الحروب النفسية تروج لوقائع غير حقيقية
بالطبع، ينبغي النظر إلى الحقائق بالمعنى الواقعيّ للكلمة، وليس ما يقدم على أنه "الحقيقة". أنتم الشباب تعلمون جيّداً الحروب النفسيّة التي تروج اليوم في العالم. فإنّ من الأساليب المعتمدة إلقاء الحقائق غير الواقعيّة. يلقون الأشياء بعنوان الحقيقة وهي ليست كذلك، فيختلقون الشّائعات ويتحدّثون عن أمورٍ غير حقيقيّة والذي لا يمتلك عيناً مفتوحةً وباصرة سيقع في الاشتباه. وعندما نقول بصيرةٌ فلأجل ذلك. إنّ من نتائج وثمار البصيرة هو أن يرى الإنسان الحقائق كما هي. في الدّعايات قد تظهر بعض الوقائع مضخّمةً أضعافاً كثيرة عمّا هي عليه، في حين أنّها تُغفل بعض الحقائق من الأساس. افرضوا مثلاً أنّ إحدى الحقائق تقول أنّ بعض نُخب البلد يهاجرون ويتركون بلدهم، أجل إنّ هذه حقيقة ولكن في قبالها هناك حقيقةٌ أخرى وهي عبارةٌ عن ازدياد عدد النّخب وعدد الجامعيّين من النّخبة. فمتى كان لنا كلّ هؤلاء الجامعيين النخبة! انظروا إلى تاريخ جامعة البلد: في السّنوات العشر الأواخر كانت وفرة جامعيّينا النّخب في القطاعات المختلفة مشهودة جدّاً، وكم لدينا من أساتذة من النّخبة. عندما انتصرت الجمهوريّة الإسلاميّة كان عدد أساتذة الجامعات في البلد قليل ولأنّني لا أذكر بالدقّة لا أريد أن أقول ولكنّ عددهم كان محدوداً جدّاً ولا أذكر كم هو واليوم أصبح أكثر من عشرة أضعاف، فقد زاد هذا العدد كثيراً. حسنٌ، إنّ هؤلاء جميعاً نُخبة. والآن، هناك عددٌ معيّن من شريحة النّخب الواسعة هذه التي تربّت في جامعات البلد من الجامعيين والأساتذة والنّخب العلميّين وأمثالهم يهاجرون إلى الخارج. فلو شاهد الإنسان تلك الحقيقة فعليه أن يشاهد هذه الحقيقة أيضاً. أولئك الذين يثيرون الدّعايات ضدّ نظام الجمهوريّة الإسلاميّة، فإنّهم يضخّمون تلك ويلغون هذه. بل إنّهم في الأساس لا يأتون على ذكرها. لهذا يجب النّظر إلى الحقيقة. إنّ الأهداف السّامية إنّما تصبح قابلةً للتحقّق عندما يُنظر إلى الوقائع والحقائق. ولكن ينبغي أن يكون النّظر إلى الحقيقة، لا ما يُلقى إلينا تحت عنوان الحقيقة من خلال الأفعال المعادية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء الطلاب الجامعيّين _ 19 شهر رمضان المبارك 1434 هـ _ 28-7-2013