يَنبُعُ مَفهومُ «السَّامِيَّةِ» فـي أُسُسِهِ الأولـى من مَرجِعٍ لُغَويٍّ وتاريخيٍّ، يُشيرُ إِلـى مَجمُوعةٍ من الشُّعوبِ الَّتي تَتَكَلَّمُ لُغاتٍ تَنتَمِي إِلـى ما يُعرَفُ بِـ «العَائِلَةِ السَّامِيَّة»، ومِن أَبرَزِها العَرَبِيَّة، والعِبرِيَّة، والآرامِيَّة. غير أنّ هٰذا المَفهومَ لم يَبقَ حَبيسَ حُدودِهِ اللِّسانيّة، بل تَطوَّرَ، لا سِيَّما فـي القرنِ التّاسِعِ عَشَر، ليَتَحوَّلَ إِلـى أداةٍ مَفاهيميّة ذاتِ وَظائفَ أيديولوجيّةٍ وسِياسيّة، ارتَبَطَت بِظُهُورِ الاسْتِشراقِ وَتمدُّدِ المَشروعِ الاسْتِعماريِّ الأُوروبِّيّ، وَدُخُولِ العالَمِ الغَربـيِّ فـي صِراعِ سُرُدِيّاتٍ مع الشَّرق.