بسم الله الرحمن الرحيم
يتضمّن "العدد 10 من تقرير الرصد الثقافيّ" مجموعة من المقالات والأخبار الثقافيَّة، أو ذات البعد الثقافيّ، التي تمّ رصدها من المواقع الإلكترونيّة، ومراكز الدراسات العربيَّة والأجنبيَّة، ووسائل الإعلام الجديد. وقد جاء ما ورد في التقرير موجزًا، مسلّطًا الضوءَ على القضيّة البارزة في الدراسة، أو المقالة، أو الخبر، والتي تمثّل تحدّيًا، أو حتى فرصةً بالنسبة لمجتمع المقاومة وبيئتها، وذلك حرصًا منّا على حسن توظيف الوقت، وتوفيرًا للجهد، مع الالتفات إلى ذِكر المراجع بما يسمح بالعودة إلى الموضوع الذي يحظى بالاهتمام، والحاجة إلى التوسّع فيه.
تناول هذا التقرير موضوع «العنصريَّة» في الولايات المتّحدة، راهنًا وماضيًا. ولَئِن كان البعض يتساءل عن مدى جدّيّة التهديد الوجوديّ الذي تمثّله العنصريَّة على وجود الولايات المتّحدة كدولة- أمّة، إلّا أنّ هؤلاء الكتّاب، وغيرهم، يقرعون ناقوس الخطر، ويحذّرون من أنّ أفول أميركا، بصيغتها الراهنة، هو مسألة وقت، مقابل من يرون أنّ الوقت لم ينفد بعد لتصويب الوضع.
العنصريَّة في الولايات المتّحدة مركّبة، هي عنصريَّة ملوّنة، طبقيَّة، عرقيَّة، دينيّة، جغرافيّة، تحيل حياة الأقليّات في هذا البلد إلى بؤس، وتعرّضهم للإقصاء والتهميش والقهر والإذلال والقتل. عنصريَّة يحميها جهاز شرطة «مؤسرل» الأساليب والعقيدة، يختزنُ كلَّ حقد حقبة العبوديّة وقسوتها، جهازٌ أُنشئ لحماية النظام الراهن بأقسى الأساليب الوحشيّة.
يُلاحظ أنّ ثمّة، في هذا التقرير، حضورًا لافتًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الواقع ليس الغرض من ذلك التركيز على شخصيّة هذا الرئيس الإشكاليّ، لكن وجدنا أنْ لا مناص من إيراد عدّة مقالات تعالجُ قضيّة العنصريَّة من منظور هذا الرجل، وهو ما يتجلَّ في تصرّفاته وتصريحاته وعناده مسكونًا بهاجسِ الفوز بولاية رئاسيّة ثانية، في سباق انتخابيّ محموم سيطيح بأميركا، كما يرى المحلّلون، في أتون الفوضى أيًّا كانت نتائجه.
