مقالات عامة

أسرتنا النموذجيّة في الإسلام

أسرتنا النموذجيّة في الإسلام

 

الشيخ حسن أحمد الهادي[1]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، وبعد...

 الأسرة مؤسّسة اجتماعيّة تتكوّن من زوج وزوجة وأطفالهما، يحكمها ويسيّر شؤونها نظام حقوقٍ وواجبات، والزواج هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل الأسرة؛ وهو الارتباط المشروع بين الرجل والمرأة، وهي أولی المؤسّسات الاجتماعيّة وأعمقها جذورًا؛ حيث تؤدّي دورًا فعّالًا في اتّزان الأفراد، وازدهار المجتمعات. وأكّد الدين الإسلامي أنّ الأسرة أحبّ مؤسّسة بشريّة عند الله وأعزّها، حيث رُوي: "ما بُني بناء في الإسلام أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من التزويج"[2]، ولا شك بأنّ التعاليم الإسلاميّة حول الزواج والأسرة تُمثّل النظام الأمثل لتلبية الاحتياجات المادّيّة والنفسيّة والمعنويّة للإنسان؛ بما تُشكّله من أرضيّة لتأمين الأمن والارتياح النفسيّ لأعضائها، وتربية الأجيال الجديدة، ودمجها في المجتمع، وتلبية الحاجات العاطفيّة للأفراد.

أوْلَت الشريعة الإسلاميّة الأسرة عناية فائقة؛ لإدراكها أهمّيّة الدور الذي ينبغي أن تلعبه هذه المؤسّسة في الساحة الاجتماعيّة. وينطوي البناء التحتيّ للنظريّة الإسلاميّة على تحديد دور الرجل والمرأة في المؤسّسة العائليّة، وذلك بتفصيل التكليف الشرعيّ فيما يخصّ واجبات الزوجين وحقوقهما، وحقوق بقيّة الأفراد في المؤسّسة العائليّة ثانيًا؛ وما ذلك إلّا لأنّ العلاقات الأسريّة لها دورٌ كبير في توثيق بناء الأسرة والتّماسك بين أعضائها، ولها تأثيراتها على نموّ الأطفال وتربيتهم، وخلق الأجواء الفكريّة والنفسيّة والعاطفيّة الصحيّة داخل الأسرة، ما يمنح جميع أفراد الأسرة القدرة على التكيّف الجدّيّ مع أنفسهم ومع أسرهم ومع المجتمع. ومن هذا المنطلق فإنّ الأسرة بحاجة إلى منهج تربويّ يُنظّم مسيرتها، يُبيّن الحقوق والواجبات، ويوزّع الأدوار والوظائف، للمحافظة على تماسكها المؤثّر في الانطلاقة التربويّة الفاعلة في المجتمع.

وإنّ الأسرة التي قدّمها الإسلام للبشريّة يجب أن تتميّز بمجموعة من المميّزات الفكريّة والتربويّة والاجتماعيّة، تبدأ من الاعتقاد بوجود الله تعالى وتوحيده وصفاته الجماليّة والجلاليّة، وبأنّ الدنيا مزرعة الآخرة وأنّ الحياة الحقيقيّة يعيشها الإنسان بعد الموت، حيث يبعث للمساءلة والمحاسبة ثوابًا وعقابًا، الاعتقاد بنبوّة الأنبياء عمومًا ونبوّة نبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، والاقتداء بسيرة النبيّ(ص) وأهل البيت صلوات الله عليهم وتعزيز الارتباط المعرفيّ والروحيّ والسلوكيّ بهم.

وتستند الأسرة المسلمة إلى مرجعيّة القرآن والسنّة الشريفة في بناء التصوّرات الحياتيّة بمختلف مجالاتها، والعمل على تفتّح الاستعدادات الفطريّة وتوجيهها نحو الأهداف الإلهيّة، والاعتقاد بأنّ سعادة أفراد الأسرة تكمن في النظام المعياريّ الإسلاميّ، والعمل على بناء الأسرة في ضوء الثقافة القرآنيّة الأصيلة.

