مقالات عامة

ثقافة الرجل الأسود في الغرب؛ بين الاستلاب والمقاومة

ثقافة الرجل الأسود في الغرب؛ بين الاستلاب والمقاومة – "فرانز فانون" أنموذجًا.

الدكتورة زينب الطحان

الشعور بالدونيّة والاغتراب، لا يفارق السود الأفارقة في الغرب (أوروبا والولايات المتّحدة الأميركيّة)، فهم لم يُعاملوا يومًا على أنّهم أصبحوا من سكّان هذا الوطن، بعدما جُلب أجدادهم قسرًا من أفريقيا للخدمة والاستعباد. رغم نضالهم الممتد عبر عهود طويلة، ورغم مشاركتهم في حروب مجتمعات الغرب وتطوراته وتقدّمه العلمي، ما يزال "الأسود – الزنجي" محتقرًا، لا يمكن أن يصل إلى مرتبة الإنسان الأبيض في قيمة الوجود والحق بالاحترام والتقدير.

لكن ما هو أخطر من ذلك كلّه، هو أنّ هذا المضطهد، هو نفسه، لا يرحم ذاته من عذاب ذلك الشعور، وما يزال يبذل جهدًا مضنيًا، إلى اليوم، أن يُقنع الرجل الأبيض بجدارته بالحياة الكريمة، وقدراته العقليّة ومواهبه الإبداعيّة. هذا يُلاحظ، بوضوح، عند عدد كبير من المثقفين السود، حين يمارسون على ذواتهم قناعة الأسياد البيض تجاههم، وحين يضطهدون بدورهم بني جنسهم، ولا يحملون لواء الدفاع عنهم، للحصول على اعتراف المجتمع الغالب بعبقريتهم وتميّزهم. وهذا، ما تفضي إليه ثنائية "الأبيض يقابله الأسود"، في بعض جوانبها. ولعلّ أوضح مثال على ذلك، الرئيس الأميركي الأسبق "باراك حسين أوباما"، الرجل الأسود الأوّل في أرفع منصب مسؤول على الإطلاق في الولايات المتّحدة الأميركيّة، والذي خذل بني قومه واستشرس في الدفاع عن العقليّة البيضاء العنصريّة.

"لا يمكن لأي كان أن يتهرّب من التعامل مع ثنائيات الشرق والغرب، والشمال والجنوب، والمالك والمملوك، والإمبريالي والمناهض للإمبرياليّة والأبيض وذي البشرة الداكنة. لا يمكننا تجاهلُ أي من هذه الثنائيات، والتظاهرُ أنّها غير موجودة، فالاستشراق المعاصر يتلاعب بها، ما يزيد من اتساع الهوّة ما بين الطرفين، ويزيد من احتقان علاقتهما لتتحوّل من مرض عارض إلى مرض مزمن"[1].

يتحدّث "إدوارد سعيد" عن أنّ التحرّر الثقافي لن يكون يومًا من دون انعتاق المستعمَر نفسيًا من التبعيّة والشعور بالدونية للمستعمِر، وهذا ما عالجه باسهاب "فرانز عمر فانون" (1925- 1961)، وهو طبيب نفسانيّ وفيلسوف اجتماعي من مواليد جزر المارتنيك، والذي عُرف بنضاله من أجل الحريّة وضد التمييز والعنصريّة. فقد كان العنف اللغة الوحيدة التي خاطب بها الرجل الأبيض شعوب العالم الثالث، فلم تعرف البشرات السوداء من عدالته إلّا الاستغلال وطمس الهويات المحليّة الممنهج تحت ذريعة التحديث. وكانت الأقنعة التي ارتداها المثقّفون البيض امتدادًا لنفوذ السلطة البيضاء، في البلدان المحرّرة في منتصف القرن الماضي، ومنفذًا لهداية تلك الشعوب "المتخلّفة ثقافيًّا".

