مقالات عامة

تُراب القدس يتهيّأ لأقدَام الرضوان

بسم الله الرحمن الرحيم

تُراب القدس يتهيّأ لأقدَام الرضوان

الدكتور أحمد الشامي

منذ أن تشكّلت النواة الأولى للمقاومة، والقدس هي الحاضر الأكبر في الوعي وفي الميدان، فصورة المدينة بقبّة مسجدها أضحت معلمًا أساسيًّا في مشهديّة المقاومة ومجتمعها، حيث تزيّن جدران منازلهم كما الطرقات، وتتقدّم صفوفهم في التظاهرات، وقد استقرّ يومها في شهر رمضان إحدى العبادات.

كُثر هم الذين يُدهشهم - وآخرون يُزعجهم- هذا المستوى من علاقة المقاوم اللبناني بالقدس، وقد انطبعت صورته في الأذهان منذ البدايات، وهو يضع عصبة على جبهته كُتب عليها، يا قدس إنّنا قادمون، وها هم اليوم يشيعونه شهيدًاعلى طريق القدس.

يُخطئ البعض حين يحصر البعد السياسي في فهم دلالة هذه العلاقة مع القدس، لأنّ في حقيقة الأمر، هي أعمق من ذلك بكثير، تعود بجذورها إلى ركن أساسي في العقيدة، فالقدس قد اختارها الله بوابةً للسماء، وعلى ترابها سوف تقام صلاة الفتح لينطلق وعد الآخرة بخلاص البشرية.

ما إن ينتسب إلى المقاومة، حتى يتجه هذا المقاوم بقلبه وجوارحه نحو تلك البقعة المباركة، القدس، أملاً بأن يحظى بشرف المشاركة في تحريرها، ورفع المظلوميّة عن أهلها، وتهيئة الأرض التي سوف تستقبل ملايين الزاحفين حباً لتأدية صلاة الخلاص، مسلمين ومسيحيين، بإمامة صاحب الراية الحقّة.

وعبثًا يجهد العدو الإسرائيلي لإبعاد هذا المقاوم الرضواني عن الحدود، ظناً منه، بأن بضعة كيلومترات سوف تعيقه عن نيل مراده والأمنيات، ولكن هيهات، ما إن تتهيأ الظروف المناسبة ويأتي الأمر من صاحب الأمر، حتى يشهد العالم واحدة من تجليات صدق الانتماء كيف يصنع المعجزات.

وحينها، بين هذا الرضواني والقدس سيحلو اللقاء

والحمد لله ربّ العالمين

أضيف بتاريخ: 05/04/2024