مقالات مختارة

عار في الجامعة الأميركية

عار في الجامعة الأميركية
 

اعتصم عدد من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت في حرم الجامعة، الثلاثاء في 21 تشرين الثاني، رفضاً لانتقام الجامعة من بعض الطلاب عبر قرارها سحب المنح منهم، عقاباً لهم على طريقة الاحتجاج التي اعتبرتها غير قانونية. وارتفع عدد الطلاب الذين سحبت منهم المنح من 6 إلى 14 في غضون ساعات قليلة.


وبدا واضحاً من حديث الطلاب إلى "المدن" تخوفهم من ارتفاع عدد الذين سيعاقبون بسحب المنح منهم. ما قد يعتبر طرداً غير مباشر لهؤلاء الطلاب، إذ إن بعضهم لن يستطيع دفع الأقساط في حال سحبت منه المنحة. "عميلعبو لعبة وسخة"، يقول أحد المعتصمين لزميله الذي يقف بقربه. 


عشرات الطلاب الذين اعتبروا أن القرار يطالهم وقفوا هاتفين: "جامعة وحدة ايد وحدة"، تعبيراً عن تضامنهم مع زملائهم المعاقبين. كما هتفوا: "shame on you"، للتعبير عن أن ما حصل وطريقة تعامل الجامعة مع طلابها يشكل عاراً. 

يقول أحد الطلاب، ممن سحبت منهم المنح، إن الجامعة تريد من طلابها أن يعملوا بلا أجر في محاولة لتوفير نحو 600 ألف دولار من ميزانية تبلغ نحو 450 مليون دولار سنوياً. فيما المطلوب أن تحسّن الجامعة ظروف عمل هؤلاء، فالتسعون دولاراً شهرياً مبلغ يحتاج إليه هؤلاء، لكنه لا يتوافق مع الجهد الذي يبذلونه. 

أما إدارة الجامعة فحاولت التدخل لاستيعاب التحرك وتفكيكه من دون التصادم مع الطلاب. إذ إن التصادم معهم، مساء الاثنين في 20 تشرين الثاني، واستخدام القوة وقلب الخيمة فوق رؤوسهم أديا إلى غضبهم واعتصامهم الثلاثاء. وقد حاول عميد شؤون الطلاب الدكتور طلال نظام الدين تفريق الطلاب من خلال الطلب منهم الوقوف والصمت أثناء رفع العلم والنشيد الوطني، وبعدها أسمعهم أغاني لصباح في وقفة دامت نحو ربع ساعة فرحل عدد من الطلاب، وفق ما تقول إحدى الطالبات لـ"المدن"، التي تحدثت عن فرحها بـ"اغاظة" نظام الدين عبر رفض الطلاب سماعه وعدم تجاوبهم معه.

وعملت ميرا زين الدين على تهدئة الطلاب، وهي نائبة الرئيس لشؤون الطلاب، وهو أعلى منصب يمثل الطلاب في الجامعة، عبر إقناعهم بعدم التصعيد في خطوة لم تلق إعجابهم. وتمنت عليهم فك الاعتصام بانتظار ما سيتقرر في الاجتماع الذي سيعقد مع نظام الدين، مساء الثلاثاء. ورغم أن نظام الدين لم يَعد الطلاب بالتراجع عن القرار الأول المسبب للاعتصام والقاضي بالتوقف عن دفع الرواتب الشهرية للمعيدين، فإنه وعدهم بالبحث في موضوع التراجع عن سحب المنح.

نظام الدين، الذي يبدو أنه نجح في ابعاد الطلاب عن مطلبهم الأول عبر جعلهم يطمحون إلى استعادة منحهم، لم يجب على اتصالات "المدن". وقال المسؤول الإعلامي في الجامعة سيمون كشر أن ليس لدى الجامعة ما تقوله سوى البيان الذي صدر عن نظام الدين. 

وكان البيان قد أكد أن لجوء الطلاب إلى التخييم هو خرق لسياسات الجامعة وقوانينها وأنظمتها، وأن الجامعة وجهت تحذيرات للطلاب في شأن ذلك. لكن، الطلاب ينفون تلقيهم أي تحذيرات بشكل رسمي، إنما مجرد تعليمات من رجال الأمن في الجامعة.

 

مريم سيف الدين|
المصدر : موقع المدن 
الثلاثاء21/11/2017

أضيف بتاريخ: 23/11/2017