مقالات داخليّة

قراءة في كتاب" من الغزو الثقافي إلى الحرب الناعمة"


قراءة في كتاب" من الغزو الثقافي إلى الحرب الناعمة"

لقد اشترك في تأليف هذا الكتاب الذي يبين آراء وأفكار ولي أمر المسلمين (حفظه الله) المتعلقة بالغزو الثقافي والحرب الناعمة كل من مجتبى احمدي، وأبو ذر زارع درخشان، وحسين همازاده ابيانه.

يتكون هذا الكتاب من عشرة فصول وهي: "التعريف والتبيين" و "نبذة تاريخية" و "أسباب الحرب الناعمة" و "أهداف الحرب الناعمة" و "أساليب الحرب الناعمة" و "المخططون" و "العوامل الممهدة" و "المجاميع المستهدفة" و "الحلول" و "وظائف أوساط المجتمع" و "عاقبة الحرب".

إنّ مؤلفي هذا الكتاب في بحث "نبذة تاريخية عن الحرب الناعمة" نقلاً عن خطب قائد الثورة الإسلامية (حفظه الله)، قاموا بتوضيح لكيفية بداية هذا الهجوم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ حيث نقرأ في فقرة تحت هذا العنوان: (وهم ـ الأمريكيون ـ الذين بدؤوا بتأجيج الحرب المفروضة، وقاموا بفرض الحصار الاقتصادي في العقد الأول من تأسيس الجمهورية الإسلامية، من خلال حياكة المؤامرات الانقلابية الشديدة، إلا أنَّهم لم يتمكّنوا من تحقيق أهدافهم.

لقد كان كلّ من الحرب المفروضة والحصار الاقتصادي يمثّل فرصة ـ بشكل من الأشكال ـ بالنسبة للجمهورية الإسلامية، فإنَّ هذه السحب المظلمة التي جعلوها تخيّم على أجواء الشعب الإيراني، تحوّلت إلى أمطار نافعة للشعب الإيراني، فإنَّ الحرب وهبتنا الإرادة والقوّة، والحصار الاقتصادي، جعلنا نفكّر بالاعتماد على أنفسنا، وجلب لنا جميع هذه البركات.

بعد ذلك استخدم الأعداء طريقة الانقلابات الباردة ـ كالغزو الثقافي ـ إلا أنَّهم لم يتوصّلوا إلى شيء أيضاً، وبعد السنوات المتمادية، آل الأمر إلى أن تتولّى زمام الأمور حكومة، معتمدة على مبانيها وشعاراتها الأساسية، حيث اتّضح أنّ الغزو الثقافي لم يتمكّن من فعل ما كانوا يبغونه. والآن أخذوا بحياكة مؤامرات أخرى أيضاً، وعلينا أن نتوقّاها.
واختص الفصل التاسع من هذا الكتاب بالحلول المتعلقة بمواجهة الحرب الناعمة، حيث ذكر المؤلفون في هذا الفصل المناهج التي أدلى بها قائد الثورة الإسلامية (حفظه الله) في خطاباته كحلول على صعيد التصدّي للحرب الناعمة، فضمن تعرضهم لقضية الاهتمام بالوعي من قبل الجميع في أوقات الفتنة، تناول المؤلفون أقوال ولي أمر المسلمين (دام ظله) في هذا المجال، ومن ذلك نقرأ في هذا الفصل: 

في حرب صفين لدينا في جانب عمار بن ياسر الذي كان يخطب في الناس دوماً ـ انظروا الأعمال والآثار الخاصة بصفين ـ وفي هذا الطرف وفي ذلك الطرف وفي المجاميع المختلفة، فقد كانت تلك الساحة ساحة فتنة حقاً، حيث تحاربت فئتان من المسلمين وكانت فتنة كبرى اشتبهت على البعض، وكان عمار ينوِّر الأذهان دوماً. يذهب لهذا الجانب وذاك الجانب ويتحدث ويخطب في جماعات مختلفة ـ وخطبه وكلماته مسجلة في التاريخ. من جانب آخر تشير الروايات إلى أن جماعة «نفر من أصحاب عبد الله بن مسعود» جاءوا للإمام علي بن أبي طالب (ع) و قالوا: «يا أمير المؤمنين ـ و كانوا يعترفون به أميراً للمؤمنين ـ إنا قد شككنا في هذا القتال». لقد شككنا في هذه الحرب، فابعثنا إلى الحدود و الثغور لكي لا نشترك في هذا القتال! هذا الاعتزال هو بحد ذاته (ضرع فيحلب) و (ظهر فيركب)! الصمت، والاعتزال، وعدم التحدث يتحول أحياناً إلى ممارسات تساعد على الفتنة. في الفتنة على الجميع ممارسة التنوير والإرشاد، وعلى الجميع التحلي بالبصيرة والوعي.

 وکالة رسا للانباء

أضيف بتاريخ: 07/03/2016