الاستكبار؛ الدوافع والأهداف
قراءة في أطروحة الإمام الخامنئي دام ظلّه
الشيخ حسن الهادي
بسم الله الرحمن الرحيم
يُقال: استكبر الرّجل أي تكبَّر، عاند، تجبَّر وتعاظم وامتنع عن قبول الحقّ وتمرَّد، قال تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ[1]. فالاستكبار في أصوله بذرةُ تمرّدٍ في داخل النفس قوامها حبّ النفس والشغف بحفظ تفرّدها وذاتيّتها المُظلمة. ويقود إبليس خطّ الاستكبار عبر التاريخ -أَبَى وَاسْتَكْبَرَ- ، ويجتذب إليه من الجِنّة والناس الذين ينساقون وراء الضعف، ويُسوّل لهم الشيطان ويُغريهم.
وكما يستكبر الأفراد.. تستكبر الأمم، وإذا كان الفرد المستكبر نقطة من الظلام فإنّ الأمّة المستكبرة هي مساحة واسعة من الظلمات، فليس الاستكبار صيغة للتكبر ونوعًا من الشموخ يوصف به الفرد الأناني المستعلي فقط، إنما هو وجود تكتل اجتماعي، وسياسي، واقتصادي يطأ المستضعفين، ويعلو في الأرض بغير الحق، ويُفسد فيها ويصدّ عن سبيل الله. ذلك أنّ مفهوم الاستكبار يجمع زيادة على التفاوت الاقتصادي وعلى الظلم الاجتماعي الذي يتضمّنه المصطلح، البعد العقدي. فنزاع المستكبرين والمستضعفين كما يقص الله عز وجل في كتابه العزيز ليس على الأرزاق فقط بل يتعدّاه إلى نزاع مركّب كلّي شموليّ في معاني استرذال فئة لفئة، واحتقار فئة لفئة، واستعلاء فئة على فئة.
وأطلق الاستكبار في ثقافة الثورة الإسلامية على مجموعة القوى التي تستند إلى قدراتها السياسية والعسكرية والعلمية والاقتصادية وتعتمد على نظرة تمييزية للإنسان لتستغل المنظومات الإنسانية الكبرى – أي الشعوب والحكومات والبلدان– وتضغط عليها وتسيطر عليها بشكل تعسّفي مُذل. فتتدخّل في شؤونها وتتطاول على ثرواتها، وتتعامل مع حكوماتها بمنطق القوة، وتظلم الشعوب وتُهين ثقافاتهم وأعرافهم وتقاليدهم.
فما هو هذا الاستكبار؟ وما هي أهدافه، وما هي الأساليب التي ينتهجها في السيطرة على العالم الإسلامي؟ هذه الأسئلة وغيرها هي ما سنحاول الإجابة عليه، مستهدين في ذلك كله بالتوجيهات التي أفاد بها سماحة الإمام الخامنئي دام ظلّه.
الاستكبار ليس مسألة جديدةً، ظهرت في زماننا، بل هو مسألة قديمة بقدم التاريخ، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أمثلة على المستكبرين كفرعون، قال سبحانه وتعالى: ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ * فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ * قَالَ مُوسَى أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ * قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ[2].
والتكبُّر في الإنسان هو من الصفات الأخلاقيّة الذميمة التي ذكرها علماء الأخلاق في عِداد الصفات المُهلكة للدين، بنًاء على ما ورد في الروايات من التحذير، فعن الإمام الباقر عليه السلام: "العز رداء الله، والكبر إزاره، فمن تناول شيئًا منه أكبه الله في جهنم"[3]. وفي رواية أخرى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر"[4].
وقد أشار الإمام الخامنئي دام ظلّه إلى هذا المفهوم حيث قال: "من أعظم مسؤوليَّات الإنسان حيثما وجد معرفة حدوده القانونية وعدم تجاوزها، وتجاوز الحدود ما هو إلا عبارة عن الاستبداد والاستكبار بما ينطويان عليه من مفهوم قبيح ومُشين؛ وأعظم خطر يحيق بالإنسان هو أن يستحوذ عليه الاستبداد والاستكبار، وهذا وبال ربما يصاب به الجميع"[5].
وأطلق هذا اللفظ في هذا العصر على الدول المستكبرة التي تحاول الهيمنة على العالم. وهو ما يؤكّده الإمام الخامنئي دام ظلّه، بقوله: "الاستكبار العالمي يشمل جميع القوى المتغطرسة والمتجبّرة في العالم، وجميع الوجوه الوقحة المتسلطة على الشعوب"[6].
