بسم الله الرحمن الرحيم
يتضمّن "العدد 11 من تقرير الرصد الثقافيّ" مجموعة من المقالات والأخبار الثقافيَّة، أو ذات البعد الثقافيّ، التي تمّ رصدها من المواقع الإلكترونيّة، ومراكز الدراسات العربيَّة والأجنبيَّة، ووسائل الإعلام الجديد. وقد جاء ما ورد في التقرير موجزًا، مسلّطًا الضوءَ على القضيّة البارزة في الدراسة، أو المقالة، أو الخبر، والتي تمثّل تحدّيًا، أو حتى فرصةً بالنسبة لمجتمع المقاومة وبيئتها، وذلك حرصًا منّا على حسن توظيف الوقت، وتوفيرًا للجهد، مع الالتفات إلى ذِكر المراجع بما يسمح بالعودة إلى الموضوع الذي يحظى بالاهتمام، والحاجة إلى التوسّع فيه.
ثمّة، في هذا التقرير، تركيزٌ على موضوع الشيعة والتشيّع. فقد لوحظَ أنّ العديد من الكُتّاب ومراكز الدراسات، قد عملوا في الآونة الأخيرة، بالكتابةِ والتنظيرِ في قضايا المذهب الشيعيّ، ووصل الأمر ببعض «الباحثين» و «الكتّاب»، إلى فرضِ أنفسهم أوصياءَ على التشيّع، فنظّروا في «المرجعيّة» و«الأعلميّة» من غير علم، وذهب بعضُهم إلى حدِّ التنظير بكيفيّة إشراف أميركا على حماية «العتباتِ المقدسة» في العراق من دون إثارة المرجعيّة هناك، ووقف مركز «عين أوروبيّة على التطرّف»[1] موقف المحرّض ضِدَّ المذهب وأتباعه في أوروبا عمومًا، وإيطاليا بالخصوص.
تحدٍّ أخلاقيٌّ خطير مثّله إعلان إحدى أهمِّ شركات التواصل الاجتماعيّ بشأن إلزام مستخدميها بشروط استخدام جديدة، تتيحُ لها مشاركة بياناتهم الخاصّة مع الحكوماتِ والشركاتِ التجاريّة، وهو ما أثارَ ردودَ فعلٍ متضاربة، بين من رأى أنّ من شأنِ ذلك أن ينتهكَ خصوصيّةَ الأفرادِ المفترض أنّها «مقدّسة»، فدعا إلى تأسيس «نقابات» خاصّة بالمستخدمين تُفاوضُ الشركاتِ العملاقةَ والحكوماتِ بشأن البيانات الخاصَّة بالجمهور، للحدّ من الانتهاك المطّرد والتسليع البغيض للخصوصيّة. لكن آخرين كانوا «أشطر» من هؤلاء، فنظروا إلى الموضوع من منظور تجاريٍّ-ربحيّ، بوصفِه فرصة هائلة، تحقّق للمستخدمين حصّتهم من أرباح الشركات الضخمة، فطالبوا بسنّ قانون باسم «أرباح البيانات»، يُمكِّن «المستخدمين» من مشاركة الأرباح المتولّدة عن بيع بياناتهم الخاصّة للمعلنين والجهات الأخرى! دون الوقوف عند خطورة «تسليع الخصوصيّة» التي ستكون وصفة للتفلّت الأخلاقيّ.
نشير في الختام إلى قضيّة هامّة وردت في مقالتين يتحدّث فيهما أنثروبولوجيّون وعلماء اجتماع عن العائلة والعشيرة والقبيلة، وقد خلُصَ هؤلاء أنَّ القبائلَ عمومًا هي مع سلطة الدولة ومشروع الدولة والنظام العامّ، وبِظَنِّنَا أنّ العشيرةَ في لبنان ليست استثناءً.
[1] عين أوروبيّة على التطرّف European Eye on Radicalization : منصَّة إلكترونيَّة أُسِّست عام 2018، تجمع باحثين من جميع أنحاء أوروبا، يعمل هؤلاء الباحثون لتقديم رؤى عميقة وأبحاث مميّزة للخبراء الأوروبيّين، وكذلك لعامة الناس، وذلك ضمن موضوع التطرّف الدينيّ والتشدد وأثره في أوروبا، فيعملون لتعزيز المعرفة والفهم حول ديناميكيات وعمليّات التطرف.
