مقالات عامة

الإنسان بين هويّة الذات وذات الهويّة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإنسان بين هويّة الذات وذات الهويّة

الشيخ حسن أحمد الهادي

 

الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد(ص) وعلى آله الطاهرين(ع)، وصحبه المنتجبين، وبعد...         

أكثر أهل العلم من الفلاسفة والباحثين، على اختلاف مبانيهم ومدارسهم منذ القدم وإلى عصرنا الحديث، البحث في قضيّة بنيويّة ومفصليّة ترتبط بالهويّة الفكريّة والجانب العقديّ للإنسان؛ والذي تتفرّع عنه وترتبط به الكثير من التساؤلات؛ كالسؤال عن وظيفة الإنسان ودوره في الحياة، وعن مسؤوليّاته وواجباته وحقوقه، ومصيره بعد الموت، وعن الإله الخالق لهذا الإنسان والكون، والعلاقة بين الإله والإنسان، وعن الكون؛ ما هو؟ وما العلاقة بينه وبين الإنسان؟

ومن الواضح أنّ الجامع بين جميع هذه التساؤلات يرتبط بالأصول والتصوّرات الاعتقاديّة الدينيّة والفكريّة والفلسفيّة التي يتبنّاها الإنسان بالدرجة الأولى، وبالقيم التي يستند إليها الأفراد في سلوكهم، وبالقوانين والتشريعات التي تُبنى عليها المجتمعات وتسيطر على سلوك الأفراد والمجتمعات، وكلّ ما يتعلّق بالحياة الإنسانيّة بالدرجة الثانية.

ولهذا كان من الضروري والثابت عند الأمم والشعوب أن تتّخذ لنفسها هويّة ذاتيّة تنتمي إليها وتعبّر عنها في كلّ ما له علاقة وارتباط بالتساؤلات المذكورة أعلاه، ولا سيّما الفكريّة والعقديّة منها؛ وذلك لأنّه عندما تكون الهويّة غير واضحة أو تتداخل فيها المباني والمرتكزات يصبح الإنسان عرضة للتيه والضياع الفرديّ والاجتماعيّ، ولخطر عدم القدرة على تحقيق الاستقرار والطمأنينة النفسيّة والحياتيّة، وعدم إمكان تحقيق الأهداف والغايات الدنيويّة والأخرويّة. وهذا ما يجعل من الهوية الذاتيّة للكيان الإنسانيّ والاجتماعيّ بكل مستلزماتها وآثارها ضرورة لا مجال للتهاون بها، أو التغافل عنها؛ وما ذلك إلّا لأنّ الهويّة هي التي تصوّب مسار الإنسان وكلّ ما يتعلّق بالحياة الإنسانيّة، وتربطه بمنظومة القيم الذي ينتمي إليها، فيتمكّن من حماية نفسه، بل ويعرّف بنفسه عن طريق الهويّة التي ينتمي إليها.

وعلى هذا الأساس يُعتبر البحث عن الغاية التي خلقنا الله لأجلها من أكثر الأبحاث والمعارف أهمّيّةً وأعظمها تأثيرًا في سلوك الإنسان، وتنبع هذه الأهمّيّة من جوانب عديدة، لعلّ أحدها: أنّه سؤالٌ يبحث عن جوابه جميع الناس أينما كانوا؛ ويندر أن نجد إنسانًا يأمل بالحياة، ولم يجعل لنفسه هدفًا يسعى لبلوغه في جميع حركاته ومشاريعه. وغالبًا ما تكون الأهداف التي يصبو إليها الناس دافعًا أساسًا لجميع أنشطتهم وأفعالهم وحركتهم في الحياة. ولو فقد المخلوق روح الهدف والغائيّة، لانعدم فيه الأمل بالبقاء، ولخبت بهجة الحياة في عينيه، وفي المقابل من آمن بحكمة الله وقدرته اللامتناهية، فإنّه يعلم يقينًا أنّ من شأن البارئ الحكيم إذا خلق شيئًا مهما كان أن يجعل له هدفًا: {رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ}[1]، وقال تعالى: {قالَ رَبُّنَا الَّذي أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى}[2]. فالحكمة العظيمة في أفعال الربّ تعني ضرورة وجود هدف وغاية لوجود الإنسان في هذه الحياة. وتُطرح في هذا المجال مسألةٌ جديرة بالانتباه والتدقيق، وهي أنّ ما نبحث عنه في الأصل يتعلّق بالغاية التي يريدها الله لنا، الغاية التي خلقنا من أجل الوصول إليها، الغاية التي سنحاسب على أساسها، وليس بحثنا عن الغايات المختلفة التي يضعها الناس لأنفسهم.