ولا بدّ في تشكيل الأسرة من اختيار كلٍّ من الزوجين للآخر على ضوء المعايير الدينيّة والضوابط الأخلاقيّة والأعراف الحميدة، والالتزام بالآداب والضوابط الأخلاقيّة والفقهيّة فيما يتعلّق بالزواج والنكاح، والسعي لجعل الأسرة بيئة حاضنة للسير والسلوك نحو الله تعالى، وتحصين البيئة الأسريّة عقائديًّا وأخلاقيًّا أمام التحدّيات الخارجيّة والحرب الناعمة بما يتناسب مع الظروف والتغيّرات، والحذر من وقوع أفراد الأسرة في فّخ التيّارات والأحزاب والجمعيّات الضالّة والمنحرفة، واستخدام أسلوب الدعوة الحسنة والرفق والإشفاق في التعرّف على العقائد الحقّة والتشجيع على الالتزام بالأخلاق الفاضلة والوظائف الشرعيّة، والتعامل مع كلّ جهد يُبذل في الأسرة على أنّه وسيلة لتزكية النفس وتهذيبها وليست عائقًا ومانعًا عن ذلك، واعتبار خدمة أفراد الأسرة والسعي في حوائجهم تقرّبًا إلى الله تعالى من أفضل أنواع العبادات، والتوأمة بين أصلي التربية بالحّب والرحمة والرفق في التوصّل إلى الأهداف المقصودة من جهة، واستخدام أصل العقاب بما يتوافق مع الضوابط الشرعيّة والأخلاقيّة والمقاصد التربويّة.

ويجب أن يتمتّع ولي أمر الأسرة بالبصيرة والحكمة والانفتاح ورحابة الصدر والجرأة والشجاعة في اتخاذ القرارات، بعيدًا عن الانفعالات السريعة؛ وذلك لتعزيز التكامل بين أدوار كلّ من الزوج والزوجة في الأسرة ومشاركتهما معًا في التربية الأسريّة؛ وذلك من خلال اهتمام المربّين والقيّمين على التربية داخل الأسرة ببناء ذواتهم وتربية أنفسهم؛ لأنّ من نصّب نفسه للناس إمامًا، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليمه غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، وتفعيل الاستشارات التربويّة والإرشاد الأسريّ من قبل المتخصِّصين للعمل على بناء الأسرة ومعالجة مشاكلها، والعمل على معالجة المشاكل الأسريّة وعدم مراكمتها حتى تصل إلى مرحلة الانفجار الدفعيّ، والقيام بالأعمال التي من شأنها تنمية الأسرة وتطويرها والتسامي بها نحو تحقيق الأهداف الإلهيّة، وتعزيز الثقافة الأسريّة والتعرّف على نظام الحقوق والواجبات الأسريّة على ضوء التعاليم الدينيّة الأصيلة وترسيخ ثقافة ابتغاء وجه الله تعالى في كافّة الأعمال والأفعال الأسريّة، وثقافة الثقة بالله تعالى والاتكال عليه واللوذ به في مختلف المشكلات والتحدّيات التي تواجه الأسرة، والاستعانة الدائمة بالله تعالى واعتماد الدعاء بين أفراد الأسرة، والحضور الدائم إلى جانب أفراد الأسرة ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم.

ولا بدّ من الكدّ وبذل أقصى الجهد والطاقة في تأمين حياة كريمة لأفراد الأسرة والتوسعة عليهم. وتربية أفراد الأسرة على العيش ضمن المستوى العام لمعيشة أبناء المجتمع الإسلاميّ ومداراتهم، وحسن التدبير وتجنّب الإنفاق الترفيّ والنمط الاستهلاكيّ في أسلوب العيش، والاستخدام الأمثل لموارد الأسرة، والاستفادة منها بما يحقّق الكفاية ويشبع الحاجات، والقناعة في العيش، والصبر على المصائب، ومراعاة الواقع الاقتصاديّ والظروف القهريّة في أسلوب العيش ونمط الحياة، وعدم تكليف وليّ الأمر والقيّم فوق طاقته وسعته.