تنظر الدول الاستكباريَّة إلى الدول الأخرى نظرًة احتقاريةً ودونيَّة، وتحاول أن ترسم عن نفسها في مختلف وسائل الإعلام صورة مثاليّة، وكذلك فإنّها تصور الآخرين بحالة من التخلُّف والرجعيَّة، وأنهم يحتاجون لزمن طويل لكي يصلوا إلى التقدُّم الذي وصلت إليه هذه الدول المهيمنة، والهدف من ذلك كله بحسب ما يشير إليه الإمام الخامنئي دام ظلّه هو زرع اليأس والضعف في النفوس الضعيفة، وإيقاع الهزيمة النفسية في الشعوب، يقول دام ظلّه: "وإنكم لو نظرتم الآن إلى المشهد الجغرافي لهذا العالم في تقسيماته وممارساته السياسية، لوجدتم على ماذا يستند أولئك الذين يتصوَّرون امتلاكهم لكل شيء على هذه الأرض، والذين ينظرون باحتقار لكل الشعوب ويسيطرون ظلمًا وعدوانًا على المصادر البشرية والمادية، وهم قوى الاستكبار، فعلى ماذا يعتمد هؤلاء؟ إن أهم ما يعوّلون عليه هو الإيحاء للشعوب بأن قوتهم قوة لا منازع لها"[7].
وقد يصل الأمر ببعض الدول المستكبرة أن تخاطب الآخرين بلهجة العبيد، أو الخدم، ويوحون للعالم بأنّهم يمتلكون هذه الدول الصغيرة. يقول الإمام الخامنئي دام ظلّه عن هذا الأمر: "إنه لَمنَ النادر حقًا أن يعثر المرءُ على حكومةٍ تتحدثُ بمثل ما يتحدث به هؤلاء حول دول الشرق الأوسط، فهم يعتبرون هذه الدول ملكًا لهم! وهذا ما يعنيه الاستكبار"[8].
يشير الإمام الخامنئي دام ظلّه إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي أنّ محور النزاع في العالم دائمًا هو طمع المستكبرين الذين يحاولون أن يسيطروا على شعوب الأرض ويقرروا مصير هؤلاء وفق مصالحهم ورغباتهم الشخصيّة، يقول دام ظلّه: "إن النزاع الدائر في العالم سواء في الماضي أو الآن أو في المستقبل سببه أن القوى الاستكبارية تسعى إلى تقرير مصير الشعوب وفق ما تشاء "[9].
ليس من الغريب أن نرى بصمات أيدي الاستكبار العالمي في المجازر التي ترتكب بحق الشعوب المستضعفة، فهذا أمر طبيعي إذ إن دول الاستكبار التي تتغنى يوميًا بحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الحيوان، ليس لديها أي قيمة للإنسان الآخر إلّا بمقدار ما يحقّق لها من مصالح. يقول الإمام الخامنئي دام ظلّه: "أينما تجد مجزرة ضد المسلمين، تجد حضورًا مباشرًا من الاستكبار أو تحريكًا وتشجيعًا منه، أو سكوتًا ذا معنى واضح يعبر أجلى تعبير عن التشجيع"[10].
فالتعاطي بمكيالين مع القضايا الإنسانية أصبح جليًّا لكل شعوب العالم المستضعف؛ والتشدّق بالحديث عن انعدام الديمقراطيَّة وعن سجناء الرأي السياسي في العالم العربي، في حين ترى بشائر ديمقراطيتها في أبو غريب وغوانتنامو، وعن هذا يقول دام ظلّه: "لقد تظاهرت القوى الشيطانية وما تسمونه بالاستكبار الذي يتمثّل في أمريكا ضد البشرية والقيم الإنسانية . فأرواح آلاف الأشخاص لا قيمة لها عندهم، فقد شاهدتم كيف أن إسرائيل في ظرف خمسة عشر أو ستة عشر يومًا قتلت وجرحت وشرّدت عشرات الآلاف وأحدثت الفجائع دون أن يطرف جفن للاستكبار العالمي الذي يستفز أجهزته ويبذل الأموال رياءً لإنقاذ حياة قطة سقطت في بالوعة رغم أنها حيوان!" [11].
ومن أكبر نماذج المجازر التي يرتكبها الاستكبار العالمي، هو احتلال أراضي الشعب الفلسطيني وإقامة كيان صهيوني على أنقاضه، وهذا أسوأ ما يمكن أن نتصوّره من أنواع الاستكبار الممزوج بالاستعمار، لأنه مجزرةٌ بحقِّ أمة كاملة لها الحق في العيش والاستقلال. وعن هذا النوع الفاضح من المجازر يقول الإمام الخامنئي دام ظلّه: "من الناحية الإنسانية شعب مظلوم في المقابل حكومة عنصرية ترتكب شتى أنواع الظلم وكل هذا الكذب والافتراء الصادر عن أمريكا والمنظمات الدولية وما يسمى بالمفكرين الغربيين بشأن الديمقراطية، ومن الناحية الأمنية تعتبر القضية الفلسطينية خطرًا أمنيًا يحدق بكل المنطقة ليس فقط يحدق بمواطنيهم بل بكل المنطقة فهؤلاء يملكون ترسانة نووية وما زالوا ينتجون المزيد، ومنظمة الأمم المتحدة حذرت مرارًا لكنهم لا يبالون، والسبب الرئيس هو الدعم الأمريكي، يعني ذنب الممارسات الصهيونية والكيان الغاصب يقع في غالبيته على عاتق الإدارة الأمريكيّة. اعلموا أنّه وخلال خمسين عامًا من حكم اليهود صدر 29 قرارًا ضد إسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقد مارست أمريكا حق الفيتو ضدها جميعًا،... إذن فمسؤولية كل هذه الجرائم تقع على عاتق أمريكا، أمريكا التي ترعى عملية السلام وأحيانًا ما ترتسم على وجهها ابتسامة خبيثة ومسمومة لكل الشعوب بما فيها شعبنا العزيز والمظلوم فإنها المجرم الأوّل في قضية فلسطين، وأحد ذنوبها هو أنّ يدها غارقة حتى المرفق في دماء الفلسطينيين"[12].