هذا ما شخّصه "فرانز فانون"، في كتابه "المنبوذون في الأرض"، موقف المثقفين الذين أخذوا مواقف تصالحيّة مع المستعمر، فلم يرتدِ فانون ذلك القناع. طبيب الأمراض العقليّة مات مناضلاً جزائريًا ومدافعًا عن قضايا شعوب العالم المضطهدة. دغدغت أحلامه أفكار التحرّر ومحاربة النازيّة، فقاتل في العام 1944 إلى جانب قوى "فرنسا الحرّة". لكنّ تجربته هذه خذلته، حين أدرك أنّ الإيديولوجيا التي اندفع من أجلها لم تكن إلا خطابًا سياسيًا ينظر بنسبيّة إلى قضايا الحريّة وحقّ الشّعوب في تقرير مصيرها. عنصريّة القوّات الفرنسيّة ضد شعب جزر المارتينيك، خلقت عند فانون وعيًا وجوديًا كان له دور حاسم في خياراته اللاحقة. كُتبه وممارسته الطب، ونضاله ضدّ الاستعمار في الجزائر وتونس، جعلت منه أيقونة المثقّف الملتزم في عصره. إذ كان همّه الأوّل الدفاع عن حريّة الإنسان وكرامته، وخطّ لنفسه طريقًا جمع بين الفلسفة الوجوديّة والتحليل النفسي.

من هنا، عمل "فانون"، طوال حياته، لتحرير الرجل الأسود من الاستلاب الذي جعله أسير ثنائيّة السيّد والعبد. إذ لم يستطع الرجل الأسود الانفكاك عن رؤية ذاته "المحقترة" أمام رفعة السيد الأبيض. هذه الثنائيّة منعته من رؤية وجوده بصفته كائنًا مستقلًا فاعلًا، بل أجبرته على فهم مصيره، دومًا، عبر عين الآخر الأبيض. هذا الاستلاب يتحوّل، بتعبير علم النفس، إلى لاوعي جماعي مشترك بين المستعمِر والمستعمَرين، ما يعوق أي عمليّة تحرّر فعليّة.

هذه العمليّة طالما كانت تشغل بال "فانون"، والذي راح يكشف الخلل في العقليّة السوداء، منذ البداية؛ فيقول: "إنّ الرجل الأسود الذي يريد أن يتحوّل للعرق الأبيض بائس مثله، مثل الشخص الذي يدعو لكراهيّة ذوي البشرة البيضاء"[2]. ويضيف "إنّ الرجل الأسود يريد أن يكون أبيضَ، والرجل الأبيض يستعبد من أجل الوصول لمستوى إنساني"[3].  ورأى "فانون" أنّ كلا الرجلين منغلقان في عالمهما المرتبط بلونهما، الأسود في عالمه الأسود والأبيض في عالمه الأبيض، ويعزو ذلك إلى النرجسيّة التي تتحكّم بهما. وهو أكّد ذلك صراحة؛ بقوله: "توجد حقيقة: الرجال البيض يرون أنفسهم أعلى من الرجال السود. ويوجد حقيقة أخرى: الرجال السود يريدون أن يثبتوا للرجل الأبيض، بأي تكلفة، مدى ثراء فكرهم، وأنّهم يستوون من جهة المستوى الثقافي"[4]. لا ينكر "فانون"، في الوقت نفسه أيضًا، أنّه لم يختلف عن بني قومه في تلك الحال، وهو ينقل تجربته الذاتيّة بشفافيّة، فهو يكتب أفكاره بصفته رجلًا أسود مستعمَرًا، ويعاني العنصريّة.

