مقالات خارجيّة

مسلسل التطبيع الثقافي مجدداً: الصهاينة فرحون بـ ((حارة اليهود)) - مصطفى خازم


مسلسل التطبيع الثقافي مجدداً: الصهاينة فرحون بـ ((حارة اليهود)) - مصطفى خازم

 
"لأول مره تجسد شخصية اليهودي بلا سوالف وبلا قبعة ولا يصورون بأنهم قاتلو الأطفال من المسلمين والمسيحيين"... هذا التعليق ليس لي، إنه لعضو فيما يعرف بـ "الكنيست أي مجلس النواب في الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، "كسانيا سبطلوفة" وهي خبيرة في الشؤون المصرية.
 
اليوم سأعلق ما نشرته هذه الخبيرة على صفحتها في Facebook، فهي قد اعتبرت ان المسلسل قدم لها أدلة جديدة على الإرث اليهودي. ولاحظوا معي مجدداً النسبة "اليهودي". لم يعد الصهاينة يستعملون كلمة "إسرائيل" عندما يتحدثون أو يكتبون في الشأن الثقافي. وهو مسار ونسق من أجل ما طرحناه في المقالة السابقة عن استرجاع الأصل والنفوذ عبره إلى شعار "يهودية الدولة".
 
ومن خلال مقدمة ما كتبت تكتشف انها صحفية وتتابع الوضع الاجتماعي للأسر المسلمة والعادات التي يمارسونها خلال شهر رمضان، وكذلك طموحات المنتجين والمخرجين وكتبة السيناريوهات وحتى الممثلين، والبداية معهم: "ممثلون مخرجون ومنتجون، جميعهم، يأملون ويصبون الى نجاح أعمالهم في رمضان ما يتيح لهم فرص عمل وأرباحاً مستقبلية من وراء شهر رمضان".
 
ثم تنتقل لتصف الجلسات العائلية والنقاشات التي تدور حول المسلسلات في اليوم التالي لعرضها كإشارة إلى انشغال الشارع المصري بالحديث عن "حارة اليهود".
طبعاً الخبيرة إياها لها ثأر مع مجموعات من المسلسلات التي قدمت سابقاً وتحديداً حالة من العدائية تجاه "فارس بلا جواد" والشخصية اليهودية التي قدمت فيه. وفي مقارنة مع مسلسل "حارة اليهود" تعلق الكاتبة: "لأول مره تجسد شخصية اليهودي بلا سوالف وبلا قبعة ولا يصورون بأنهم قاتلو الأطفال من المسلمين والمسيحيين"، في إشارة إلى تحسن في الصورة النمطية عن اليهود في المسلسل.
وتتابع: " مقارنة مع باقي الأعمال التي أذكر منها "٤٨ ساعة في تل أبيب" و"أولاد العم"... استنتجت أن هنالك من يحاول إنصاف اليهود في مصر".
ولتزيد من حقيقة انهم أصحاب شعار فرق تسد وبغض النظر عن موقفنا مما جرى ويجري في مصر الا أننا لا يمكن أن نغفل هذه الملاحظة: "هذا المسلسل والذي كان من المفروض أن يبث قبل سنتين الا أن الرئيس الاسلامي المخلوع، محمد مرسي، رفض ذلك وبشدة".
تختم الكاتبة: "وأخيراً وبكل فخر لدينا إرث يهودي في مصر والعالم العربي، إرث ثقافي وأماكن عبادة وممتلكات. سأعمل وبكل جهدي من أجل الدفاع عن ذلك من خلال عملي البرلماني".
 
لاحظوا يا سادة كيف حولت المسلسل وطوعت الرسالة التي يحملها (في حال كان يحملها) إلى فرصة للتسويق لنفسها وعمله ودينها وكيانها الغاصب من باب الدين.
لا نعيد نشر ما كتبت تلك "اليهودية" من أجل التسويق ولكن من أجل الشرح والتوضيح عن الهوة التي نغرق فيها، ونظن انفسنا على جادة الصواب.
 
المعركة لم تبدأ بعد، ونحن قد استسلمنا.
الخيانة ليست دائماً ترك السلاح في المعركة والفرار.. البقاء في الخندق مع عدم إطلاق النار هو كذلك خيانة.

من موقع chahednews.com 

أضيف بتاريخ: 13/07/2015