"إن شيطان الاستكبار قد اهتم بنشر جبهته إلى جميع أرجاء العالم وجميع شؤون الحياة الإنسانية وكل الفئات البشرية في المجتمع، وأقصد بجبهة الشيطان هذه المادية الغربيّة التي يخطط لها أئمة الكفر والاستكبار وتقوم على أساس مصالح أصحاب الشركات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال الضخمة ونهمهم وطغيانهم وحرصهم المسعور"[13].
وهذا ما نراه في الأهداف الاقتصاديّة التي يبتغيها الاستكبار من احتلاله للبلدان كالعراق الغنيّ بالنفط، حيث إن العقود الاقتصادية المُعلنة التي لزمت لشركات أمريكية بلغت حوالى سبعة مليارات دولار، وذلك بعد أن تم إلغاء العقود السابقة…[14].
يتّضح من خلال ما قدَّمنا أنّ أهم الأهداف التي يبتغيها الاستكبار من محاولته الهيمنة على العالم، تبتني على الأصعدة الثلاثة: الاقتصادية، والسياسية، والثقافيّة، ولهذا يقول الإمام الخامنئي دام ظلّه: "لقد أضحى من مستلزمات الروح الاستكبارية في عالمنا المعاصر القيامُ بحركة عاجلة للهيمنة على العديد من الأصعدة ـ وهي بالأساس ثلاثة: الاقتصاد والسياسة والثقافة ـ وتبدأ الحركة من القمة كالسيل الجارف الذي ينزل نحو الوادي، وقد انحدر هذا السيل وهو ليس ابن هذه السنة أو التي قبلها، غاية الأمر أنه يزداد شدّة بحسب الظروف العالمية "[15].
تتنوّع الأساليب التي تنتهجها دول الاستكبار في السيطرة السياسيَّة والثقافيَّة والاقتصاديَّة على الدول المستضعفة والنامية، ولعل الأمثلة الأبرز في هذه الأيام هي في فلسطين والعراق، ومن الطبيعي أن تكون الأمثلة التي يضربها الإمام الخامنئي دام ظلّه في هي من هذين الحدثين اللذين كانا من أخطر الأمور التي ارتكبتها قوى الاستكبار العالمي.
ليس من الضروري أن تحتل القوى الاستكبارية بلدًا ما لكي تهيمن على قراره السياسي، وللوصول إلى مآربها. وهناك الكثير من النماذج الماثلة أمامنا في العالم الإسلامي حيث استطاع الغرب أن يهيمن على كثير من هذه الدول مع أن دباباته لم تطأ أرضها، ومن هنا نرى سماحة الإمام الخامنئي دام ظلّه يلفت النظر إلى هذه الهيمنة التي يبتغيها الاستكبار فيقول دام ظلّه: "واليوم نقف مرة أخرى أمام واحدة من هاتيك اللحظات المصيرية ونستشرف واحدة من تلك الامتحانات الشاملة.. حيث إن أمريكا تهدف بعد انتهاء ما يسمى بالحرب الباردة.. وبفضل السكوت المرعب المخيم على بعض بلدان هذه المنطقة، وبالاستناد إلى التواجد العسكري الغاصب في الخليج الفارسي، إلى أن تحل مشكلتها ومشكلة الصهاينة الغاصبين، بحيث يعترف العرب بإسرائيل وتخمد "فلسطين" إلى الأبد"[16].
ومن أهم أهداف الاستكبار بخاصَّة الولايات المتحدة في هذه المنطقة هو إزالة فلسطين وتكريس وجود الدويلة الغاصبة المسماة إسرائيل في قلب العالم الإسلامي، يقول دام ظلّه: "إن العدو يستهدف أن يقتطع مرة واحدة فلسطين من جسد العالم الإسلامي وأن يبقي الشجرة الملعونة الصهيونية في ديار المسلمين، وإن أمريكا تروم من خلال تثبيت النظام المحتل أن تمسك بكل شرايين الحياة في هذه المنطقة الحساسة وتخلِّص نفسها من هاجس الصحوة الإسلامية في الشرق الأوسط وإفريقيا، وإن أعداء الإسلام يريدون بهذا أن ينفِّسوا عن كل أحقادهم الدفينة تجاه الإسلام وينتقموا لكل ما مُنيوا به من هزائم في السنوات الأخيرة على إثر يقظة المسلمين. هذه الواقعة لا يمكن مقارنتها بأية واحدة من المؤامرات التي حيكت ضد الشرق الأوسط خلال الأعوام الأخيرة، فالحديث هنا حديث عن اغتصاب وطن بأكمله وتشريد شعب بأسره تشريدًا مستمرًا أبديًا وانتزاع قطعة من جسد العالم الإسلامي ومركز جغرافي للوطن الإسلامي الكبير وقبلة أولى للمسلمين انتزاعًا نهائيًا "[17].