لكنّ الفكرة الكبرى التي أراد "فانون" قولها: إنّ الرجل الأسود المثالي من صناعة تصوّرات الرجل الأبيض، وهو انعكاس لفكرة التنوير الأوروبيّة، وليس شخصًا حقيقيًا يمتلك تاريخًا أو حضارة، كذلك فالرجل الأسود المثالي هو المتعلّم بالتبعيّة تعليمًا أوروبيًا/فرنسيًا، يعيش صراعًا داخليًا على مستوى آخر، فهو لا يفهم جنسه/عرقه، وكذلك لا يفهمه جنسه/قومه/عرقه. وتاليًا، فمصير الرجل الأسود مرهون بالرجل الأبيض دومًا في تشكيل وعيه وشخصيته ومصيره؛ لذلك هو اقترح أن يتحرّر الرجل الملون من ذاته السوداء.

يرى "فانون" أنّ الرجل الأسود لديه وجهان في تعامله مع العالم، الوجه الأول مع رفاقه السود والوجه الثاني مع الرجل الأبيض، وهذا يؤثر بالتبعيّة على طريقة تعامله فيخلق تناقضًا حادًا، ويعزو "فانون" الأمر إلى ما يسمّى بـ"الخضوع الكولونيالي". وإحدى الأدوات الأساسيّة في هذا الخضوع هو تعلّم هؤلاء لغة البيض (الفرنسيّة)، وهي التي أسّست لعقدة النقص (الدونيّة) عند الشعوب المستعمَرة، لأنّها مفروضة من الأمّة المستعمِرة- "معايير البلد الأم الثقافية"- فهي التي رفعت من قدر من كان منحطًا. فقد رأى الرجل الملّون أنّ اللغة ترفع من قدره فتجعله أقرب للوطن الأم، فرنسا، وكلمّا اقترب الزنجي - وفق تعبير "فانون"- من معرفة وطنه الأم أكثر صار شبه إله. إذ يتصوّر الرجل الأسود، من جزر الأنتيل، نفسه حضاريًا بمستوى حضارة الأبيض، كونه يجيد تلك اللغة، لعله بذلك يتغلّب على عقدة نقصه.

هذا التشكّل الثقافي يخلق تحديًا داخل المجتمع المارتينيكي نفسه، ويحدّد "فانون" منهم الأكثر تعليمًا، لأنهم يتبّنون النمط الأوروبي الفرنسي بكليته، يتماهون معه أو يُضاهونه ويتبنون أفكاره، ويستخدمون لغة منمقة وأكثر تعقيدًا عند الحديث مع الآخرين. كلّ هذه المظاهر تساعدهم على الشعور بالإنجاز والمساواة مع الأوروبي. فالعائد من فرنسا يمثل تهديدًا للمجتمع المحلي، لأنّه يتحدّث بلباقة الفرنسيين ويتقن الفرنسيّة، فيخافه المواطنون المحلّيون، ويبدأون في مراقبته، لأنه صارًا رجلًا أبيضَ بالنسبة إليهم.

لا يخجل "فانون" في القول إنّ تمييز الرجل الأبيض وعنصريته ضد الأسود، صنعت من الأخير كائنًا طفيليًا في علاقته بالعالم المحيط، لا فائدة منه. والحل الوحيد هو التحوّل إلى رجل أبيض، مع مفارقة غريبة للغاية؛ هي أنّ الرجل الأسود تستقر في أعماقه عقدة الاعتماديّة/الاتكاليّة على الرجل الأبيض، ولا يستطيع فعل شيء من دون أمره؛ في الآن نفسه أنّ ممارسة الرجل الأبيض العنصريّة نابعة من عقدة السلطة والقيادة.

نأى "فانون" بنفسه أن يقوم بدور المنقذ لرفيقه الأسود، أو أن ينسحق في ماضٍ لن يصنع الحاضر أو المستقبل ما دام محملًا بعقد الذنب والنقص. وإنّ جلده الأسود، والذي لم يختره، لن يحدد مصيره أو اختياراته في الحياة. وأن كلّ رجل يسعى لانتصار قيم الكرامة هو أخ له في الإنسانية. ويقول "أنا لست عبد العبودية التي سلبت إنسانية أسلافي". ويرى أنه من الممكن الفخر والتباهي بحضارة الرجل الأسود في القرون الماضية، لكنه تساءل عن مدى تأثير هذا الماضي على أطفال جزر الأنتيل المعاصرين وعلى تكوينهم النفسي والعقلي بشكل إيجابي؟!