وإنّ الغاية التي نتحدّث عنها هي غاية الإنسان التي خُلق من أجل الوصول إليها؛ بمعنى آخر هي غاية النفس الإنسانيّة، وعليه إذا أردنا أن نتعرّف إلى هذه الغاية علينا أن ننطلق من معرفة هذه النفس الإنسانيّة؛ لأنّه كما جاء عن رسول الله (ص): "من عرف نفسه فقد عرف ربه"[3]. فالسير والتأمّل العقليّ في حقيقة النفس الإنسانيّة وتركيبتها يهدينا إلى معرفة الغاية التي خَلقنا الله من أجلها. فالله سبحانه كتب في أعماق كلّ مخلوقٍ كلمات الحقيقة، وليس على الإنسان إلَّا أن يفتح كتاب خِلقته ويطالع صفحاته لكي يصل إلى مطلوبه، قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي‏ فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْديلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[4]. فالتفكّر العقليّ بحقيقة النّفس وتوجّهاتها، وبالفطرة الإنسانيّة من المفترض أن يوصلنا إلى معرفة الهدف والغاية من وجودنا في هذا العالم.

وبهذا تنكشف أمام الإنسان سُبُل الهداية الفطريّة والمعرفيّة التي تؤهّله للتماهي مع الهويّة التي يستحقّها، والتي تنسجم مع تكريمه وتفضيله؛ كما جاء في الذكر الحكيم: {لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[5]. وتتجلّى هذه الهوية في الواقع الاجتماعيّ؛ بوصفها برنامجًا شاملًا ومستمرًّا في كلّ شؤون الحياة الإنسانيّة ومتطلّباتها، وتستمدّ عوامل استمرارها من القرآن الكريم والسنّة الشريفة. وفي ضوء هذا الفهم تتشكّل الهويّة الإسلاميّة بكلّ سماتها ومقوّمات بنائها ووجودها المستمدّ من الدين الإسلاميّ الحنيف، وينصهر المسلمون في هويّتهم في بنيان اجتماعيّ إسلاميّ متراصّ ومتكامل. يقول العلّامة الطباطبائيّ: "إنّ الانسان، وهو نوع وجوديّ، له غاية وجوديّة لا ينالها إلّا بالاجتماع المدنيّ. كما يشهد تجهيز وجوده بما لا يستغني به عن سائر أمثاله؛ كالذكورة والأنوثة، والعواطف والإحساسات، وكثرة الحوائج وتراكمها. وإنّ تحقّقَ هذا الاجتماع وانعقاد المجتمع الإنسانيّ يحوج أفراد المجتمع إلى أحكام وقوانين ينتظم باحترامها والعمل بها شتات أمورهم، ويرتفع بها اختلافاتهم الضروريّة، ويقف بها كلّ منهم في موقفه الذي ينبغي له، ويحوز بها سعادته وكماله الوجوديّ"[6].