المكر السياسي للقوى الاستكباريّة
تنتهج القوى الاستكباريّة أساليب سياسية ماكرة ـ وهذا أمر تاريخي ـ ولا تردعها القيم الأخلاقية، ولا الأحاسيس البشرية لأنّها قد طلّقتها وعافتها عند أول طموح غير مشروعٍ لها، ومن هنا فالحذر أمر واجب دائمًا، والتوقف والتدبر في أي طرح يأتي من تلك القوى أمر لا بد منه، بخاصَّة عندما نعلم أنه لن يتورع عن انتهاج أي أسلوب ولو كان من أخسِّ الأساليب للوصول إلى نزواته غير المشروعة بحسب المعايير الإنسانيَّة والأخلاقيّة والدينية، وإلى هذه الحقيقة يشير الإمام الخامنئي دام ظلّه بقوله: "إن العدو سياسيٌ ومتمرسٌ بالسياسة ويمتلك عقلًا سياسيًا بارعًا، إذ إنه يفكر بما عليه أن يفعله، ومن خططه أنه لا يبوح بكلامه الفصل في البداية، فهو يبلور مطامعه رويدًا رويدًا ويضطر خصمه للانسحاب، وبمجرد أن تراجعتم يباشر بطرح مطمع آخر، ويقول البعض لنعطه شيئًا ونأخذ منه شيئًا! أن نعطيه صحيح لكن أن نأخذ منه ليس واردًا، لأنه لن يعطي شيئًا، إنهم يفبركون الشعارات، ووضعوا إيران ضمن محور الشر، فلنعمل كذا كي يحذفونا من محور الشر! هل هذا كلام؟! إنهم ارتكبوا حماقة إذ جعلونا ضمن محور الشر فهل يريدون الآن حذفنا؟ وسيعيدوننا مرة أخرى متى وجدوا ضرورة إلى محور الشر... فعليكم الحذر لئلا يتراجع المرء لأن هذا التراجع لا حدود له، فإذا ما انسحبتم من هذا الخندق سيثيرون مطلبًا آخر كأن يقولوا اعترفوا بهذه الحكومة غير الشرعية، وستعود ذات الضغوط والتهديدات، وبمجرد اعترافكم بها يثار مطلب آخر من قبيل: ارفعوا اسم الإسلام من دستوركم ويتعين عليكم الإنسحاب تدريجيًا وهذا ما لا حدود له"[18].
لاشك في أن للدول الاستكباريّة أهدافًا اقتصادية، وأنها تسعى لفرض هيمنة على اقتصاد العالم، لنهب ثروات الشعوب المستضعفة. يشير الإمام الخامنئي دام ظلّه إلى هذه الحقيقة ويحذر المسلمين منها فيقول: "يريد الاستكبار سواء في إيران أو سائر البلدان الإسلامية شعوبًا مأسورة ذليلة مطأطئة مطيعة له لا شأن لها بمفاخرها وتراثها الثقافي، شعوبًا لا تبدي تحفظًا أزاء عمليات النهب لثرواتها المعنوية والمادية"[19].
ويسعى الاستكبار بكل قدراته وفي كل الأوقات لعدم وصول أي دولة إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي على صعيد الغذاء والدواء والصناعات الأساسية، هذا الاكتفاء الذي يمكن أن يحرر هذه الدول من أغلال الابتزاز. يقول دام ظلّه حول التجربة التي مر بها الإيرانيون في المرحلة الأولى من انتصار الثورة الإسلامية والتي تسلمت بلدًا كان فيه الشاه مجرد مستهلك للبضائع الأجنبية : "بلدنا اليوم الذي غدا هدفًا للنوايا السيئة والأحقاد من قبل طواغيت العالم؛ بسبب رفض هذا البلد الخضوع أمام غطرسة الطواغيت محتاج أكثر من ذي قبل لضمان الحصول على الغذاء، لكي لا يحتاج للبلدان الأخرى في حصوله على ما يلزمه من خبز وغذاءٍ يومي وزيوت ولحوم، ولكي لا يحتاج لمن يمكن أن يساوموه على عزّته مقابل هذا العطاء. إنَّ توفير الغذاء لشعبنا أمر مهم للغاية، فعندما أعلنوا في العام الماضي أنَّ البلد وصل إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي في محصول القمح، بنظري إنه كان في الحقيقة عيدًا كبيرًا لهذا البلد... وإنَّ الشركات الصهيونية الغاصبة وغيرها تريد أن تنهب ثروات العالم، فمن الصعب عليهم أن يروا أنَّ هناك شعبًا يتقدم في جميع المجالات ويُدحض زيف إدعاءاتهم،وعلى الرغم من ذلك فإنَّ الشعب الإيراني سوف يتقدم للأمام، وسوف يشمخ الإسلام أكثر مما هو عليه الآن، وسوف يرفرف عَلَمُ العِزَّة الإسلامية على رؤوس أفراد هذا الشعب، وجميع شعوب العالم الإسلامي إن شاء الله تعالى"[20].
