بسم الله الرحمن الرحيم
يتضمّن "العدد 18 من تقرير الرصد الثقافيّ" مجموعة من المقالات والأخبار الثقافيَّة، أو ذات البعد الثقافيّ، التي تمّ رصدها من المواقع الإلكترونيّة، ومراكز الدراسات العربيَّة والأجنبيَّة، ووسائل الإعلام الجديد. وقد جاء ما ورد في التقرير موجزًا، مسلّطًا الضوءَ على القضيّة البارزة في الدراسة، أو المقالة، أو الخبر، والتي تمثّل تحدّيًا، أو حتى فرصةً بالنسبة لمجتمع المقاومة وبيئتها، وذلك حرصًا منّا على حسن توظيف الوقت، وتوفيرًا للجهد، مع الالتفات إلى ذِكر المراجع بما يسمح بالعودة إلى الموضوع الذي يحظى بالاهتمام، والحاجة إلى التوسّع فيه.
يعيش العالم اليوم ازدواجية المعايير أو ما يُعرف بالإنكليزية بـDouble Standards، المصطلح الوحيد الذي ينطبق على ما تختبره أميركا والدول الغربيَّة على وجه الخصوص، التي تقدم نفسها على أنَّها حامية حقوق الإنسان والمدافعة عن الإنسانية، أو هذه على الأقل الصورة التي تريد أن تظهر بها. ولكن عندما تعلّق الأمر بحرب تخوضها مدلّلتها "إسرائيل" سقطت كل شعارات الرنّانة مثل السلام والأمن والمساواة والحقوق وغيرها، والتي تغنّت بها على مرّ العقود، وجعلت منها معيارًا لقياس مستوى تقدّم الدول وشرطًا لازمًا للدول التي تراها في طور الانتقال من كونها نامية لتصير بمنظورها دولة حديثة.
كشفت حرب طوفان الأقصى التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023 عن حجم الزيف والادّعاء في الأبواق الغربيَّة، والتي تسارعت لاهثةً في تبرير آلة القتل الصهيونيَّة بحقّ المدنيّين، مُتخطّيةً كل المعايير والمواثيق الأمميّة، من قتل للأطفال والنساء والعُجّز، بالإضافة إلى قتل الصحافيّن واستهداف المُستشفيات، ولا ننسى الحجم الهائل للدمار الهائل بحق الأبنية. كل ما سبق يُشكّل إبادة جماعيّة للحجر والبشر، كما لو كان العدو الصهيونيّ يتعمّد طمس الهويّة الفلسطينيَّة عن صفحات التاريخ الحالي، و"الدفاع عن حقّ البقاء" كان التبرير الوحيد الذي تردّد في تصريحات رؤساء وحكومات الدول الغربيَّة.
جاء العدد في قسمين، الأوّل عرضنا فيه المقالات والإصدارات التي تحدّثت عن ازدواجيّة المعايير في التعامل الغربيّ مع حرب طوفان الأقصى من جهة وحرب روسيا- أوكرانيا من جهة أخرى، أمّا في القسم الثاني فقد أوردنا فيه العدد الخاص المنشور على موقع العربي الجديد، والذي جاء فيه آراء مجموعة من المثقّفين والكُتّاب والإعلاميّين العرب حول ما يدور في حرب طوفان الأقصى ورأسهم بعيدًا عن رأي حكوماتهم.