المقالات

الإنتقال من الحربين الصلبة والناعمة إلى القدرة على الإرغام في المنطقة الرمادية

الإنتقال من الحربين الصلبة والناعمة إلى القدرة على الإرغام في المنطقة الرمادية

حسن الزين

تعرفت النخب والجماهير في الآونة الأخيرة على مفهوم ومصطلح الحرب الناعمة، باعتبارها تقوم على الترغيب بموارد القوة الناعمة الأميركية عبر الاستمالة الثقافية والسياسية ولتأثير أو التلاعب بأجندة الخصوم والأعداء، وبطبيعة الحال الحرب العسكرية مفهوم معروف ومُشخص، وهو معاكس للحرب الناعمة، فالضد يظهره الضد، وهو يقوم على التدمير والسحق المادي لقدرات وموارد العدو والخصم، لكن الجديد الذي صاغته العقول الأميركية في السنوات الأخيرة (2015 – 2020) يقوم على تطوير إستراتيجيات ومنظومات عمل بين الحربين الناعمة والصلبة، وقد سمي ذلك بمفهوم استراتيجية القدرة على الإرغام حسب مركز راند الأميركي لأبحاث الدفاع RAND، في حين أسماها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بالمنطقة الرمادية، وهي استراتيجيات جديدة تبلورت من رحم المناقشات والتقييمات التي تدور بين الأجهزة والإدارات العسكرية والأمنية ومراكز الأبحاث الأميركية.

وقد خلص مركز راند الأميركي الى أن القدرة على الإرغام تعني " دفع العدو إلى الخيارات التي تريدها الإدارة الأميركية عبر صناعة الظروف - التي تضع أعداء وخصوم ومنافسي أميركا- أمام خيارات ضيقة ترغمهم على سلوك الطريق المطلوب، عبر استخدام القدرات غير العسكرية التي تتوفر لديها ومنها، العقوبات المالية، ودعم المعارضة السياسية اللاعنفية لأنظمة الحكم المعادية، والعمليات الهجومية الإلكترونية([1]).

وفي سياق بحثي تخصصي مشابه، أعد مركز مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) مباحث ودراسات مشابهة حول مفهوم قريب من القدرة على الإرغام سمي باستراتيجية " المنطقة الرمادية"، وهي تموضع بمكان يسمى بـ" فن الحكم الروتيني والحرب المفتوحة "، حيث يشير بعض الباحثين والخبراء إلى هذه الساحة المتنازع عليها بين السلام والحرب وتسمى باسم "المنطقة الرمادية" والتي تقع في مكان ما بين الحرب الروتينية والحرب المفتوحة.
  
أولاً ـ استراتيجية القدرة على الإرغام

1- تعريف وتحديد المفهوم: 
  يُعرف مركز راند لأبحاث الدفاع التابع لوزارة الدفاع والجيش الأميركي حرب الإرغام بالآتي " قد تجد الولايات المتحدة أنّ استخدام القوة العسكرية لمواجهة التهديدات العديدة والمتنوعة للأمن الدولي، والتي ستظهر خلال السنوات القادمة، بات يتّصف بصعوبةٍ وكلفةٍ وخطورةٍ متزايدة. وربما لا يكون هناك بديلٌ عن القوة العسكرية في بعض الظروف، ولكنّ المشرّعين الأمريكيين يحتاجون إلى خياراتٍ غير عسكريةٍ أفضلَ ينتقون من بينها، إنّ إجراءاتٍ مثل الديبلوماسية الحاذقة، والمساعدة الاقتصادية الفعالة، ونشر الأفكار والمُثُل الأمريكية، كلُّها جيدةٌ بالفعل، ولكن لا يمكن الإعتماد عليها لهزيمة، بل ولا حتى لردع المعتدين العازمين على العدوان. إن هدف هذه الإستراتجية دراسة واستكشاف الفسحة الواقعة بين حدَّي القوة العسكرية الصلبة والقوة الناعمة، وهي الوسائل غير العسكرية لإرغام إضعاف  ومعاقبة أولئك الذين يهددون السلام والأمن والمصالح الأمريكية "([2]).