المجتمع المستهلك مُنية المستكبرين
من دواعي سرور الدول الاستكبارية أن ترانا مجتمعًا مستهلكًا لسلعها؛ حيث يتحوّل المجتمع الذي ينبغي أن يكون مقتدرًا ومستقلًا في اقتصاده ورفع حاجة أفراده، إلى مجرد سوق تدر الأرباح إلى حساب تلك الدول الظالمة، وحينما نصبح كذلك ستتسلط علينا هذه الدول لتملي علينا ما تريده من قرارات، من خلال الابتزاز والتهديد بالتجويع والحرمان. وإلى خطورة هذا الوضع يشير الإمام الخامنئي دام ظلّه: "... إنَّ من الأمور التي تحولُ دون أن تَمتدَّ يد القادرين على المساعدة لتقديم العون للفقراء، تفشّي روح الاستهلاك والبهرجة في المجتمع، فوبالٌ على المجتمع أن يتفاقم فيه الجنوح نحو الاستهلاك يومًا بعد يوم بحيث يُرغَّبُ الجميع بالإفراط في الاستهلاك والإكثار والتنويع بالأكل والشرب واللباس والسعي وراء الصرعات الموضات وكل ما استجد من مستلزمات الحياة وكمالياتها، فكم هي الثروات والأموال التي تُهدَرُ بهذا الاتجاه وتُعطّل عن أن تُنفقَ في المَواطن التي تفضي إلى رضا الله وعلاج مشاكل فئات من الناس.
وإن الجنوح نحو الاستهلاك وبال عظيم بالنسبة للمجتمع، فالإسراف يضاعف ويُعمِّق الفوارق الطبقية بين الفقير والغني يومًا بعد يوم، وإنّ من الأمور التي يتعين على أبناء الشعب اعتباره واجبًا بالنسبة لهم هو تجنب الإسراف، وعلى الأجهزة المسؤولة في مختلف مرافق الدولة لا سيما الأجهزة الإعلامية والثقافية ـ وعلى وجه الخصوص الإذاعة والتلفزيون ـ أن ترى من واجبها ليس عدم جرِّ الجماهير باتجاه الإسراف والاستهلاك والبهرجة فحسب، وإنما سوقهم بالاتجاه المعاكس ودعوة الناس وسوقهم نحو القناعة والاكتفاء والإنفاق حسب الحاجة، وتجنب الإفراط والإسراف، فروح الاستهلاك تدمِّر المجتمع.
وإن المجتمع الذي يفوق استهلاكه إنتاجه ستحيق به الهزيمة، وعلينا أن نتعود على موازنة استهلاكنا والحدِّ منه والتخلّي عن الإسراف، وليبادر الشباب إلى إقامة التجمعات العائلية وجمع معونات أبناء الأسرة وإنفاقها على الفقراء والمعوزين من أبناء تلك العوائل بالدرجة الأولى، أو إنفاقها على سائر الفقراء إن لم تكن ثمة حاجة...آملين أنْ يَمنَّ رب العالمين علينا وعلى الشعوب الإسلامية باليقظة ويحفِّز المسؤولين في البلدان الإسلامية للعمل بواجباتهم الكبرى"[21].
من المؤكّد أن وسائل الإعلام من أهم الأدوات التي تلجأ إليها القوى الاستكبارية، في هجمتها ومحاولة هيمنتها الثقافية على الأمم الأخرى، والهيمنة الثقافيّة مسألة في غاية الخطورة، إذ إنها أكثر استراتيجيّة وأعمق من الاحتلال السياسي والعسكري، وهي مرسّخة له، وهذا ما يحذّر منه ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظلّه، ويركّز في هذا الإطار على نقاط عدة منها:
أ ـ إحباط المعنويات: وذلك من خلال إفقاد المجتمع ثقته بنفسه، وتصويره بأنه مجتمع عاجز عن مجاراة الدول الكبرى، ولا سيما على الصعد العلمية والتقنية والاقتصادية. يقول دام ظلّه: "ما فتئت القوى الاستكبارية في العالم تدعونا نحن المسلمين عبر أبواقها الإعلامية إلى الالتفات لحقائق الدنيا، مشيرين بذلك إلى أن العالم الغربي متقدم ومتمكن من الناحية العلميّة والتقنيّة والاقتصاديّة والعسكريّة، وليس أمامنا سوى الاستسلام والتقهقر "[22].