ومن الأصول التربويّة التي يجب مراعاتها في الأسرة، إشاعة مناخ حسن الظن داخل البيئة الأسريّة، وروحيّة العفو والصفح وكظم الغيظ والتغافل عن الأخطاء غير المتكرّرة وغير المتعمّدة، وتعزيز مبدأ التكافل الاجتماعيّ بين مختلف أفراد الأسرة لأجل التكامل الداخليّ لها، وتعزيز مهارة فنّ الإصغاء والاستماع المتعاطف والمتفهّم، وتنمية الحسّ الجماليّ لدى أفراد الأسرة وتوجيهه بما يحقّق الأهداف الإلهيّة، والتشجيع على رعاية البيئة والحفاظ على ما تحويه من مخلوقات لله تعالى.

أضف إلى ما سبق، تكوين المعرفة الضروريّة لدى أفراد الأسرة بحاجاتهم الطبيعيّة لأجسامهم ومتطلّباته وكيفيّة إشباعها بما يتوافق مع النظام المعياريّ الإسلاميّ، وتعزيز العادات السلوكيّة التي تساهم في التنمية الصحّيّة للجسم (رياضة- تغذية سليمة...)، والعمل على تعديل العادات والسلوكات المضرّة.

وتربية أفراد الأسرة على احترام تقاليد الأسرة الحميدة وعادات المجتمع بما ينسجم مع النظام المعياريّ الإسلاميّ، وعلى الاهتمام بالعبادات بصورة مشتركة كقراءة القرآن والدعاء ...، وعلى تحمّل كلٍّ لمسؤوليّته في موقعه الذي ينبغي عليه القيام به في الأسرة، وتعزيز ثقافة العفّة والحجاب والستر، وتجنّب الاختلاط المحرّم أو الموجب للوقوع فيه بما يحفظ مناخ الأسرة ويصونها، والمبادرة إلى إصلاح ذات البين في حلّ المشكلات الأسريّة، والتعاون على إصلاح ما يعترض الأسرة وبيئتها من مشاكل وتحدّيات.

والاهتمام بتعليم أفراد الأسرة وحسن اختيار أماكن التعليم، والسعي المستمرّ للتطوير ومواكبة المتغيّرات والبصيرة بالتحدّيات التي تواجه الأسرة في عالمنا المعاصر، وحسن تربية الأولاد وتعليمهم وتأديبهم على ضوء الأصول والأساليب الإسلاميّة، والاهتمام بالثقافة القرآنيّة وتعليم القرآن لأفراد الأسرة.

وتعويد أفراد الأسرة على طاعة وليّ أمرها، وبرّ الوالدين وطاعتهما والخشوع بين يديهما والتواضع لهما والوفاء بتعهّداتهم لهما وشكرهما واحترامهما ورحمتهما، وتعزيز صلة الرحم وروابط العلاقة بين أفراد الأسرة الممتدّة، والعمل على قيام الروابط الأسريّة بين الأخوة والأخوات على المحبّة والاحترام المتبادلين، واعتماد البرامج والوسائل التي تعزّز روح الألفة والمودّة والرحمة بينهم، وتجنب العصبيّة العشائريّة والقبليّة على حساب الحقّ، وتدريبهم على حسن اختيار الأصدقاء وتجنّب قرناء السوء، وتجنّب إلزام الأولاد بآداب زمان الآباء، وعدم إجبارهم عليها، فإنّ لكلّ زمن آدابه وعاداته وتقاليده.