لذلك؛ رأى "فانون" أنّ دوره - في هذه الحال- أن يوقظ وعي مريضه (الأسود) بحيث يتخلّى عن هلاوس التبييض، ويسعى لتغيير البنية الاجتماعية، فهو يقول: "إن المرء العنصري هو الذي يخلق من دونه". وفق هذه الرؤية أصدر "فانون"، في العام 1952، كتاب "أقنعة سوداء، بشرة بيضاء"، في محاولة منه للكشف عن هذه الثنائية التي أرادها السيّد الأبيض متسيّدة بحكم سلطته واستبداده. إذ تكمن أهميّة أعمال "فانون" في قدرته على التمييز بين ما هو سياسي وما هو اجتماعي، وتحليلهما معًا انطلاقًا من علم النفس.

هذا مارسه بالفعل عندما عُيّن رئيس مستشفى في الجزائر، فعالج مرضاه بالتغلل في أعماق وضعهم السياسي - الاجتماعي وفق رؤية شاملة. فنجح في إشفائهم بعيدًا عن العلاجات التقليديّة، انطلاقًا من اقتناعه بأنّ الهيمنة هي العامل الأساس في الاضطرابات النفسيّة، فوضع هؤلاء في محيطهم الاجتماعي بعدما كانوا يُحجزون في غرفٍ ضيّقة. ولم تكن طريقة العلاج تلك مجرّد تقدّم علمي، بل هي موقف ينسجم مع إدراك الفيلسوف العميق لإحساس المرء بالحريّة وتأثيرها على الشعور بالكرامة. لذلك، هو أدرك تمامًا أنّ المستعمَر لم يخض معارك التحرير إلا عندما أدرك أنّه ندّ للرجل الأبيض، وليس عبده المطيع.

هذا، على ما يبدو، جعل "فانون" ينضمّ إلى جبهة التحرير الجزائريّة، في العام 1956. كما أدّت إلى نفيه إلى "تونس"، حيث تابع نشاطه السياسي، فتركّز جهده السياسي على توحيد المعركة بين دول العالم الثالث. ذلك، أنّ حركات التحرّر التي هبّت، في منتصف القرن الماضي في أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، شكّلت الإطار السياسي لفكره. فقد كان همّه الأوّل أن تجد تلك الشعوب المسلوبة الثروات وسيادة القرار مكانَها بين القطبين الشرقي والغربي. إذ لم يقتنع "فرانز فانون" بإمكان عزل القضيّة الجزائريّة عن قضايا المنبوذين في الأرض.

يرى "فانون" أنّ عمق الإشكاليّة القائمة على الوجود المادي للبشرة السوداء، ليس هو الجوهر الحقيقي لها، إنّما أدرك عمقها في الطبقات السحيقة من الإشكاليات التاريخيّة والعرقيّة والإنسانيّة، وعندئذ تنبّه إلى مقدار العطب الذي يصيب البنيّة النفسيّة للإنسان الأسود. فهو لم يكن يعتقد أنّ هذا التشكيل الفيزيائي يقف عائقًا في سبيل انغماسه بصفة الوجود والكيان الإنساني في المجموع الكلي للإنسانيّة جمعاء. فكما يقول إنّه جاء إلى هذا العالم ليكتشف معاني الحياة، وليصل إلى مصدر هذا العالم، ولكنّه اكتشف أنّه هو نفسه موضوع بحد ذاته، يخضع للدراسة والتمايز السلبي القائم على الاختلاف، في الوقت الذي يجب ألا تشكّل مفارقة لونه أي إشكاليّة وأي موضوع. ذلك؛ يعني أنّه – أي الإنسان صاحب البشرة السوداء- مغترب عن المجموع، بينما الآخرون منسجمون مع ذواتهم، ويسيرون في نسق منسجم والتكوين الإنساني.