 من جانب آخر، يمُّييز بعض الخبراء الأميركيين بين القدرة على الإرغام، وبين ما يسمى بالقوة الذكية، فالقوة الذكية تشمل الدمج بين أدوات كلا القوتين الصلبة والناعمة، ويُقصَد منها " معرفة توقيت استخدام إحدى القوتَين كمفتاح النجاح لتحقيق السياسات المطلوبة "([3]).
 
2- أدوات القدرة على الإرغام :
حسب الخبراء والباحثين الأميركيون تتضمن القدرة على الإرغام، الحنكة السياسية التي تتحكم بتوظيف عدد من الأدوات والقدرات، منها: العقوبات الاقتصادية، والإجراءات السياسية العقابية، والعمليات الإلكترونية، والعمليات الاستخباراتية السرية، والمساعدة العسكرية، والحملات الدعائية، والتضييق على التجارة أو التحكم بها، والحظر على البضائع والأشخاص، ودعم المعارضة السياسية، بالإضافة إلى أمورٍ أخرى. القاسم المشترك بين هذه الأدوات هو قدرتها على لَوْي السياسات، وكسر الإرادات أو إرخاء قبضة الدول المعنية على زمام السلطة، مع أنّ القدرة على الإرغام ليست ناعمةً على الإطلاق، فإنها لا تفرض الإمتثال للأهداف الأمريكية فرضاً مادياً. بما أن العدوّ يملك حرية الإختيار، فالنتيجة ليست مضمونةً مسبقاً، يعتمد النجاح على براعة من يقوم بعملية الإرغام وعلى مدى ضعف المستهدف، إنّ قدرة الولايات المتحدة على استخدام بعض طرق الإرغام في ازديادٍ مع ازدياد حاجتها لاستخدام هذه الأدوات.

3- الإستثمار في نقاط ضعف الأعداء لأجل الإرغام: 
الخلفية التي تفسّر تراجع قابلية الولايات المتحدة لاستعمال القوة العسكرية الهجومية، وتنامي قدرتها على الإرغام هو العولمة، بنشرها تكنولوجياتٍ مفيدةٍ عسكرياً، حوّلت العولمة استخدام القوة العسكرية الهجومية إلى أمرٍ أكثر صعوبةً وخطورة، وهذا ما يجعل الخيارات غير العسكرية أكثر أهمية. لقد زادت العولمة أيضاً من الفرص التي تتيح استخدام الإرغام، مع تزايد  اعتماد معظم البلدان - بما فيها الصين وروسيا وإيران ووكلائهم - على الأسواق العالمية والموارد والمعلومات والأنظمة، الاقتصاديات العالمية، والشبكات المالية، وأنظمة التوزيع، والبنى التحتية، ومجالات المعلومات، وأسواق الهيدروكربون (النفط والغاز ومشتقاتها)، والمواصلات، والتنقل، وطلبات المستهلكين، والأفكار، والمؤسسات، وغيرها من الأمور، وكلها مجالاتٌ توفر الفرصة لفرض النفوذ حتى على أكثر الدول انعزالاً، مثل كوريا الشمالية، أو الكيانات الأصولية، كتنظيم داعش([4]).

 من هنا، يرى الأميركيون أن أشكال ونقاط الضعف في أعدائهم وخصومهم متنوعة وكثيرة، ويجب الإستثمار فيها، فهذه إحدى أهم عوامل الإستراتيجية، ومن أبرز نقاط الضعف لدى أعدائهم وخصومهم الاعتماد على الأنظمة المالية والمعلوماتية والإقتصادية التي تتحكم فيها الولايات المتحدة الأميركية، من الدولار الى الأنظمة المصرفية، والمؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد والبنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية، وشبكة المعلومات التي يوفرها الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي.

وعلى هذا الأساس تستخدم الولايات المتحدة الأميرية نفس أدوات العولمة التي نشرتها على مدى عقود لاستدرج خصومها إلى نقطة الإرغام التي تريدها عن طريق منعه من استخدامها في التوقيت الذي لا يكون العدو أو الخصم المستخدم قادراً على توفير البديل لها، وهو ما يوقعه في فخ العولمة كنقطة ضعف، ويجعله عاجزاً مرغماً على سلوك الطريق الذي تريده له. 
 