وهذه نتيجة طبيعة للمنهج الإسلاميّ؛ باعتباره منهجًا ربّانيًّا موضوعًا من قِبَل الله -تعالى- المهيمن على الحياة بأسرها، والمحيط بكلّ دقائق الأمور وتعقيدات الحياة، وهو منهج منسجم مع الفطرة الاِنسانيّة لا لبس فيه ولا غموض ولا تعقيد؛ وذلك لأنّ جميع التوجيهات والقواعد السلوكيّة تستمد قوّتها وفاعليّتها من الله تعالى. كما أنّه يمتاز بالشموليّة؛ فهو يراعي الإنسان في جميع مقوّماته الفطريّة والتكوينيّة، وينظر إليه من جميع جوانبه، إذ إنّ الإنسان مخلوق مزدوج الطبيعة؛ مكوّن من روح وعقل وغرائز، ومن جسد متعدّد الجوارح، وقد وضع هذا المنهج للإنسان بشكلٍ عام؛ فلا انفصال بين حاجات الجسد وحاجات الروح، ويدعو إلى إشباع حاجات الإنسان لكي يتقبّل ما يُلقَى إليه من قواعد وأسس تربويّة وتوجيهيّة وإرشاديّة. والأهمّ في هذا المجال أنّه يوازن في توجيه الإنسان بين طلب الدنيا وطلب الآخرة، فلا يمنع من التمتّع بالطيّبات الدنيويّة؛ كالمأكل والمشرب، والملبس، والمسكن، والإشباع العاطفيّ والجنسيّ-؛ لأنّ الحرمان منها يولّد القلق والاضطراب، وإنّما يضع القيود، ويوجّه الإنسان في الوقت نفسه إلى الإعداد للدار الآخرة من خلال الالتزام بالأوامر والنواهي الإلهيّة. فلا يطغى طلب الدنيا على طلب الآخرة بالانغماس بالطيّبات والملذّات دون قيود أو حدود، ولا يطغى طلب الآخرة على طلب الدنيا بحرمان الإنسان من متعها المشروعة. رُوي عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع): «اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الأخوان والثقات الذين يعرّفونكم عيوبكم، ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذّاتكم في غير محرَّم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات»[7].

كما أنّ المنهج التربويّ الإسلاميّ يوازن بين مجالات المسؤوليّة، ويجعلها موزّعة على الجميع؛ فالفرد مسؤول عن نفسه وعن غيره، والمجتمع مسؤول عن نفسه وعن أفراده، فثمّة مسؤوليّة فرديّة، ومسؤوليّة اجتماعيّة، والمسؤوليّة موزّعة؛ فالأب مسؤول عن أسرته والأم كذلك، والكبير مسؤول عن الصغير، والمدرسة والهيئات الاجتماعيّة والعلماء، والدولة، مسؤولون عن الأفراد وعن المجتمع، وتكون المسؤوليّة قائمة على أساس تقسيم الحقوق والواجبات؛ فللفرد حقوق وعليه واجبات، وللأسرة حقوق وعليها واجبات، وللمجتمع حقوق وعليه واجبات، ويجب أن لا يطغى حقّ على حقّ، ولا واجب على واجب، ولا حقّ على واجب، ولا واجب على حقّ.

 

تكامل الهويّة الإسلاميّة والنظام القيميّ:

لقد قرّر الدين الإسلاميّ نظامًا متكاملًا للقيم، التي كانت على الدوام، أو يفترض بها أن تكون، دليل المسلم في الحياة؛ وذلك على أساس أنّ القيم من الأصول التربويّة التي يجب أن تتربّى عليها المجتمعات في جميع مجالات الحياة، لتبرز وتتمظهر هويّتها في السلوك الفرديّ والاجتماعيّ للإنسان[8]؛ وذلك لأنّ المحتوى التشريعيّ للنظام الإسلاميّ، يهدف إلى التربية الشاملة للإنسانيّة في كلّ المجالات والأبعاد، وهو الذي يرسم الطريق النموذجيّة للإنسان نحو الكمال، وفي ميادين علاقاته الثلاث: مع ربّه، ونفسه، ومجتمعه؛ ما يعزّز العلاقة التكامليّة بين الهويّة الإسلاميّة ونظام القيم إلى حدّ التماهي والتلبّس التامّ الذي يجعل من الهويّة الإسلاميّة منظومة فكريّة وعقديّة وتشريعيّة وقيميّة حاكمة على السلوك الإنسانيّ والاجتماعيّ العام، وتستمد قوّتها ورسوخها في النفس منه، ولهذا فإنّ الهويّة الإسلاميّة تشكّل محدّدات وضوابط لسلوك الناس، تُميِّز النوع الإنسانيّ عن غيره من المخلوقات، وترتبطُ بمتطلّبات الاجتماع الإنسانيّ والعيش المشترك، كما ترتبط بالكرامة الإنسانيّة.

