الجهاد الاقتصادي ركن
مهم لمواجهة الحرب الناعمة
ليس من قبيل الصدفة أن يرفع سماحة السيد القائد شعار هذا العام 2011 تحت عنوان
"الجهاد الاقتصادي". فقد أوضح السبب بقوله "جبهة الاستكبار ترمي إلى إركاع الشعب
الإيراني المقاوم والنظام الإسلامي عبر الاقتصاد. ويجب التعرف إلى الأهداف والأدوات
وسلاح العدو وضرورة التصدي عبر الجهاد الاقتصادي"1.
وكلام سماحة القائد ليس من قبيل الكلام الخطابي السياسي، فالعدو يجهد بكل الوسائل
الإعلامية لإثبات فشل المشروع الاقتصادي للنظام الإسلامي بهدف إبعاد الشعب عنه. فقد
جاء في الوثيقة التي عرضناها سابقاً تحت عنوان "حل القوة الناعمة ضد إيران" التي
نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" وكتبها كل من جيمس غلامسان ومايكل دوران وهما من
أركان الإدارة الأمريكية نصائح لتصميم حملة دعائية بهدف إقناع الشعب الايراني "بأن
المشاكل الاقتصادية والمعيشية مرتبطة بسياسات النظام الخاطئة في دعم الإرهاب
والبرنامج النووي"... كما أوصى مايكل أيزنشتات بضرورة شن حملة مركزة لربط "علل
الاقتصاد الإيراني بشعارات الثورة والنظام ".. مع أن هذا في الواقع يعتبر قمة
الخداع والظلم، ذلك أن أمريكا نفسها هي من يضرب الحصار ويشدد العقوبات على إيران
منذ ثلاثين سنة. وللأسف فهناك من قد يشكك بهذه الحقيقة تحت وطأة الضائقة المعيشية
والضغوطات وقد يصدق هذه الحملات الزائفة.
وفي وثيقة دراسة مؤسسة راند للأبحاث الدفاعية التابعة للبنتاغون تحت عنوان "بناء
شبكات إسلامية معتدلة" نصائح بكسب ود طبقة الشباب ورجال الأعمال المسلمين عن طريق
توفير فرص العمل لهم، وهذا ما يضمن إبعادهم عن الأنظمة والحركات الإسلامية وتحويلهم
عنها.
كما أن جوزيف ناي منظر القوة الناعمة ركز كثيراً على قضية الإقتصاد كقوة جذب ناعمة.
ففي فصل الموارد ومصادر القوة الناعمة الأمريكية اعتبر أن المؤسسات والشركات
التجارية والمهاجرين ورجال الأعمال الأجانب العاملين في السوق الأميركي وقطاع
الأعمال والشركات الاقتصادية العابرة للقارات والرموز والعلامات التجارية مثل كوكا
كولا وماكدونالدز وغيرها تأتي على رأس الموارد والمصادر التي تعزز القوة الناعمة
الأمريكية.
وبناء عليه فتركيز القائد على هذه القضية حيوي ويقع ضمن رؤيته الثاقبة لمواجهة
الحرب الناعمة، قال سماحته " إن إحدى الحيل في الحرب النفسية التي يشنها الأعداء
في ظل الظروف الراهنة تتمثل في سلب الأمل من الناس وخاصة الشباب". ولهذا يجب
تحقيق المزيد من الإنجازات واستغلال الطاقات الهائلة وكشفها للناس. ووجه سماحته إلى
ضرورة الوصول إلى التفوق في هذا المجال " يجب تحقيق آفاق وثيقة التنمية
العشرينية وعلينا تقديم نموذج أكثر نجاحاً في الاقتصاد للعالم ونيل إيران مراتب
متقدمة في هذه المجالات"2.
ويأتي هذا الإهتمام بصورة غير عرضية، فقد رفع سماحته منذ سنوات شعارات مرتبطة
بالجهاد الاقتصادي كشعار "التنمية والعدالة" وشعـــــــار "ترشيد الاستهلاك" وشدد
دائماً على أنه يجب العمل وفق قاعدتين جوهريتين: إحدى هاتين القاعدتين تتمثل بزيادة
الثروة الوطنية لأن البلدان الإسلامية يجب أن تكون غنية لا فقيرة وعليها أن تستغل
ثرواتها في سبيل أهدافها السامية على الصعيد الدولي، أما القاعدة الثانية فهي عدالة
التوزيع ومكافحة الحرمان داخل المجتمع الإسلامي، كما وجه نداءات عديدة إلى المفكرين
الإقتصاديين المسلمين والملتزمين بالإسلام لإيلاء هاتين القاعدتين ما تستحقان من
الإهتمام3.
*رؤية
الإمام الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة ، سلسلة
الندوات الفكرية
، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- خطاب لسماحة السيد
القائد لدى استقباله وفد الفعاليات الاقتصادية والمصرفية والصناعية بتاريخ
18/8/2011
2- خطاب سماحة القائد في لقاء الفعاليات الاقتصادية. مصدر سابق.
3- خطاب لسماحة السيد القائد حول تعديل المادة 44 المتعلقة بملكية الشعب للمؤسسات
بتاريخ 19/2/2007
أضيف بتاريخ: 11/12/2015