 4- مساندة خصوم العدوّ
  تملك الولايات المتحدة وسائل متنوعةً تمكّنها من تقوية ومساندة الدول والمجموعات التي تعارض أعداءها، يمكنها لهذا الغرض تقديم المساعدة غير العسكرية أو العسكرية، وإن كان يمكن اعتبار الأخيرة استخداماً للقوة الصلبة بالوكالة، وإن أعظم نفوذٍ إرغاميٍّ قد يأتي من جهة طرح تهديدٍ للسلطة السياسية أو حتى لاستمرارية نظامٍ يتحدى المصالح الأمريكية.

  يكشف هذا النص الخطير عن أحدى أقذر أدوات الإرغام الأميركية، وهي تسيح ميليشيات وجهات معادية لخصومها وأعدائها، وهو ما يطابق مفهوم " الإرهاب" لجهة استخدام العنف لأهداف سياسية، وهو ما تعيبه الإدارة الأميركية على خصومها وأعدائها، حتى الذين يدافعون عن بلادهم ومصالحهم القومي والوطنية.

ثانياً- ما هي استراتيجية "المنطقة الرمادية":

1- تعريف ومفهوم "المنطقة الرمادية": 
 هي استراتيجية تقييم ومواجهة الأساليب البديلة التي يعتمدها من أسمتهم أميركا بـ "المنافسين" والتي تقول أنهم يتحدُّون قيادتها إضافة لقواعد النظام الدولي، والتي يهدفون من خلالها إلى تهديد المصالح الأمريكية لكن دون تصعيد مستخدمين أدوات غير عسكرية نظرًا للتكاليف العالية للعمليات القتالية. ويشير بعض العلماء والممارسين إلى هذه الساحة المتنازع عليها بين السلام والحرب باسم "المنطقة الرمادية".

وقد أعد الدراسة أكاديميون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في إطار برنامج بحثي مركَّز لتحسين قدرة الولايات المتحدة على ردع هذه التهديدات ومكافحتها والرد عليها ابتداءً من عام 2016، وذلك من خلال سلسلة من الدراسات لتقييم التحديات الراهنة المتعلقة بالمصالح الأمنية الأمريكية من الصين وإيران وروسيا.
 
وتقول الدراسة أن المصطلحات المفضَّلة هي في النهاية قضية ثانوية، وأن النقاشات الموسعة من شأنها تأخير الإجراء المطلوب. وقد وصفت المنطقة الرمادية بأنها "خيار سياسي مدروس لتقويض منافس أو تحقيق أهداف سياسية صريحة أخرى بوسائل أخرى غير الدبلوماسية الروتينية أو الحرب الشاملة" والذي يتكون من " الإستخدام المتعمد لواحد أو أكثر من أدوات السلطة (الدبلوماسية والمعلوماتية والعسكرية والاقتصادية) للتأثير على التكوين والوضع السياسي أو صنع القرار داخل الدولة"([5]).

تأتي الدراسة في سياق استخدامات ممارسي الأمن القومي والدبلوماسيين والقادة العسكريين وحلفاء أميركا والأكاديميين لمجموعة من المصطلحات لوصف التحديات التي تواجه أميركا وحلفاءها والتي تقع دون عتبة الصراع العسكري التقليدي، والتي تشمل: الحرب غير النظامية، القوة الناعمة والقوة الحادة، الحرب الهجينة، والتدابير الفعالة، الحرب السياسية، المنافسة، والمنافسة الاستراتيجية، ونُهج المنطقة الرمادية أو المنطقة الرمادية.