ومن المرتكزات المهمّة في التربية الأسريّة محوريّة دور الأمّ في التربية وحضورها الوجدانيّ الفاعل والمؤثّر في جميع أفراد الأسرة في مختلف مراحل العمر، فالتربية كوظيفة بنيويّة وتغييريّة، موضوعها الإنسان والمجتمع، يُشارك في إيجاد مبانيها وترسيخ أسسها وترشيدها مجموعة من العناصر والمؤثّرات؛ ومن أهمّ هذه العناصر الأمّ، كونها مصدر الحنان والعاطفة، ومركز التوجيه والحرص والعناية بكلّ حاجيّات الأبناء، فبعد أن يولَد الطِّفل -مثلًا-، تكون الأمّ أوّل فردٍ من أفراد العائلة يتواصل معه بنحو مباشر، وهذه العلاقة لا تؤثِّر فقط في مجال تلبية احتياجات الطِّفل، بل تؤثِّر على حالاته النفسيّة والعاطفيّة أيضًا.

أنَّ العاطفة التي تمنحها الأمّ لأبنائها هي من أكثر العوامل التربويّة على صعيد تكامل الطِّفل ونموّه. يُستفاد من جملةٍ من الروايات أنّ الأمّ تبرز عواطفها تجاه ولدها أكثر من الأب، وتحرص أكثر على تكامله ونموّه، فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال في الوالدة: "هي أرحم من الأب..." [3]، وهذا يحكي عن أهمّيّة وجود الأمّ لنموّ الطِّفل واستقراره.

ومن القضايا المهمّة في التربية الأسريّة تجنّب محاكاة النماذج غير الإسلاميّة، ولا سيّما الغربيّة منها، والامتناع عن تقليدها في السلوك الأسريّ والاجتماعيّ.

 

الأسرة في ظل التحدّيات المعاصرة

 لقد شهد العالم تغيّرات ثقافيّة وتربويّة واسعة في مجال العلاقة بين مكوِّنات الأسرة، ففقدت الأسرة في كثير من المجتمعات -وإن بدرجات متفاوتة- مفهومها في الطبيعة الفطريّة، وموقعها في البناء الاجتماعيّ، ووظيفتها في التنشئة والتربية، كلّ ذلك لصالح اتجاهات فردانيّة، تُعْلي من قيمة الفرد، وتجعلُه مركز الاهتمام، ولم تكن الأسرة العربيّة والإسلاميّة بمنأى عن هذه التغيّرات؛ إذ شهدت الأسرة نسبًا متنامية في حالات الطلاق، وارتفاع سن الزواج، وتطوير أنواع من الزواج لا تحقِّق هدفه السامي في بناء الأسرة؛ وبذلك اضطرب مفهوم الأسرة؛ فشاع مصطلح الشريك والقرين، ووُصِف الزواج الطبيعيّ بالتقليديّ أو النمطيّ، وظهرت دعوات إلى بناء الأسرة اللانمطيّة... ولم تعد الأسرة تقوم بوظائفها، فقد أثّرت منظومة التفكير الاجتماعيّ الغربيّة القائمة في المنظومات المعرفيّة لباقي الشعوب، بتأثير العولمة والهيمنة السياسيّة والاقتصاديّة والأكاديميّة، دون مراعاة للخصوصيّات الثقافيّة، والاجتماعيّة، والدينيّة… للمجتمعات والشعوب، وتطرّفت بعض التيّارات الفكريّة الغربيّة في نظرتها إلى الأسرة، فرأتها شكلًا من أشكال السيطرة الأبويّة السلطويّة، وأنَّ شرط الإبداع والتجاوز يتمّ من خلال التمرّد على كلّ أشكال الأبويّة ومنها الأسرة. وثمّة تيّارات تنادي بالتطابق المطلق بين الرجل والمرأة، دون مراعاة لما أودعه الله عزَّ وجلَّ من خصائص فطريّة ونفسيّة وجسميّة لكلا الصنفين؛ فانتشرت الحركات النسويّة، وبرز مفهوم النوع الاجتماعيّ "الجندر" تجلّيًّا واضحًا للقضاء على سمات التفرُّد والتمايز الطبيعيّ بين الجنسين، ولقد حاولت المؤتمرات الدوليّة أن تغذّي هذا الإحساس بالتمرُّد والتفلُّت من القيام بالمسؤوليّة الأدبيّة والأخلاقيّة تجاه الأسرة، بإعطاء الشرعيّة للقوانين التي تقوّض عُرى الأسرة؛ مفهومًا وبناءً ووظيفةً.

