تقرير الرصد الثقافي

تقرير الرصد الثقافيّ العدد 9

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يتضمّن "العدد 9 من تقرير الرصد الثقافيّ" مجموعة من المقالات والأخبار الثقافيَّة، أو ذات البعد الثقافيّ، التي تمّ رصدها من المواقع الإلكترونيّة، ومراكز الدراسات العربيَّة والأجنبيَّة، ووسائل الإعلام الجديد. وقد جاء ما ورد في التقرير موجزًا، مسلّطًا الضوءَ على القضيّة البارزة في الدراسة، أو المقالة، أو الخبر، والتي تمثّل تحدّيًا، أو حتى فرصةً بالنسبة لمجتمع المقاومة وبيئتها، وذلك حرصًا منّا على حسن توظيف الوقت، وتوفيرًا للجهد، مع الالتفات إلى ذِكر المراجع بما يسمح بالعودة إلى الموضوع الذي يحظى بالاهتمام، والحاجة إلى التوسّع فيه.

يعكسُ ما يتضمّنه هذا التقريرُ جوانبَ من النقاشات الدائرة في الفضاءات الفكريّة والفلسفيَّة، التي دخلَ بعضُها في حوار وجوديّ مع الذات، غلب عليه التأمّل في مآل الحاضر، في ظلِّ القسوة الشديدة التي تمارسُها الحربُ التي يشنّها «كورونا» بلا هوادة، ضد نرجسيّة الإنسان، بخاصّة في الغرب، الذي دعا «فلاسفته»، من عجزٍ، إلى مواجهة الداء بالداء، وإلى التعايش مع الموت، إلى تقبّله وتدجينه، حتى يصيرَ محفّزًا للعيش «بشكل أكثر كثافة»، ما يدفع إلى السؤال، مجدّدًا، عمّن سيتحمّل مرّة أخرى، أكلاف أن يعيش الغربيّ «بشكلٍ أكثرَ كثافة».

وإلى أن تضع حربُ كورونا أوزارها، تبدو البشريَّة، كأنّها بُوغتت بسطوة هذا الفيروس وعِناده، وتمثّلت صدمتها بعجزها عن الإمساك بسب بمنطقي يفسّر ما يجري، في خضمِّ حالةٍ كونيَّة فوق استثنائيَّة، أدّتْ إلى عجز الأنساقِ اللّغوية الكبرى، وشلَّت قدرتَها على فهمِ وتفسيرِ ومعالجة ما يجري، وهو ما دفع بالمفكّر المصريّ نبيل عبد الفتاح إلى مخاطبة منظومة التفكير الغربي، وسؤالها بنبرة حادّة، وشامتة ربّما، عمّا «حدث للعقول الكبرى العالمة، وميراثها النقدي والفلسفيّ والتحليليّ في المجتمعات الأكثر تقدّمًا؟»

ثمّة من المفكرين في الغرب من أجاب عن هذا السؤال، فرأى أنّ جائحة كورونا ستقودُ العالم حتمًا إلى مرحلة جديدة يشهدُ معها «انهيار الحضارة اليهودية المسيحية»، وجهرَ آخر بأنّه خائفٌ على «حريّته» من أن يخطفها «كورونا» أكثر من خوفه من الموت نفسه.

وثمّة، من حذّر من سيولة الخوف وسرعة وسَعة انتشاره وتداعيات ذلك على البشريّة، مُحمّلًا وسائل التواصل الاجتماعيّ مسؤوليَّة نشر هذا الخوف، ليخلُصَ إلى أنّ «المعلوماتِ الرقميَّةَ هي أكثر الأمراض المعدية الآن على كوكب الأرض»، ليُناقضه آخر بالقول بإنّ «نشر الذعر، في بعض الأحيان، أكثر حكمة من النظر للأمور فلسفيًا»، داعيًا إلى الاعتراف بحدود التفلسف، أو حتى تأجيل البحث الفلسفي في ما يجري، وإلى تنحية الفلسفة «لصالح الحرص في مثل هذه الظروف».

تلكَ عيّنةٌ من النقاش الجاري في الغرب، وتدلُّ على هولِ الصّدمة، وحال الذهول التي أصابت منظومة التفكير الغربي في الصميم، فخَرجَت أصواتٌ معتبرة تحمّل النيوليبراليَّة المسؤولية الكاملة عن جرح كورونا الذي لن يلتئم بسهولة، وعن ذلك الفراغ الذي سيصيب مركزيَّة الغرب بمقتل من دون أن يعلمَ أحدٌ كيف سيتمّ تدبير الفراغ ما بعد الانهيار، وما القوى الجديدة التي يمكنها الاضطلاع بقيادة عالم الغد، وما إذا كانت البشريَّة ستتيه لفترة من الزمن في فوضى ما قبل تشكل عالم متعدّد الأقطاب؟

 

ملاحظة: إنَّ المركز لا يتبنّى أيًّا من الآراء الواردة في التقرير المرفق، إلاّ ما قد يجيء متوافقًا مع خط أهل البيت عليهم السلام والوليّ الفقيه دام ظلّه. ونحن على أتمّ الاستعداد لتقبّل الأفكار، والمقترحات، والملاحظات التي تساعد في تطوير هذه النشرة عبر البريد الالكتروني almaaref.center.cs@gmail.com  

 

للاطلاع على التقرير كاملًا بصيغة PDF يرجى الضغط هنا
 

أضيف بتاريخ: 25/07/2024