تنطلق مواقف الإمام الخامنئي (دام ظِلُّه) من القضيَّة الفلسطينيَّة بكافَّة تشعّباتها بالأخصّ مسألة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، من مواقف مبدئيَّة يمليها الإسلام ومنطلقات الثورة الإسلاميَّة في إيران
تعرفت النخب والجماهير في الآونة الأخيرة على مفهوم ومصطلح الحرب الناعمة، باعتبارها تقوم على الترغيب بموارد القوة الناعمة الأميركية عبر الاستمالة الثقافية والسياسية ولتأثير أو التلاعب بأجندة الخصوم والأعداء،
" الحرب على الوعي واستراتيجية الحرب الناعمة: من جملة استراتيجيات الحرب الناعمة التحكّم بأفعال الإنسان وجعله منقاداً باختياره لما يريده الآخر، ويتحقّق الأمر في بعض جوانبه بتغيير الوعي والحرب عليه". بقلم دكتور علي حاج حسن.
شكل التفوق العسكري للدول الكبرى سابقًا الركيزة الاساسية لتحقيق الانتصارات في أرض المعارك، أما اليوم فلم تعد الحرب العسكرية وحدها تكفي لتحقيق الانتصار وذلك بسبب تكاليفها المرتفعة من جهة وعدم فعاليتها من جهة اخرى.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته"
فماذا لدينا من أدلّة للربط بين الحرب الناعمة والحجاب؟ وكيف انتقلت استراتيجيّة الحرب على الحجاب من النموذج الفرنسيّ العلمانيّ المقاتل لقيم ورموز الدين -والحجاب أبرزها- وللإسلام إلى نموذج الحرب الأميركيّة الناعمة التي تقوم على تحويل منظومة القيم الإسلاميّة للمرأة كما يراها الإسلام إلى قيم النموذج الليبراليّ الأميركيّ الغربي؟
يرى بعض الناس أنّ موضوع "الحرب الناعمة على الحجاب" هو من قبيل "نظريّة المؤامرة"، وأن لا رابط بين الحرب الناعمة وقضيّة الحجاب.
تُعتبر المسلسلات الأجنبيّة من أهمّ أدوات ووسائل انتقال القيم الثقافيّة بين البلدان. وتختلف المسلسلات ورسائلها باختلاف مناطق إنتاجها وإخراجها، وبالتالي القيم التي تحملها بيئة المُنتج، فمنّها: الأميركيّ والتركيّ والهنديّ والمكسيكيّ وغير ذلك. وتبُثّ المسلسلات على اختلافها أنوعاً متعددة من الثقافة التي تتنوّع وتتباين بينها وبين الثقافات المحليّة، فتؤثر على المجتمع الآخر؛ لتُرسّخ بعض القيم والمفاهيم الجديدة أو تعمل على تعديل بعضها، وأحياناً تعمل على إلغاء بعضها الآخر.
عندما يريد العدو استخدام قوته الجاذبة للترويج لقيمه الخاصة فإن الخطوة الاولى تبدأ عندما يتمكن من اسقاط قيم ومعتقدات وتعاليم الآخر...وبذلك يُمهد الطريق لدخول افكار الآخر التي لا تخلو من مصالحه.
منذ ان شكلت الحرب الناعمة استراتيجية سياسية للولايات المتحدة وهي تسعى عبر وسائل وادوات متعددة لفرض سيطرتها على الآخرين والترويج للنمط السلوكي والقيادي الامريكي. وقد وجد الامريكي في الحرب الناعمة، الطريقة المثلى لاخضاع الآخرين والسيطرة على عقولهم
تشكل منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية شبكات للترويج والضغط وتبادل المعلومات، وتمارس أنشطتها على الصعيدين الوطني والدولي، فتتولى تأطير القيادات وتوجيه الأجندات المطلبية والسياسية والإعلامية وصناعة الرأي العام.
نُشِرت العديد من الدراسات حول صناعة القرار في الإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط. واستحوذت مؤسسة راند على اهم هذه الدراسات. وراند هي مؤسسة فكرية بحثية تابعة للقوات الجوية الأمريكية،