كما اجتَهَدَ الغربُ ومن تبعه من المستغربين كثيرًا في محاوَلة إقناعنا بأنَّ الإسلامَ لا يُقيم موازين العدل بين أفراد الأسرة، وأنَّ أحكام الشريعة الإسلاميّة، التي أنزلها الله -سبحانه وتعالى- لإسعاد البشر -تَتَسَبَّب في تعاسَة الأسرة، وأنَّ قوانين الحضارة الغربيّة وقواعدها وتقاليدها هي النموذج الأمثل لسعادة الأسرة، وقد تأثّر بعض المسلمين بهذه الادِّعاءات، وقرَّروا أن يُطَبِّقُوا تلك التَّقاليد والقوانين في حياتهم، وكان المنتَظَر- والحال صارتْ هكذا -أن نرى هؤلاء، ومجتمعاتهم - سواء الغربيّة، أم المسلمة التي اتَّبَعَتْ خُطاهم- قد صارتْ في سعادة وهناء، وخلَتْ منَ المشاكل التي تعجّ بها الأسرة المسلمة في السيرة النبويّة -على حدِّ زَعْمِهم-، ولكن ما رأيناه من نتائج ما اقترفوه في حقّ أنفسهم، وفي حقّ المسلمين من أمراض اجتماعيَّة أقضَّت بنيان الأسرة، ومن ذلك؛ ارتفاع مُعَدَّلات زنا المحارِم بحسب الإحصاءات الدوليّة، وانتشار العُنف الأسريّ، وهناك نسبة رجل من بين ستة رجال يكون ضحيّة للعنف الزوجيّ في إحدى لحظات حياته، بحسب الدراسات الميدانيّة في أكثر من بلد، كما تُوَضِّح الدِّراسات أنَّه بينما توجد 120 امرأة تموت سنويًّا بسبب العنف الزوجيّ، فإنّه يوجد 30 رجلًا يموتون سنويًّا للسبب نفسه وفي الظروف نفسها. إضافة إلى ظاهرة انتشار العنوسة، وانتشار ظاهرة هُرُوب الفتيات، وارتفاع معدّلات الطلاق، وهجران الأزواج واتخاذ الأصدقاء بدل الأزواج، كلّ ذلك بُني على ثقافة "الجندر" التي أشاعوها وقنّنوها في العالم الغربيّ.

 

ختامًا:

تعاني البشريّة -اليوم- من أزمات حادّة ومعضلات صعبة ومشاكل جمّة، فبالرغم من التطوّر العلميّ والتقنيّ الذي يشهده عالمُنا المعاصر، نرى في المقابل انحرافًا أخلاقيًّا وتربويًّا خطيرًا أبعد المجتمع البشريّ عن صوابه، وجعل البشريّة تُنْخرُ من داخلها، وأدّى إلى فقدان الإيديولوجيّة والنظرة الصحيّة إلى السلوك الإنسانيّ، وهذا ما ينبّئ عن الحاجة الأكيدة لمواكبة علميّة منهجيّة أصيلة تلبّي كلّ حاجيّات المجتمع المعاصر، وفق الرؤية والأصول الإسلاميّة.

 

والحمد لله ربّ العالمين

 

 


[1] أستاذ في جامعة المصطفى العالمية، وباحث في الفكر الإسلاميّ.

[2] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، ج14، ص3.

[3] الفيض الكاشاني، المحجة البيضاء، ج3، ص435

أضيف بتاريخ: 19/06/2023