قضيَّة العلاقة الإشكاليَّة بين استخدام المنتجات الرقميَّة وبين الاستلاب لقيم الاستقلال الفكريّ والثقافيّ للفرد. هل لهذه المنصَّات والتقنيَّات الرقميّة تأثير مادّي فزيولوجيّ على بنية الدماغ البشري؟ وما هو التأثير الناعم غير الماديّ على بنية العقل عن طريق سموم وموجهات المحتوى المعنويّ والمواد الثقافيّة المنشورة؟
يعرض كتاب الحرب الأمريكية الناعمة على حزب الله للاستراتيجيات الأميركية في حربها الناعمة على الحزب وبيئته وجمهوره، والأدوات التي تستخدمها لتحقيق أهداف هذه الحرب.اصدار ملف الحرب الناعمة في مركز المعارف الدراسات الثقافية.
يناقشُ كتاب "الحربُ على الحجاب" الصادر عن مركز المعارف للدراسات الثقافيَّة دوافعَ العلمانيّةُ لمحاربة الحِجاب، ويكشفُ أبرزَ أدبيّات التمكين لتحرير المرأة من حجابها، واستراتيجيّة أميركا الناعمة في هذا الإطار، كما يحاولُ أن يفسّر ظاهرة تفشّي السفور المقنّع في البيئات الإسلاميّة.
أنّ أيّ مُستخدِم للشبكات الاجتماعية يصبح هدفًا ضمن شبكة الرصد والتجسس الأميركية، كما إنه يُدخِلُ نفسَه طواعية، وعن رغبة وانجذاب، إلى دائرة تأثير ونفوذ القوة الناعمة الأميركية. وها هو هنري كيسنجر الشخصية الأميركية الأكثر تعبيراً عن الرؤية الدولية لأميركا يقول "الثورة في عالم الاتصالات والمعلوماتية هي الأولى في التاريخ في إيصال هذا العدد الكبير من الأفراد والسيرورات إلى أداة التواصل نفسها وترجمة وتعقب تحركاتهم بلغة تكنولوجية واحدة.
راجت في القرن العشرين مفاهيم تنطوي على دلالات ترتبط بفلسفة مطلقيها. هذه المفاهيم شكلت مادة للاستعمال في إطار العلاقات الدولية كمفهوم الحرب الباردة والحرب الدبلوماسية وحرب النجوم وغيرها. ومع مطلع القرن الواحد والعشرين سيتم الترويج لمفهوم جديد هو "الحرب الناعمة" الموازي للحرب الصلبة التي تقوم على القتل والتدمير والإخضاع.
تركِّز الحرب الناعمة بأساليبها على الاستمالة والإغواء والجذب، من دون أن تظهر للعيان، ومن دون أن تترك أي بصمات. في حين تركِّز الحرب النفسية والدعاية على إرغام العدو وتدمير إرادته ومعنوياته بصورة شبه مباشرة وعلنية.
الحرب الناعمة مشتقة من مقولة "القوة الناعمة" كما روّج لها منظرها الأول البروفيسور جوزيف ناي نائب, الذي تمكن بمهارة من توظيف ثنائية الصلب والناعم المستعملة في تقسيم أجهزة وقطع الكومبيوتر الذي يتألف من أدوات ناعمة software وأدوات صلبة hardware, في سبيل ترويج مشروعه الاستراتيجي والسياسي والعسكري الذي يقوم على نقل المعركة من الميدان العسكري الصلب حيث التفوق لعقيدة القتال والموت والصبر الطويل والصمود التي يتقنها أعداء أميركا إلى الميدان الناعم وأدواته التكنولوجية والاتصالية والإعلامية، حيث التفوق لأميركا وحلفائها.
حدد وشخّص سماحته "الحرب الناعمة" كمصدر تهديد رئيسي للنظام الإسلامي في إيران، وللصحوة الإسلامية ومحور المقاومة في المنطقة، معتبراً أن هذه الحرب أصبحت الأمل الأخير للأعداء لمواجهة نمو وتقدم النظام الإسلامي في إيران والصحوة الإسلامية والمقاومة في المنطقة، ومؤكداً بعبارة ذهبية "أن هذه الحرب ستستمر حتى يصل العدو الى اليأس ويصل مستوى أمله بالفوز إلى درجة قريبة من الصفر"
لم يكن مصطلح الحرب الناعمة مألوفا في الأذهان، على الأقل على المستوى الجماهيري في منطقتنا إلى أن جرى تداوله على نطاق واسع بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية وخاصة من قبل الإمام الخامنئي دام ظله وقادة الحرس الثوري الإسلامي في إيران، وعدد كبير من الشخصيات الإعلامية العربية ( كالإعلامي المصري محمد حسنين هيكل)
تحاول الدراسة التي بين أيدينا ت مقاربة الحرب الناعمة في نشأتها وآلياتها ووسائلها والغايات المرتبطة بها، إيذانا بإماطة اللثام عما يزال يكتنفها من غموض وأملاً في المزيد من تعميق الوعي الذي يضيف إلى القارئ العزيز ما يرنو إليه في فهم واقعه لجهة أبعاده العلائقية مع الآخر، واستشراف أفق هذه العلاقات.
لا تعترف الولايات المتحدة الأميركية بصفة رسمية بشن أية حرب ناعمة، رغم أنها تتفاخر بقوتها الناعمة، وبين التفاخر بالقوة الناعمة والإعتراف بالحرب الناعمة خيط فاصل، ذلك أن جوهر وقوام الحرب الناعمة يعتمد على مبدأ السرية في تجهيز أرضية الموارد الناعمة قبل شن هذه الحرب
يعد سماحة الإمام القائد الخامنئي لا من أكثر الشخصيات الإسلامية والعالمية التي استخدمت مصطلح "الحرب الناعمة" في الآونة الاخيرة، محذرا من الوقوع في شراكها، ومنبها من أفخاخها، ومبينا سبل مواجهتها، بما لا يقل عن خمسة عشر خطابا في خمس عشر مناسبة منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في ايران في العام 2009 وحتى تاريخ زيارة سماحته الى مقر وزارة الاستخبارات الإيرانية في العام 2011، وفي كل هذه الخطابات حدد وشخّص سماحته الحرب الناعمة كمصدر تهديد رئيسي للنظام الإسلامي في إيران وللصحوة الإسلامية في المنطقة، معتبرا أن هذه الحرب أصبحت الأمل الأخير للاعداء لمواجهة نمو وتقدم النظام الإسلامي في إيران والصحوة الإسلامية في المنطقة.