 

تحدّيات الهويّة الإسلاميّة:

لا يشكّ عاقل في أنّ تنوّع التحدّيات المعاصرة وتعدّد أساليبها وأدواتها في هذا المقطع الزمنيّ والتي يروّجها الغربيّون أحيانًا والمتغرّبون أخرى تشكّل خطرًا داهمًا متنوّع الأبعاد والأهداف والغايات، وتستهدف تدمير هويّتنا الإسلاميّة وتشويه كلّ بنيانها وعناصرها؛ وصولًا إلى سقوط الإنسان المسلم وضياعه وتشويه فكره ونظامه القيميّ بعناوين المدنيّة تارة، والتكنولوجيا والتقنيّة أخرى، وحقوق البشر ثالثة، ورفع الظلم والحيف عن المجتمعات الإسلاميّة رابعة، وعلى سبيل المثال، لا الحصر: لا يمكن اعتبار نمط الحياة الأمريكيّ والغربيّ مجرّد سلوكيات أو أنظمة أو أفكار بعيدة عن أهداف الهيمنة وغاياتها، بل هو وسيلة حرب إيديولوجيّة استراتيجيّة يتمّ فيها الإخضاع الثقافيّ والسياسيّ والاقتصاديّ.

وهو ما يعزّز الوظيفة المُلقاة على عاتقنا، في مواجهة تحدّيات العولمة وما تنتجه من آثار سلبّية مدمّرة لهويّتنا الثقافيّة وقيمنا، فقد آن الأوان لندرك بأنّ الحرب على الجبهة الثقافيّة والقيميّة هي الأهمّ في الوقت الراهن؛ وأنّ المستهدَف بالدرجة الأولى اليوم هو منظومة القيم الدينيّة والروحيّة، ومقوّمات هويّتنا الثقافيّة «الدين، اللغة، السمات، التاريخ، الذات، حتى العادات والتقاليد والأشكال والصور». وتخاض هذه المعركة بأساليب وتقنيات متطوِّرة جدًّا في التوجيه الإعلاميّ والنفسيّ والتربويّ والفنّيّ... والهدف بات واضحًا ومعلومًا، وهو تجويف هويّتنا الإسلاميّة التي تعبّر عن أصالة الفكر والثقافة والممارسة؛ ولهذا فالمسؤوليّة على كلّ ذوي العقول والأفكار السليمة القيام بحراك واعٍ في ثقافة التغيير، أو التغيير بالثقافة والوعي المعرفيّ والقيميّ.