ب ـ بث الأبواق الدعائيّة داخل الأمة: من الأمور التي لا ينبغي أن نغفل عنها وجود بعض المتسمين والمتلبسين بلباس الثقافة والوعي، والذين يقومون بدور هدَّام في زعزعة ثقة الأمة بنفسها وقدراتها، مساهمين بذلك سواء عن قصدٍ، أو عن غير قصد في المخطط الرامي للهيمنة على القرار السياسي والإرث الثقافي للأمم، وهؤلاء يشير إليهم الإمام الخامنئي دام ظلّه، بأنهم قد ورد التحذير منهم في القرآن الكريم، وقد وصفهم الله تعالى بالمرجفين يقول الله تعالى:"لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا *مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا"[23].
ويقول دام ظلّه: "لقد تركّزت محاولات التيارات السياسية المناوئة للجمهوريّة الإسلاميّة وللنهضة الإسلاميّة الكبرى التي قام بها الشعب الإيراني وشعوب المنطقة على إثارة الاضطراب والقلق في القلوب وإرعابها، وهذه سياسة عامة للإمبراطورية الإعلامية اليوم وهي ليست بالأمر الجديد سواء بالنسبة لنا على مدى الأعوام البضعة والعشرين المنصرمة أو بالنسبة لمسيرة الحق على مدى تاريخ الإسلام منذ البداية وحتى يومنا هذا.
لذلك فإنكم تشاهدون أن أحد الموضوعات التي جرى التركيز عليها في القرآن كأمر سلبي هو موضوع "المرجفون" أي الذين يحاولون زرع الاضطراب والتوجس في القلوب وتشويشها، وقبل أيام قرأت هذه الآية الكريمة لأعزة آخرين كانوا هنا وهي:" الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ" فلقد كانوا يفتعلون الغوغاء في مدينة النبي بأن الناس قد تجمعوا يريدون تدميركم والقضاء عليكم وإفناءكم وقد انتهى كل شيء، فنزلت آية لتؤكد حينما يثير الغوغاء والثرثارون والضعفاء مثل هذه الأجواء ويلوثونها بجرثومة وفيروس الرعب الرهيب ، وإن المؤمنين هم الذين يزدادون إيمانًا "فَزَادَهُمْ إِيمَانًا" ، "وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" وهذه هنا محلها، أي إنهم يتمتعون بالطمأنينة إزاء الإضطراب الذي يحاول العدو خلقه عن طريق الحرب الإعلامية والنفسية وتلك هي " السكينة" وهبها الله قلوب المؤمنين، هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين كي يشتد إيمانهم" لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ"[24].
ج ـ ترويج الشعارات المغلوطة: من أهم ما تروِّج له الوسائل الإعلاميّة للهيمنة على الأمة الإسلامية قيام الوسائل الدعائية الغربية بمؤازرة بعض الأقلام المأجورة برفع الشعارات المغلوطة، والتي يستفيدون منها لمصلحتهم وكما يحبون، وإن كانوا في الواقع من أشد المنتهكين لها، ونذكر الديمقراطيّة كمثال على ذلك، وكذلك الحرية وحقوق الإنسان…، يقول الإمام الخامنئي دام ظلّه: "إنهم يتفوهون بالديمقراطية كشعار، وهم يعرفون أن شعوب العالم على علم بذلك غاية الأمر أن السياسة الدعائية في العالم تتركز على الكلام ثم الكلام ثم الكلام والإعادة، هذه هي السياسة الإعلامية والدعائية في العالم، فلابد أن يتحدثوا ويعيدوا ويكرروا وبالنتيجة سيؤثر ذلك في طائفة من الناس أو يعتاد الناس على الاستماع على أقل تقدير، وإلا فإن هؤلاء لا شأن لهم بحاكمية الشعب، فالكثير من الأنظمة التي تحظى بودهم لا تعرف معنى لرأي الشعب أبدًا، وإن شعوبهم لا تعرف بأي حال ما يعنيه التصويت وانتخاب المسؤول في بلادهم! دون أن يعترضوا عليهم، فعندما يتهمون الجمهورية الإسلامية بالرغم من كل هذه الانتخابات والتواجد الجماهيري في شتى المجالات، وبالرغم من كل معالم ومشاهد حاكمية الشعب التي تسود البلاد... بانعدام حاكمية الشعب وبالإستبداد والدكتاتورية، يصبح من الواضح ما يبغون..."[25].
