بسم الله الرحمن الرحيم
يتضمّن "العدد 4 من تقرير الرصد الثقافيّ" مجموعة من المقالات والأخبار الثقافيَّة، أو ذات البعد الثقافيّ، التي تمّ رصدها من المواقع الإلكترونيّة، ومراكز الدراسات العربيَّة والأجنبيَّة، ووسائل الإعلام الجديد. وقد جاء ما ورد في التقرير موجزًا، مسلّطًا الضوءَ على القضيّة البارزة في الدراسة، أو المقالة، أو الخبر، والتي تمثّل تحدّيًا، أو حتى فرصةً بالنسبة لمجتمع المقاومة وبيئتها، وذلك حرصًا منّا على حسن توظيف الوقت، وتوفيرًا للجهد، مع الالتفات إلى ذِكر المراجع بما يسمح بالعودة إلى الموضوع الذي يحظى بالاهتمام، والحاجة إلى التوسّع فيه.
هذا التقرير بعضٌ مما تمّ رصده من قضايا واتجاهات تمثّل تحدّيات ثقافيَّة وأخلاقيَّة للمجتمعين الإسلامي عمومًا والشيعيّ بالخصوص. يسلّط التقرير الضوء على كتابات الآخرين وأفكارهم وأنشطتهم داخل البيئة الإسلاميَّة بامتداداتها المحليّة والعالميّة، ليظهر أنّ حركة هؤلاء تتركّز في اتّجاه استهداف الشريعة الإسلاميّة، ومحاولة ضرب مجموعة من المسلّمات التي تقعُ في صلب الفكر الإسلاميّ.
ليس الغرض من التقرير إتخامه بموضوعات يجري تداولها على نطاق واسع، وقد يُظَنُّ أنَّ لا جديد في ما يعرضه هذا العدد، في حين أنّ الجديد هو طريقة عرض الكتّاب لموضوعاتهم، والسياق الذي يضعونها فيه، حيث لوحظت زيادة منسوب الجرأة لدى هؤلاء، لتبرز إلى العلن دعوات، يروّج لها الغرب عادةً، تنادي بتصدّي الشخص نفسه لتفسير القرآن أو الحديث الشريف بالطريقة التي تلائمه، وهو ما قالته صراحة صحيفة «انسجام» الأمريكيَّة في مقالتها المعنونة بـ «المثليّة في القرآن والتوراة»، وكذلك ما جاءت به صحيفة «الحوار» النيوزيلندية التي تناولت في مقالتها موضوع «اللّباس الإسلامي».
الجنسانية، الحريّة الجنسيّة، حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، المثلية، الدعوة إلى وقف ختان الذكور، ارتداء اللباس الإسلامي «على الموضة»، هي بعض ما يردّده من يتصدّرون مشهد المطالبين «بحقوق الإنسان»، بتكتيك جديد، لكن خبيث، يقتضي عدم الاصطدام مع المؤمنين، بل مسايرتهم، والإيحاء بأنّ الإسلام هو أكثر سماحة ورحمة، وأن فيه مساحة للجميع، وأنّ الحاجة هي لإعادة قراءة الدين على أسس «عصريّة» جديدة، في عالم ما بعد حداثوي.
تبدو واضحة محاولة دوائر معيّنة، غربية وعربية، للترويج لقضايا أخلاقيّة وعقائديّة خطيرة مخالفة، ترتبط بالتسامح، مع فهم تأويلي، لا يستند إلى منهج، لآيات القرآن وللأحاديث النبويّة الشريفة، ومحاولة البعض الآخر اللعب على ما يراه تناقضًا بين القرآن والحديث الشريف، أو أقلّه تباينًا في مستوى العقوبة الزاجرة.
قُسِّم هذا التقرير إلى خمسة عناوين عامّة وفق الآتي:
