشكّل تهديدًا وجوديًا على «إسرائيل».
فيما لاحظ المُحللون في «إسرائيل» أنّ العرب قدّموا تنازلاً إضافيًا عندما قرروا في بيان قمتهم الأخيرة تعديل مصطلح «التطبيع الكامل مع دولة الاحتلال»، بمُصطلحٍ أكثر سلاسةً وانفتاحًا وهو «المُصالحة التاريخيّة مع إسرائيل».

ومن هؤلاء المُحلل «الإسرائيليّ» «عكيفا إلدار» الذي رأى أنّ العاهل الأردنيّ «عبدالله الثاني» لعب في القمّة الأخيرة الدور الذي أُنيط به من قبل الإدارة الأمريكيّة.

وقال «إلدار»، في تحليلٍ نشره مؤخراً، إنّه عندما يضع القادة العرب على طاولة «ترامب» صفقةً جيدّةً فلن يُسارع إلى التخلص منها، ولكن بالمُقابل فإنّ اليمين الحاكم في «إسرائيل» يراهن على أنّ العرب الذين تنازلوا أولًا وثانيًا بإمكانهم التنازل ثالثًا ورابعًا وعاشرًا، على حدّ تعبيره.

ونقل «الدار» عن وزيرة الخارجيّة السابقة «تسيبي ليفني» قولها إنّها خلال لقاء أجرته مع قادة عرب يتبعون الجامعة العربيّة سمعت على ألسنتهم بأنّ المبادرة العربية ليست نهائيةً، وأنّها منفتحة على التفاوض.

وقبل أربع سنوات، أعرب وفد الجامعة العربية عقب لقاء مع وزير الخارجية حينها «جون كيري» عن الاستعداد للقيام بإصلاحات لحدود الـ67 وتبادل الأراضي بين الفلسطينيين و«إسرائيل».

المصدر | الخليج الجديد + رأي اليوم 6/4/2017


أضيف بتاريخ: 19/04/2017