مقالات داخليّة

المسلمات والحجاب في ألمانيا بين العنصرية والدمج

المسلمات والحجاب في ألمانيا
بين العنصرية والدمج

تم إجراء تجربة في ألمانيا بهدف معرفة نسبة التمييز والإجحاف في موضوع قبول النساء من ذوي الأسماء التركية للعمل، وخصوصا في حال ارتداءهن الحجاب.
فقد أرسل باحث جامعي 1500 سيرة ذاتية متشابهة إلى شركات ألمانية، جزء منها حمل اسم مريم اوزتورك والجزء الآخر اسم ساندرا باور.
وكانت نتيجة الردود هي دعوة ساندرا باور إلى مقابلة العمل في 18.8٪ من الحالات، في حين أن مريم دعيت بنسبة 13.5٪ فقط. والمثير للانتباه انه في حالة إرفاق السيرة الذاتية بصورة مريم وهي ترتدي الحجاب كانت الاستجابة بنسبة 4.2٪ فقط. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في معهد دراسة العمل في بون من قبل الباحث دوريس من جامعة لينز في النمسا.

وتعتبر هذه النتائج مهمة خصوصًا في ضوء الجهود المبذولة حاليًا في ألمانيا لدمج أعداد قياسية من المهاجرين المسلمين في المجتمع الألماني، حيث أن كثيرين منهم لاجئون قدموا من بلدان مسلمة مثل سوريا والعراق وأفغانستان.
وقد وصل أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا العام الماضي، وسط رد فعل عنيف من جانب الجماعات القومية اليمينية المتطرفة في ألمانيا.

يذكر أن ما يقدر بنحو ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي يعيشون في ألمانيا، وتعتبر الجالية التركية هناك الأكبر في العالم.
كما أعيد نشر فيديو الإعلان الألماني الذي تظهر فيه امرأة شقراء الشعر ترتدي الحجاب على مواقع الانترنت عقب تزايد حالات التمييز ضد النساء المسلمات في ألمانيا.
 ويهدف هذا الفيديو الإعلاني إلى تشجيع المواطنين في ألمانيا على التأقلم والتكيف مع هذا الاختلاف، حيث يدوم الإعلان 18 ثانية وهو ممول من قبل منظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في الأمم المتحدة. ونٌشر فيديو الإعلان لأول مرة عام 2011، ولكن أعيد طرحه من جديد مما أثار غضب المتابعين على مواقع الانترنت.

ويبدأ الفيديو بالنص القائل :"النساء التركيات يرتدين الحجاب"، حيث تظهر امرأة شقراء الشعر في الإعلان لتستدير وتقول :"أنا أيضًا.. جميلة"، "استمتع بالاختلاف، وابدأ بالتسامح".
وعلى الرغم من أن الفكرة ليست بجديدة، عبَر أحد المستخدمين عن رفضه لهذا الفيديو بوصفه له على موقع تويتر بأنه "دعاية معادية للألمان".

وأعيد نشر هذه الحملة الإعلانية في أعقاب زيادة حالات التمييز ضد النساء المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب والنقاب في الأماكن العامة. كما طردت بلدية مدينة ألمانية قبل أقل من شهرين، امرأة محجبة من يوم عملها الأول لرفضها نزع الحجاب.
وفي شهر تموز الماضي، نالت امرأة مسلمة في ألمانيا الحق في ارتداء الحجاب خلال وقت العمل، بعد أن قضت المحكمة بذلك لعدم وجود أساس قانوني في ولاية بافاريا يمنعها من ارتداء الحجاب.
كما قام صاحب مطعم في شمال ألمانيا بطرد امرأة مسلمة الأسبوع الماضي، لرفضها خلع النقاب، الأمر الذي أثار ضجيجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا وارتفعت حدة التوتر بين المواطنين الألمان والمهاجرين المسلمين، خاصة بعد استقبال العاصمة برلين لأكثر من مليون لاجئ خلال العام الماضي، ومعظمهم كانوا من سوريا.
وأظهر استطلاع الشهر الماضي أن 30% من الألمان يريدون منع النقاب والبرقع في الأماكن العامة، في حين أن 51% يرغبون بحظر ارتدائه نهائيًا.

ويذكر أن حزب المستشارة أنجيلا ميركل كان قد فرض حظر ارتداء البرقع في الأماكن العامة، مشيرًا إلى أن النقاب لا يساعد المسلمين على الاندماج في المجتمع الألماني.

المصدر: بي بي سي و RT.


أضيف بتاريخ: 23/09/2016