د ـ محاولة إفساد جيل الشباب: من الأساليب التي ينتهجها الاستكبار أسلوب الغزو الثقافي لجيل الشباب، هذا الجيل الذي يمثل الرصيد الأكبر لأي مجتمع، وعليه يعوّل في الإصلاح، واستمرار المسيرة. يقول الإمام الخامنئي دام ظلّه حول محاولات الاستكبار غزو عقول الشباب: "ما دام العدو قد فهم أنَّ هذا الشعب اتّحد ببركة الإيمان، وأنه عثر على قائد لا يهاب القوى الكبرى أبدًا ببركة الإيمان، لذلك صار في حال عداء مع إيماننا وإسلامنا من خلال توظيف الوسائل الدعائية والسياسية، ووصمنا بأوصاف يحسب أنها تسيء إلينا، في حين نعدّها مجدًا لنا، كقولهم عنّا إننا أصوليون. نحنُ نفخر بعودتنا إلى أُصولنا الإسلامية، وهاهنا يكمن سرّ قوتنا.
ولقد تمركزت دعايات الاستكبار العالمي في السنوات الأخيرة للنيل من إيماننا الإسلامي. ولكن شعبنا لن يغضي عن الذين تعرّضوا للإسلام والإيمان بأي ضرب من ضروب الإهانة، لأنَّ الإسلام هو كل شيء بالنسبة للشعب، إنّ الإسلام والإيمان الإسلامي هُما رصيد عزنا ونصرنا، والإيمان هو الذي يصلح دنيانا وآخرتنا"[26].
يؤكّد سماحة الإمام الخامنئي دام ظلّه أنّ "للشعارات التي ترفع في أي بلد وفي أي نظام، أهمية فائقة، والتعامل مع الشعارات المختلفة في أي بلد يحظى بحساسيّة ورونق خاص. وإذا كان ذلك الشعب أو المسؤولون لا يُتقنون كيفيّة التعامل مع الشعارات، فإنّهم سيتعرّضون لأضرار جسيمة.
وبطبيعة الحال يتناهى إلى الأسماع أحيانًا ما يردِّده البعض: أنّ اليوم ليس يوم شعارات وإنّما يوم عمل. وهذا الكلام غير صحيح، وإن كان بعض من يتلفظ به تحدوه نيّة مخلصة، ومراده أنّ البلد لا يمكن إدارته بالشعارات وحدها، وهو كلام صحيح، إذ إطلاق الشعارات لا يُصلح شأن البلد، بل ولا يصلح حتّى شأن قرية ولا يديرها ولا يبنيها، فلابدّ إلى جانب الشعار من العمل، إلاّ أنّ البعض يفسّر هذا الكلام عن سذاجة بشكل آخر، أو ربما فسّره البعض الآخر عن غرض، وكأنّهم يريدون الإيحاء إلى الشعب بوجوب التخلّي عن الشعارات. وهذا خطأ، فالشعار كالراية، مُرشد ودليل، والعمل بلا شعار كالشعار بلا عمل. ولأجل أن يعرف شعب مَساره، وما ينبغي له فعله، فلا بدّ له من الحفاظ على شعاراته بصراحة ووضوح. وإذا فُقدت الشعارات، يصبح الحال كحال جماعة من الناس تسير في الصحراء من غير دلالة. الخاصية المميّزة للشعار أنّه لا يدع شعبًا أو بلدًا يسير في الطريق المنحرف. إذن فليكن هذا شعارًا أيضًا: الشعار والعمل، الشعار إلى جانب العمل، والعمل في ظل الشعار"[27].
تكمن النقطة الأساسيّة في معرفة الأمور التي نقارع بها هذا الاستكبار، وسنشير فيما يلي إلى العديد منها، والتي أشار إليها سماحة الإمام الخامنئي دام ظلّه من خلال توجيهاته المستمرة لأبناء الأمة الإسلاميّة.
من الطبيعي أنّ منعة القلعة من الداخل تمنع دخول المتسللين إليها، يقول دام ظلّه: "حافظوا على وحدة الصف واحيوا ذكرى الإمام والسابقين الأوائل من رجال الثورة، وكذا ذكرى الشهداء العظام، والذكريات الحماسية للثورة والحرب المفروضة في محيط الحوزات والجامعات وفي ساحات العمل والحياة العامة، فإن أصبح هكذا، فسيتّم بفضل الله في العقود المقبلة بناء صرح حضارة رفيعة في إيران وفي أماكن كثيرة أخرى، وستكون للإسلام والمسلمين عظمة ومكانة وقوّة لا تبقى أمامها حقيقة وواقع للاستكبار بل لا يبقى للاستعمار وجود"[28].
لو شعرنا بالهزيمة قبل أن تقوم المعركة، أو اعترانا الخجل في رفض الطلبات التي يطلبها الاستكبار فسنكون حينئذٍ مجرد أدوات تخدم مصالحه، وسيذكرنا التاريخ عند ذلك باللعنات، وهنا تبرز أهمية الشجاعة في قول كلمة لا بأعلى أصواتنا ليفهم العدو أننا من النوع الذي لا تُغريه العروض ولا يُستدرج بأنصاف الحلول. يقول دام ظلّه: "إن الأعداء يضغطون، وهنالك مصاعب يتحتم تحملها من أجل الاستقلال والمحافظة على الهوية الوطنية وتفادي الخجل أمام التاريخ...، لذلك فإن مسؤوليتنا ـ أنا وأنتم ـ اليوم في غاية الخطورة، فيجب شق الطريق بعقل وتدبّر إلى جانب التوكل على الله والتحلي بالشجاعة وليس الجبن، وأول المهام هو التماسك الداخلي، فلا تَدَعوا هذه الجدالات والسجالات تتحوّل إلى مواجهة ونزاع وخصام وهذه وصيتي الوحيدة لكم"[29].
