مقالات عامة

السلاح الخفيّ في الحرب على غزّة


بسم الله الرحمن الرحيم 

 

السلاح الخفيّ في الحرب على غزّة

 

السيد حسين قشاقش

 

هل يجوز للشيعة أن يدعموا أهل السنة في غزة؟

 

تعتمد الحرب الناعمة أسلوب التسلّل غير المحسوس إلى أذهان الناس ومشاعرهم، فتعتمد توجيه شعب ما أو شريحة ما باتجاهٍ محدّدٍ وبطريقة غير مباشرة وغير مكشوفة.

منذ بداية العدوان الإسرائيليّ والأمريكيّ والأوروبيّ الحاليّ على غَزَّة بهدف القضاء على المقاومة، بخاصّة حركة حماس، على إثْر معركة طوفان الأقصى، نجد أنَّ أكثر من تعاطف ودعم هؤلاء المظلومين من أهل غَزَّة  هم أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، بِدءًا من الجمهوريَّة الإسلاميَّة في إيران ومواقف قائدها الإمام السيّد علي الخامنئيّ دام ظلّه الوارف، وصولًا إلى كلّ أذرع محور المقاومة، نعني حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيون في اليمن

 

الكلّ دخلَ المعركة بطريقته وقُدُراته وإمكاناته المُتاحة مع لِحاظ المصلحة والحكمة والتدبير، بعيدًا عن الانفعاليَّة والحماسة الطائشة.

 

فما كان إلَا أنْ بدأنا نسمع ونرى وسائل التواصل الاجتماعي تضجّ بفيديوهات وتسجيلات لبعض الشخصيَّات من أهل السنة حول الموقف من تلقي الدعم من الشيعة، بكلام تكفيريّ ذميم، وكذا تسجيلاتٍ لأطراف شيعيَّة تتحدَّث عن دعم الشيعة لأهل السنة بكلامٍ غير مسؤولٍ ولا يمثِّل إلَّا قائِليه.

وبالتأمُّلٍ البسيط، فإنَّ صاحب البصيرة يَفهم أنَّ إبليس الصهاينة قد رمى سهمًا للفتنة في الساحة التي بقيت مُخلِصةً ووفيَّة قولًا وفِعلًا لغزَّة وأهلها ومقاومتها، وعلى كلّ من له منبر لإيصال فكرته، أن يبيّن للناس حقيقة هذه الفتنة واهدافها.

 

ما لم يستطع العدو أن يحصل عليه بقوّة السلاح، يريد الحصول عليه بجهالة البعض ممّن يتيهون في الفتنة.

 

يريد العدوّ اليوم أن يُفكّك الارتباط بين غزة وباقي حلقات المقاومة في هذا المحور، وقد شكّلت الفتنة المذهبيَّة سلاحًا ناعمًا خفيًّا وخبيثًا يساهم في هذا الهدف.

 

على أهل السنة والشيعة أن يعلموا أنَّ عدوَّهم الأوَّل اليوم هو أمريكا وإسرائيل والدول الغربيَّة المؤيّدة للعدوان والكيان، وأنَّ التكاتف والتحالف وتوحيد الكلمات والساحات والميادين هو واجبٌ شرعيٌّ، وهو أحد أهمّ مصاديق الوحدة الإسلاميَّة التي نادى بها الإمام الخمينيّ قُدِّس سِرُّه ويؤكِّد عليها الإمام الخامنئيّ دام ظِلّه الوارف.

 

قال الله تعالى {وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ}

 

وفي وصيَّة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لوَلديه الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام أنَّه قال:
كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْمًا، وَلِلْمَظْلُومِ عَوْنًا

 

فالظالم خصمٌ مهما كان دينه ومذهبه، والمظلوم تجب إعانته مهما كان دينه ومذهبهالمعيار هو نصرة الإنسانيّة المظلومة والمُستضعفة ومواجهة الظالم المستكبر.

 

يجب على المؤمنين من أهل البصيرة أن لا يساعدوا العدوّ في رمي سهام الفتنة، بل ينبغي عليهم العمل على كسرها وردها إلى نحر راميها.

 

{وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ}

 

والله من وراء القصد

أضيف بتاريخ: 16/11/2023