تقرير الرصد الثقافي

تقرير الرصد الثقافيّ العدد 8

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يتضمّن "العدد 8 من تقرير الرصد الثقافيّ" مجموعة من المقالات والأخبار الثقافيَّة، أو ذات البعد الثقافيّ، التي تمّ رصدها من المواقع الإلكترونيّة، ومراكز الدراسات العربيَّة والأجنبيَّة، ووسائل الإعلام الجديد. وقد جاء ما ورد في التقرير موجزًا، مسلّطًا الضوءَ على القضيّة البارزة في الدراسة، أو المقالة، أو الخبر، والتي تمثّل تحدّيًا، أو حتى فرصةً بالنسبة لمجتمع المقاومة وبيئتها، وذلك حرصًا منّا على حسن توظيف الوقت، وتوفيرًا للجهد، مع الالتفات إلى ذِكر المراجع بما يسمح بالعودة إلى الموضوع الذي يحظى بالاهتمام، والحاجة إلى التوسّع فيه.

أثبت الوقائع مجدّدًا، أنَّ خير البشر وشرّهم يخرج من أفواههم، وفيما اتّفقت البيولوجيا على أنَّ الأنفاس هي المصدر الأساس لانتقال هذا الوباء الذي يجتاح العالم"COVID-19"، تباينت الأيديولوجيّات في قراءة تداعيات ما يُحدِثه هذا الوباء على المستويات الثقافيَّة والاجتماعيَّة.

يستوقف الراصد حجم ما تبوح به الكتابات الاستراتيجيَّة التي تتدفق تباعًا فيما يشبه التسابق مع الوباء في سرعة انتشاره واتساع مجالاته، وهذا ما يثير الفضول العلمي للوقوف على حقيقة فوَران تلك الأفكار والرؤى والتصوّرات، فهل هي وليدة ما تشهده من حدث بيولوجيّ لم يكد يمر على ظهوره إلا القليل من الزمن؟ أم هي نتاج تراكمات معرفيَّة لمتغيرات يشهدها العالم؛ كانت تنتظر الفرصة التاريخيَّة للبوح والإعلان ووجدت في هذا الوباء ضالّتها؟

من المؤكّد أنّ الترف الفكري ليس من أملى هذا الطرح، ومن ثمّ الشروع برصد الكتابات الاستراتيجيّة ذات الصلة، ووضعها بتصرّف أهل الفكر والبصيرة، بل لأنَّ هذه الكتابات تضمّنت قراءات جديرة بالتوقف عندها مليًّا، فهذا الفايروس الذي فرضَ نفسه كضيف ثقيل، أقلق أعظم الدول وأصغرها، على الرغم من صغر حجمه الذي يستحيل للعين المجردة أن تراه تكاد الكتابات تُجمع على أنَّه لن يكتفي باستهداف الإنسان في جسده، بل إنَّ فاهه المتناهي في صغره سينال من كبرى الإنجازات الاقتصاديَّة، وسيعبث بمنظومات اجتماعيَّة سائدة، حتَّى أنّ البعض قد ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث ستمتدّ أنيابه لتنهش مرتكزات أساسيَّة لأيديولوجيات كانت في الأمس القريب تجعل من نفسها الأنموذج الأرقى للبشريّة، بوصفها نهاية التاريخ.

إن هذه الكتابات ليست خيالات وتصوّرات مجرّدة، بل إنّ الوقائع التي تضجّ بها التقارير الإخبارية عبر الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، قد ألهمتها وفرضت نفسها على الوعي الإنساني لما كشفته من مشهديّات صارخة بوضوحها وقساوتها. فالدول التي كانت بالأمس القريب جدًّا توسم بأنّها رهينة قيادات متخلّفة ينعدم لديها الميل لأهميَّة الإنسان وحقوقه، وأنَّ ثقافتها تجنح نحو تغليب الموت على الحياة، فإذ بها، أمام ما أحدثه هذا الوباء من تهديد جائح للإنسان، تقدّم أروع مثال عن التكافل والتعاضد مع آلام المتعبين في صحتهم وأرزاقهم ولقمة عيشهم، على الرغم من قلّة الإمكانيّات والحصار الشامل حتى الكمامات.

بينما الدول الرائدة في الدفاع عن مجمل الكائنات الحيّة، والمُتخمة بأرصدتها الماليّة، والمتباهية بعظيم ابتكاراتها وأنظمتها، وسياساتها الليبراليَّة، والرائدة في الديمقراطيَّة، قد انكشفت حقيقتها حين تهاوت هذه الصورة عندما شاهد العالم واستمع إلى نداءات الاستغاثة من على أبواب المستشفيات وفي أروقتها، ومن التصارع بين هذه الدول لاحتكار الحصول على المعدّات والأدوات الطبيَّة، حتى أنّ البعض منهم، جاهر علنًا بأنّ لهذا الوباء الفضل في القضاء على العجزة والمرضى، وما زال الحدث مستمرًا، ومعه يبدو أنّنا سنشهد المزيد من القراءات والوضوح في المشهد الذي يضعنا أمام مسؤوليَّة تتعاظم مع تعاظم التداعيات، وما بين أيديكم هو الخطوة الأولى في هذا المسار.

إن هذا التقرير هو بمثابة عدد أول من سلسلة خاصّة بفايروس كورونا ستصدر تباعًا بشكل دوريّ استثنائيًّا، وقد تضمن هذا التقرير مجموعة من المقالات التي أوضحت الاتجاهات الفلسفيَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة الجديدة التي يتّجه نحوها المفكرين والباحثين والفلاسفة على مختلف المواقع العربيَّة أبرزها موقع مؤمنون بلا حدود وموقع "الجزيرة" ومواقع أجنبية مثل الإندبندنت البريطانية.

 

ملاحظة: إنَّ المركز لا يتبنّى أيًّا من الآراء الواردة في التقرير المرفق، إلاّ ما قد يجيء متوافقًا مع خط أهل البيت عليهم السلام والوليّ الفقيه دام ظلّه. ونحن على أتمّ الاستعداد لتقبّل الأفكار، والمقترحات، والملاحظات التي تساعد في تطوير هذه النشرة عبر البريد الالكتروني almaaref.center.cs@gmail.com  

 

للاطلاع على التقرير كاملًا بصيغة PDF يرجى الضغط هنا

 

أضيف بتاريخ: 23/07/2024