مقالات خارجيّة

الإستراتيجية الأميركية الذكية لمواجهة حزب الله

الإستراتيجية الأميركية الذكية لمواجهة حزب الله
16/12/2013 
نشرت هذه الورقة عبر موقع المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق, 13/3/2013
ملخص تنفيذي
إن نهاية عدوان إسرائيل عام 2006 على لبنان وإخفاقه في تحقيق أهدافه السياسية بوجه حزب الله, أدى الى زيادة التورط الأميركي في المواجهة مع الحزب ولكن بالإستناد الى إستراتيجية جديدة قوامها القوة الناعمة. تبرز الورقة كيف تحول الجهد الأميركي نحو المجالات التي تقع خارج النطاق العسكري الى محاولة ضرب الوعاء المجتمعي الذي ينطلق منه حزب الله وذلك من خلال إستخدام أدوات إعلامية, سياسية وثقافية بهدف تشكيل صورة جديدة لحزب الله في الوعي اللبناني والإقليمي تجعل منه معرضاً لإمكانية هزيمة عسكرية في مرحلة لاحقة. تهدف هذه السياسة الأميركية الى تحقيق اربعة غايات أساسية:  تقليص شرعية المقاومة, تعميق الانقسام الوطني حول دورها, عزلها على المستوى الخارجي, وتقييد خياراتها السياسية وقدرتها على المبادرة.
كلمات مفتاحية: أميركا, حزب الله, لبنان, القوة الناعمة, إسرائيل, الإعلام
المقدمة
ست سنوات على نهاية الحرب الإسرائيلية على لبنان, الحرب التي حفرت عميقاً في الوعي السياسي- العسكري الإسرائيلي, وشكلت حافزاً لموجة من الدراسات والتقارير , وعليه كانت الخلاصة الأهم: إسرائيل خسرت الحرب, ولا يُمكن هزيمة حزب الله عسكرياً إلا بعد جهود مدنية شاملة, كونه خصم ذات طبيعة “هجينة”[1]. من تلك الخلاصة تشكلت ملامح السياسة الجديدة, تغيير الملعب واللعبة والأدوات والقواعد, إنها سياسة الدمج بين القوة الناعمة والصلبة أو ما يحلو لجوزيف ناي تسميته “بالقوة الذكية” وإن كانت عبارة ناي تلك غير موفقة تماماً فالأصح أنها “إستراتيجية ذكية”, أو كما عاد وأطلق عليه ناي “الإستراتيجية الليبرالية – الواقعية”[2]. إذاً هي ست سنوات من حرب جديدة , خلاصة تجارب ودراسات وابحاث, مجبولة بالدم والهزائم والاستنزاف الاميركي- الإسرائيلي في العراق وأفغانستان ولبنان. إذا, كيف تغيرت السياسة الأميركية تجاه حزب الله منذ عام 2006 , وما هي أبرز ملامحها؟

تهدف هذه الورقة إلى إستكشاف التغير الذي طرأ على السياسة الأميركية تجاه حزب الله منذ حرب 2006, وهو تغير جوهري, عميق وشامل. تبرز أهمية فحص هذا التغير على مستويين, أولأ على المستوى النظري هي تتيح تقويم فعالية القوة الناعمة ضمن ظروف محددة وهو جدال جوهري يدور مؤخراً بين مؤيدي )الليبراليون أمثال جوزيف ناي, فريد زكريا) ورافضي (المحافظون الجدد بالتحديد) فكرة اللجوء للقوة الناعمة كخيار أساسي. وثانياً أهميتها العملية في أنها تتيح فهم أفضل لسلسلة من الأحداث والسلوكيات السياسية على المستويين اللبناني والإقليمي بإعتبارها جزء من سياسة محددة وليست نتاج الإرتجال والصدفة, وذلك بدوره يتيح إمكانية أفضل للتوقع بمسارات المواجهة في المدى المنظور بالحد الأدنى في لحظة إقليمية يهيمن عليها الإرباك عدم اليقين. تستند الورقة بشكل أساسي على رؤية جوزيف ناي للقوة الناعمة التي كان له سبق التنظير لها منذ بداية التسيعنيات بالإضافة الى “دليل الحكومة الأميركية لمكافحة حركات التمرد” الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية عام 2009.[3]

لقراءة باقي المقال اضغط PDF

أضيف بتاريخ: 01/08/2015