2- من هم المستهدفون في استراتيجية "المنطقة الرمادية":
تتولى أربع دول الحصة الأكبر من عمليات المنطقة الرمادية التي تتخذها الدول ضد الولايات المتحدة ومصالحها وحلفائها وشركائها، وهم: الصين، روسيا، إيران، كوريا الشمالية. ويمكن تصنيف هذه الجهات من حيث الأكثر فاعلية وخطورة نظرًا لاتساع ونوعية مجموعة أدوات كل دولة وتأثيراتها المحتملة النسبية على المصالح الأمريكية، حيث تقع الصين في المرتبة الأولى وتعتبر الأكثر إثارة للقلق، تليها روسيا.

3- مبررات استراتيجية "المنطقة الرمادية":
* بناء الصين جزرًا اصطناعية عازلة في بحر الصين الجنوبي، ونشر روسيا لمعلومات مضللة في الولايات المتحدة والدول الحليفة لها والبلدان الشريكة لها والتي خلقت معضلات لسياسة الأمن القومي الأمريكية وتجاوزت إلى حد كبير عتبات التصعيد العسكري، وكذا تحركات إيران ومحورها ( وكلائها كما تسميهم الدراسة).
* الغموض وعدم وجود إجماع في أميركا حول المصطلحات المتعلقة بالاستراتيجيات والعمليات الموجودة في الفضاء بين السلام والحرب.
* حاجة أميركا إلى التصنيف السهل للتحديات والمخاطر وبالتالي تعزيز الاستجابات الفعالة.
* الحاجة لخوض حرب سياسية - ولكن ليس بالضرورة - بشكل سري، ينبغي تنفيذها خارج سياق الحرب التقليدية، وهي شكل من أشكال الصراع الذي يسعى إلى تحقيق أهداف سياسية من خلال حملات متكاملة، تستخدم معظمها أدوات غير عسكرية أو غير حركية تسعى جاهدة للبقاء تحت عتبات الخط التصاعدي أو الخط الأحمر الرئيسي لتجنب الصراع التقليدي الصريح، والذي يتحرك تدريجيًا نحو أهدافه بدلاً من البحث عن نتائج قاطعة في فترة زمنية محدودة نسبيًا.

4- أدوات المنطقة الرمادية
1- عمليات المعلومات والتضليل
2- الإكراه السياسي
3- الإكراه الاقتصادي
4- العمليات السيبرانية
5- العمليات الفضائية
6- القوات الوكيلة
7- الاستفزازات من قبل القوات التي تسيطر عليها الدولة
 
أولاًـ عمليات المعلومات والتضليل: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى، بالإضافة إلى الجهود التقليدية لتعزيز سرد الدولة من خلال الدعاية وإثارة الشكوك والمعارضة والتضليل في الدول الأجنبية.

ثانياًـ الإكراه السياسي: استخدام الأدوات القسرية للتأثير على التكوين السياسي أو صنع القرار داخل الدولة، واللافت أن الأدوات اللازمة لتحقيق هذه النتائج يمكن أن تكون مشروعة أو غير مشروعة.

ثالثاًـ الإكراه الاقتصادي: استخدام أدوات فعالة اقتصاديًا (مثل الوسائل المالية أو الطاقة القسرية) لتحقيق الأهداف الاقتصادية أو التسبب في اتباع نهج اقتصادي للخصم.

رابعاًـ العمليات السيبرانية: استخدام المتسللين أو الفيروسات أو غيرها من الوسائل لإدارة حرب المعلومات أو التسبب في ضرر مادي أو تعطيل العمليات السياسية أو معاقبة المنافسين الاقتصاديين أو ارتكاب أعمال ضارة أخرى في الفضاء الإلكتروني.

خامساًـ العمليات الفضائية: مقاطعة أنشطة الفضاء العادية والخدمات الفضائية للمنافسين عن طريق تعطيل المعدات أو الاتصالات مع أو من الفضاء أو البيانات أو الآثار التي توفرها أنظمة الفضاء.

سادساًـ القوات الوكيلة: الإستخدام المباشر أو غير المباشر للجماعات من غير الدول والجماعات العامة لغرض التخويف العسكري أو السيطرة الإقليمية من أجل ممارسة النفوذ أو الحصول على نتائج سياسية أو أمنية محددة.

