مقالات داخليّة

المراهقون والقيم الوافدة من الدراما


المراهقون والقيم الوافدة من الدراما

آلاء فارس 

الواقع أن الانتاجات الدرامية أصبحت ذات مواسم. وأنها تروّج لأفكار هجينة لا تمت إلى ثقافتنا ومجتمعنا بصلة. واللافت هو عدم قدرة الاهل على منع الأولاد من مشاهدتها، الأمر الذي يدفع باتجاه طرح معادلة ردع لحماية الأسرة من هذه الأفكار التي تدمر منظومة القيم التي طالما سعينا إلى بنائها، والتي أكثر ما تلقي بسلبياتها على المراهقين.

المستشارة في الأمراض النفسية والاجتماعية الدكتورة ريما بدران تحدثت الى موقع الزكية عن مخاطر هذه المسلسلات. وأشارت الى المسلسلات المدبلجة سيما منها التركية، بأنها تجذب فئة المراهقات خاصةً، إذ تُعتبر الفتيات أكثر متابعةً وبالتالي أكثر تأثرًا بهذه الأعمال خاصةً الرومانسية منها. وأكدت على تأثير هذه المسلسلات على تكوين الجوانب النفسية والاجتماعيةفي فترة المراهقة،وانعكاساتها على التفكير والسلوك. 

ولفتت بدران إلى أن الدراما الحالية المدبلجة والمحلية، "تجعل من العلاقات غير المشروعة كوجود علاقات حميمة وحمل خارج اطار الزواج الشرعي أمرًا مقبولًا بل مستساغًا بسبب طريقة معالجة الفكرة، وفي الفترة الأخيرة عالجت هذه المسلسلات قضايا الخيانة الزوجية بطريقة تجعل المشاهدين يتعاطفون ويدافعون ويبررون للبطلة التي تقوم بفعل الخيانات".الأمر الذي يؤدي الى ضرب قدسية الحياة الزوجية.

وفي السياق عينه تدفع هذه الانتاجات المراهق الى العيش في عالم الاحلام والخيال فيبدأ بالتماهي بشخصيات الأبطال وتقليدهم بشكل أعمى. سواء في اللباس او الحركات والتصرفات وأسلوب الكلام.
وفي إطار ردها على سؤال:"كيف نقي الفتيات من مخاطر هذه الظاهرة؟"  أجابت:" اولًا هناك دور أساسي وهام للرقابة الإعلامية على الأفلام والمسلسلات قبل البدء بعرضها، وبالتالي تحمل المسؤولية الإجتماعية وليس السعي فقط الى تحقيق نسبة المشاهدات والأرباح.وعلى الضفةالاخرى هناك دورٌللأسرة والأهل،يتمحور حول مراقبة الأفكار والمفاهيم التي تبثها الدراما والعمل على مناقشتها معهم وتبيان خطر تبنّيها" . 
وأشارت الى أنه ينبغي على الاهل سيما الأم "البدء بأنفسهم إذ إن المراهق او المراهقة سيتفاعل أكثر وينسجم في حال رؤيته لتفاعل أهله وانتظار العرض بشغف.وعلى خطٍّ موازٍ، يُطلب من الأهل خلق وسائل بديلة لتمضية الوقت بعيدًا عن التسمّر امام شاشة التلفاز". وأكدت بدران على أهمية "تدريب المراهق على وضع أهداف مهمة يسعى الى تحقيقها  وتبني قضايا ترسم له طريق المستقبل".

وفي سياقٍ متصل، تُعتبر مرحلة المراهقة بأنها مرحلة الفضول والحشرية، وكذلك السعي وراء الغرائز وتقبل كل شيء غريب."من هنا إذا أردنا ان نخلق حصانةً ووقايةًلأولادنا من الافكار المستوردة، والتي غالبًا ما تكون محببة لديهم سيما تلك المتعلقة بالعواطف والمشاعر، يجب أن نبدأ بهذه الحصانة منذ الصغر. أي قبل بلوغ مرحلة المراهقة، فنبدأ بتربية الفتاة مثلًا على قيم الاخلاص والصدق والأمانة...على أن تكون الام بسلوكها أيضاً قدوةً لها".

وأضافت بدران: "هذه التربية المبكرة تخلق لدى الفتاة حصانة داخلية.فكل ما تتربى عليه الفتاة في الطفولة تمارسه في المراهقة لا شعورياً.من هنا يجب تربية الفتاة على النقد، على ان تكون الام قدوةً لها، ابتداءً من طريقة التفكير وليس انتهاءًا بنمط اللباس.فلا يشجعالأهل الفتاة أن تكون قدوتها السيدة زينب (ع) مثلاً، وأفعالهم بعيدة كل البعد عن الإلتزام والتدين". 

وفي سياق النقد أكدت بدران على أهمية مشاركة الفتاة في النوادي والمؤسسات التي تخلق لديها حيز التفكير ومناقشة ما تراه في المجتمع، وبالتالي لن تتبنى وتُبهر بكل ما تتلقاه من أفكار. مشيرةً الى أن التربية على النقد وعدم التبعية للأفكار المستوردة الغربية ستصبح بالتالي بديهية في كل المجالات، وليس فقط بخصوص الأعمال الدرامية.

المصدر: موقع الزكية

أضيف بتاريخ: 12/07/2016