يقول الإمام الخامنئي دام ظلّه في هذا الإطار: "إن اليقظة والحذر هما من أهم العوامل التي تؤدّي إلى إحباط مخططات الأعداء وفشلها، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: "من نام لم يُنم عنه" يعني لابد لنا من الحذر واليقظة في مقابل المؤامرات التي يحيكها العدو الغادر والحاقد"[30].
يقول الإمام الخامنئي دام ظلّه بعبارة مختصرة ولكنها تتضمن البعد المعنوي الكبير : "إننا إذا سرنا في صراط الله المستقيم والتزمنا طريق التقوى فإن الإمدادات الغيبية الإلهية سوف تتوالى بالنزول علينا لحظة بعد أخرى، لأن الله سبحانه وتعالى يُحب عباده الصالحين والمتقين ويعينهم على قضاء أمورهم"[31].
والحمد لله ربِّ العالمين
[1] سورة البقرة، الآية 34.
[2] سورة يونس، الآيات 75 – 78.
[3] الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 309.
[4] الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 310.
[5] من كلام للإمام الخامنئي، بمناسبة عيد الفطر السعيد، غرة شوال 1422هـ طهران.
[6] من كلام للإمام الخامنئي، بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لرحيل الإمام الإمام الخميني (قدس سره)، 16 محرم 1417هـ.
[7] من كلام للإمام الخامنئي، بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لرحيل الإمام الإمام الخميني (قدس سره)،1 ربيع الأول 1421هـ.
[8] من كلام للإمام الخامنئي، بمناسبة 13 آبان ذكرى إحتلال السفارة الأمريكية، 29 شعبان 1423هـ.
[9] من كلام للإمام الخامنئي، بمناسبة يوم المعلم والعمال، 3 ذي الحجة 1415هـ.
[10] من كلام للإمام الخامنئي، في 7 رمضان 1414هـ.
[11] من كلام للإمام الخامنئي، في يوم العمال ويوم المعلم 12 ذي الحجة 1416هـ.
[12] الإمام الخامنئي، مقتبس من كتاب الانتفاضة ومؤامرة الاستكبار، إصدار جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
[13] من كلام للإمام الخامنئي، في 7 رمضان 1417هـ.
[14] صناعة القرار في أميركا، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ص193، نقلا عن جريدة السفير العدد 9251 ، عن أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي أي.
[15] من كلام للإمام الخامنئي، في ذكرى تأسيس مجلس الشورى الإسلامي 15 ربيع الأول 1423هـ.
[16] الإمام الخامنئي، مقتبس من كتاب الانتفاضة ومؤامرة الاستكبار إصدار جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
[17] الإمام الخامنئي، مقتبس من كتاب الانتفاضة ومؤامرة الاستكبار إصدار جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
[18] من كلام للإمام الخامنئي، في لقاء مع أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، 26 ربيع الأول 1424هـ.
[19] من كلام للإمام الخامنئي، في خطبة صلاة العيد ـ 1 شوال 1423هـ.
[20] من كلام للإمام الخامنئي، في ـ 12 ـ 1426هـ.
[21] من كلام للإمام الخامنئي، في خطبة صلاة العيد ـ 1 شوال 1423هـ.
[22] من كلام للإمام الخامنئي، في لقاء قائد الثورة الإسلامية مع أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، ربيع الأول 1424هـ.
[23] سورة الأحزاب، الآيتان: 60 ـ . 61
[24] من كلام للإمام الخامنئي، في لقاء مع أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، ربيع الأول 1424هـ ـ طهران .
[25] من كلام للإمام الخامنئي، في لقاء مع أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، 26 ربيع الأول 1424هـ ـ طهران .
[26] من كلام للإمام الخامنئي، في مراسم بيعة أهالي مجموعة من المدن الإيرانية المختلفة مع سماحته، 14 ـ 4 ـ 1368 هـ.
[27] من كلام للإمام الخامنئي، في (13 آبان) اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي، 17 جمادى الثانية 1417هـ.
[28] من كلام للإمام الخامنئي، في اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي، 27 جمادى الأولى 1415هـ.
[29] من كلام للإمام الخامنئي، في لقاءه مع أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، 26 ربيع الأول 1424هـ.
[30] من كلام للإمام الخامنئي، في الاحتفال بيوم الجيش، 2 ذي القعدة 1414هـ.
[31] من كلام للإمام الخامنئي، في الاحتفال بيوم الجيش، 2 ذي القعدة 1414هـ.