سابعاًـ الاستفزازات من قبل القوات التي تسيطر عليها الدولة: استخدام القوات غير العسكرية أو القوات شبه العسكرية مع خطوط تمويل أو اتصال مباشرة مع الدولة لتحقيق مصالحها، دون الإستخدام الرسمي للقوة؛ وتشمل هذه الفئة الأنشطة العلنية والسرية.

خاتمة:
في خلاصة المقال، يدر الاستنتاج أن هذه الدراسات والاستراتيجيات الجديدة ثبتت بعض القضايا والمعطيات والمفاهيم، نذكر منها:
1-  اعترفت بالحرب الناعمة، وأنها جزء من مفاهيم واستراتيجيات الجيش الأميركي وهي ليست نظرية علاقات دولية او دبلوماسية عامة كما كان يقول بعض الباحثين والكتاب.
2-  اعترفت الدراستان بالثورات الملونة، تحت عنوان دعم الحركات اللاعنفية والمعارضات السياسية للأنظمة والجهات المستهدفة.
3-  اعترفت الدراسات بتمويل ودعم ميلشيات مسلحة معادية لخصومها واعدائها، وهذه الجماعات قد تكون إرهابية مثل داعش أو تنظيات تستخدم العنف ضد المدنيين، وهو عين مفهوم الإرهاب، حيث يعرف الإرهاب بأنه " استخدام العنف ضد المدنيين لأهداف سياسية". 
4-  تعترف الدراستان بوجود احتمالات كبيرة لفشل هذه الإستراتيجيات ( القدرة عى الإرغام أو العمل ي المنطقة الرمادية) نتيجة قدرة الأعداء والخثوم على التملص وتوليد البدائل وكشف المخططات وضعف المعلومات،  لكنها الأقل تكلفة والأقل مخاطرة والأكثر فعالية.
5-  تعترف الدراستان بنقاط ضعف كبيرة في هياكل وبى الإدارات والوزارات الأميركية المتصدية لهذه الحروب، وهي وزارات الدفاع والخارجية والخزانة، وكالات الاستخبارات CIA والتنمية الدولية USAID .
6-  ظهر من خلال الدراسات تركيز واهتمام لدى الإدارة الأميركية باستخدام العقوبات الإقتصادية والمصرفية والأنظمة المالية، واستخدام حرب " الدولار والعملات".
7-  اعترفت الدراستان بتمويل ودعم منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، وأنها جزء من الإستراتيجيات الأميركية.
8-  أقرت الدراستان باستخدام شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الإجتماعي كجزء من إٍستراتيجيات الإرغام والحروب الرمادية، وأن أميركا تملك القدرة على تشكيل " وعي الأعداء والخصوم " من خلال سيطرتها على المعلومات-
9-  اعترفت الدراستان بحرب المعلومات من خلال التضليل وبث الشائعات وتشويه السمعة.
10-  ما نستفيده من هذه المفاهيم والدراسات أن مواجهة الإستراتيجيات الأميركية يتطلب قدر عال من المعرفة والشمولية في جمع المعلومات عن تحركات العدو بصورة استباقية، من خلال رصد حركة العدو، حيث لا يمكنه التحرك على نطاق واسع دون أن يترك بصمات أو يظهر مخططه على فلتات " لسانه ووسائل إعلامه" وهو ما أثبتته تجربة السنوات والأحداث الأخيرة  في لبنان وسوريا والعراق وإيران وغير ذلك، وهو ما ساعد على توقع خطوات العدو الأميركي والأوراق والمخططات التي سيلجأ إليها، والأهم توقع التوقيت الذي يناسب العدو للتحر، لأجل إحباط جهوده وبرامجه بالطريقة المناسبة والزمن المقتضي كما يقول الإمام الخامنئي دام ظله.


[1] القدرة على الإرغام، مواجهة الأعداء بدون حرب، مركز أبحاث الدفاع RAND راند (دراسة لمصلحة الجيش الأميركي)، ديفيس غومبارت، هانس بيننديك، 2016، ص 9
[2]  المرجع السابق، ص 15
[3]  المرجع السابق، ص 17
[4]  المرجع السابق، ص 15- 18

أضيف بتاريخ: 14/09/2020