وهذا ما يؤكّده الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) عندما يتحدّث عن دور القرآن وحاجة البشر إليه، حيث إنّ التطوّر في كافّة الأبعاد المعنويّة والمادّيّة يتوقّف على العمل طبق القرآن الذي يهتمّ باحتياجات الإنسان كافّة، ويضمن السعادة لكلّ البشر في كلّ زمان. "فإذا أصبح القرآن هو الحاكم في المجتمعات البشريّة، ففي ذلك سعادة الدنيا والعلوّ المعنويّ، لقد فتح القرآن أمامنا طريق السلامة والأمن والصحة النفسيّة، فتح القرآن أمامنا طريق العزّة، وفتح القرآن أمامنا نمط الحياة السليم ونمط الحياة الذي يؤدّي إلى السعادة"[9]. وفي القرآن إجابات على احتياجات الإنسان السلوكيّة وأساليب الحياة في مختلف الميادين وتنظيم الأمور الثقافيّة والمعنويّة والمسائل الاجتماعيّة؛ بالإضافة إلى تنظيم الأمور السياسيّة والاقتصاديّة؛ بما يؤدّي إلى تعالي الإنسان. وقد وضّح الدين الأحكام والعلاقات الموجودة بين الفرد والله، بالإضافة إلى توضيحه أركان الحياة الفرديّة والاجتماعيّة للبشر، وهذا يعني أنّ الدين يتولّى مسألة تكامل البشر في كافّة الشؤون الفرديّة والاجتماعيّة وكافّة الاحتياجات المادّيّة والمعنويّة. والدين الإسلامي عبارة عن نظام يريد إجراء العدالة في كافّة الأمور الاجتماعيّة، والثقافيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، وسَوق المجتمع نحو القرب الإلهيّ والصفاء العقديّ والأخلاقيّ[10].

فما أحوجنا إلى بلورة واضحة وكاملة لمباني الهويّة الإسلاميّة، من خلال البحث القيميّ المعمّق، استنادًا إلى النصوص الشرعيّة، وصوغها في منظومة متكاملة من المناهج والبرامج والسياسات، وتسييلها عناصر أساسيّة ومقوِّمة في الأنظمة والبرامج التربويّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة...، والتي تنظّم حركة الأفراد والمجتمعات على مختلف المستويات والمفاصل...، وهذا ما يضفي قيمة مضافة في أسلوب تقديم المضمون القيميّ الدينيّ إلى الناس، فبدلًا من الأسلوب التلقينيّ المعرفيّ النظريّ المباشر ننتقل إلى تقديم هذه المضامين من خلال الأنظمة والبرامج والسياسات المنسجمة، ما يضمن بناء مشروع رؤيويّ استشرافيّ، يتّصف بالبعد الاستراتيجيّ. وينتقل بنا من أزمة التعامل مع نتائج أفعال الآخرين وتأثيراتها على الحياة والمجتمع، إلى موقع صناعة الفعل والحدث، وحمايته، ودعوة الآخر إليه. وهو تعبير آخر عن تجلّي ذاتيّات الهويّة الإسلاميّة والهويّة الذاتيّة للمسلم وتمظهرها الفعليّ السلوكيّ والقيميّ في إطار منظومة اجتماعيّة وثقافيّة وتجربة حضاريّة راهنة تفرض نفسها من خلال قوّة أنموذجها وحضورها الإيجابيّ.

والحمد لله ربّ العالمين

 

 


[1] سورة آل عمران، الآية 191.

[2] سورة طه، الآية 50.

[3] المجلسيّ، محمّد باقر: بحار الأنوار، ط2، بيروت، مؤسّسة الوفاء؛ دار إحياء التراث العربيّ، 1983م، ج2، باب استعمال العلم والإخلاص في طلبه، ح22، ص32.

[4] سورة الروم، الآية 30.

[5] سورة الإسراء، الآية 70.

[6] الطباطبائيّ، محمّد حسين: الميزان في تفسير القرآن، لا ط، قم، مؤسّسة النشر الإسلاميّ، لا ت، ج12، ص200.

[7] الحرّانيّ، أبو محمّد: تحف العقول، ط2، قم، مؤسّسة النشر الإسلاميّ، 1404هـ.ق، ص409.

[8] الكيلانيّ، ماجد عرسان: فلسفة التربية الإسلاميّة، ط2، مكّة المكرمة، مكتبة هادي، 1988م. (بتصرّف)

[9] من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ: 18/3/1392ه.ش.

  1. من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ: 23/7/1391ه.ش.

أضيف بتاريخ: 27/01/2023