يقول "فانون" بهذا الصدد: "عندما أتحدّث إلى من يحبونّني، يقولون إنّهم يحبونّني على الرغم من لوني، وحينما أتحدّث إلى من يكرهونني، يعتذرون أنّهم لا يكرهونني بسبب لوني، وفي كلتا الحالين أجدني حبيس الحلقة نفسها"[5]. ولهذا؛ فهو يرى أن مشكلة الإنسان الأسود هي علاقته مع الرجل الأبيض، أو حتى مع المحيط، وهذا ما يدفعه إلى مطابقة الصورة الموضوعة له، أي التمثيل المسبق له، وأن يتصرف بناء على تشكلّه في عقل الرجل الأبيض، فالدونيّة والانحطاط والتخلّف والبذاءة، وكل هذه المكونات التي اختلقها الأبيض للأسود، هي صورة تعمل على تنميط وجود الإنسان الأسود وشخصيته.

لهذا؛ فإنّ "فانون" يرى أن عمليّة المقاومة تكمن في نقض وجوده الفيزيائي أولًا، وقبل ذلك نقض كونه فكرة في عقل الرجل الأبيض وعيونه، وطبعًا كلّ ذلك مصاحب بتنظير فكري وفلسفي ونفسي غربي، من المفترض أنّها تعدّ الإضاءة الأكبر في الفكر الإنساني المعاصر، حين شكّلت قراءة مختلفة للتاريخ القائم على التنازع والفوقيّة والتسلّط والظلم. فجاءت كتاباته تحمل في عناوينها إدانة مباشرة لهذه الممارسة التي تميزت بها الدول الاستعماريّة والإمبرياليّة، والتي اصطنعت "جرثومة تفوق الرجل الأبيض". فالاستعمار- كما أشار "إيميه سيزار"- هو عبارة عن عمليّة تنتفي معها الصفة الإنسانيّة عن الشعوب المستعمرة، وتحويلها إلى أشياء، أو كما يقول :" تحويل الإنسان إلى جماد"[6].

هذا كلّه فنّده الطبيب والفيلسوف "فانون"، في كتابه الأخير "المنبوذون في الأرض"، وبيّن أنّ إظهار أسباب العنف الثوري على أنّه نتيجة حتميّة للضغط المتولّد من القمع والاستبداد، ليس منطقيًا ومحقًا، بقدر ما هو "اتهام لطيف" من مبتكريه المستعمرين. لذلك؛ هو لم يسوّغ لجوء الشعوب إلى العنف لتحديد مصيرها، بل قال إنّ حركات التحرر تكلّمت مع المستعمر بلغته نفسها. وهذا في الحقيقة، يعدّ موقفًا متقدّمًا في الدفاع عن حق المقاومة والثورة.


[1] - إدوار سعيد، الاستشراق (المعرفة، السلطة، الإنشاء)، دار الآداب،  ترجمة كمال أبو ديب، 1990، ص 10.
[2] - فرانز فانون، بشرة سوداء وأقنعة بيضاء، دار الفارابي، بيروت – لبنان، طبعة العام 1999، ص 2.
[3] - المرجع نفسه، ص 3.
[4] - فرانز فانون، بشرة سوداء وأقنعة بيضاء، المرجع السابق، ص 3.
[5] - دافيد كوت، فرانز فانون، تر عدنان كيالي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1، بيروت، 1971، ص 47.
[6] - نغوجي واثينغو، تصفية استعمار العقل، ترجمة سعدي يوسف، مؤسسة الأبحاث العربية، ط1، بيروت، 1987.

أضيف بتاريخ: 05/08/2021