تُشكّل الثقافة بمعناها العام المحور الأساس والأهم في التواصل والتأثير بين الأفراد وتؤدّي دورًا استراتيجيًّا على مستوى سياسة الدولة الخارجية. وكما يمكن بواسطتها نقل المعلومات والتجارب والقيم و... كذلك قد تشكّل مدخلًا للتحوّل الناعم عندما تترافق مع مخطّطات وبرامج تستهدف الهويّات وتستبدلها بأخرى. وليس من السهل أنّ تقوم الثقافة بهذا الدور لولا حجم الإقناع والجاذبيَّة المختزن فيها، لذلك تترك تأثيرها انطلاقًا من إعادة صناعة العقول وإيجاد القيم. سنحاول في هذا المقال المقتضب الإشارة إلى المقصود من الدبلوماسية الثقافيَّة ودورها في القوة الناعمة.
يرى الإمام الخامنئي (دام ظلّه) أنّ الحرب الناعمة، هي الحرب بواسطة الأدوات الثقافيّة والتغلغل والاندساس والكذب وبثّ الشائعات، بواسطة الأدوات المتطوّرة الموجودة حاليًّا، وهي حرب طويلة الأمد، غير منظورة وغير ملموسة، معقدة وواسعة وشاملة. وأمام هذه الحرب يرى الامام الخامنئي (دام ظلّه) أنّ جهاد التبيين هو السلاح الأكثر فعاليّة في المواجهة، وقد وردت قضيّة التبيين في العديد من النصوص الدينيّة القرآنيّة والروائية، فالمصطلح يحكي قضيّة شرعيّة إسلاميّة.
يسعى الدكتور أحمد الشامي في مقالته نحو تبيان حقيقة المعطى الذي يشير إلى علاقة تزداد وضوحًا، فما أن سادت الأحاديَّة القطبيَّة، وتربّع الغرب الرأسمالي بليبراليَّته المتوحّشة على عرش قيادة العالم، حتى راح يفقد سحره وبدأت حقيقته تصبح أكثر وضوحًا، وهو يأخذ المجتمعات في الشرق كما في الغرب، نحو مزيدٍ من المظالم الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة والثقافيَّة، بتأثيراتها المدمرة.
القدس.. أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى الرسول(ص)، هي كلمة تعني الطهارة والنزاهة والتشريف؛ فهي المدينة المقدّسة على مرّ العصور، وأرض النبوّات، وصفها الله عز وجل في القرآن الكريم- في أكثر من موضع- بأنَّها الأرض المباركة والأرض المقدّسة.
إنّ العودة الصادقة إلى الفطرة والعقل، والتأمّل في حكمة خلق الإنسان، والبحث عن أدواره وواجباته في هذه الدنيا، تفتح الفكر على تساؤلات ترتبط بأهداف الإنسان وما يلبّي طموحه، وينسجم مع الخطة التي رسمها لنفسه. ولهذه الغاية تتجاذبه الثقافات والتقاليد والأعراف، بل وتأسر فكره. لكنّ رسالات السماء وإلى جانبها العقل، تفتح للإنسان أبواب العودة إلى الفطرة السليمة المغروسة في أعماق نفسه، وتمنحه قوّة دافعة للتفاعل الإيجابيّ مع كلّ أدواره وواجباته وأهدافه المتنوّعة والممتدة على مراحل العمر كافّة، لتعطيه بذلك الجواب الشافي عن تساؤلاته.
يوجب الإيمان رسوخًا في الاعتقاد، بأنّ الخالق المدبّر، يستحيل أن يترك عباده الذين فطرهم على الميل نحو العدالة والإنسانية والحريّة والكرامة، تحت رحمة نفوس مشوّهة استحالت بهم الحياة مساحة للظلم والقهر والاستعباد، وشتى صنوف الاستغلال.
أكثر أهل العلم من الفلاسفة والباحثين، على اختلاف مبانيهم ومدارسهم منذ القدم وإلى عصرنا الحديث، البحث في قضيّة بنيويّة ومفصليّة ترتبط بالهويّة الفكريّة والجانب العقديّ للإنسان؛ والذي تتفرّع عنه وترتبط به الكثير من التساؤلات؛ كالسؤال عن وظيفة الإنسان ودوره في الحياة، وعن مسؤوليّاته وواجباته وحقوقه، ومصيره بعد الموت، وعن الإله الخالق لهذا الإنسان والكون، والعلاقة بين الإله والإنسان، وعن الكون؛ ما هو؟ وما العلاقة بينه وبين الإنسان؟
يحارب العدوّ اليوم الأمة المؤمنة، فيعمل على تشويه المعايير والمبادئ لديهم مستفيدًا من وسائل الفن والإعلام الحديثة والمعاصرة، وهنا ينبغي التحذير من أنّ الهدف الأساس لهذا العدوّ هو فرض معاييره لتحلّ محلّ المعايير الإسلاميّة
ينقاش الدكتور أحمد الشامي في مقالته، خلفيّة ما تشهده مجتمعاتنا من انجذاب نحو ثقافة تناقض عقيدتهم ومنظومتهم القيميّة، ما يطرح تساؤلين أساسيين: هل انجذابهم هذا هو سلوك إرادي ناتج عن قناعة بأن عقيدتهم ومنظومتهم القيميّة ضعيفة، أم هو استلاب ناتج عن ضعف في مستوى متانة انتماءهم لعقيدة الإسلام وقيمه؟
تكتسي مشاركة منظمات المجتمع المدني في الإنتخابات النيابية العام 2022 أهمية خاصة، بالنظر الى حجم المراهنة الأميركية على نتائجها، والحرب الناعمة التي شنت على حزب الله وحلفائه خاصة بالتيار الوطني الحرب هدف إلحاق الهزيمة بهم، وهو ما اعتبره سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بمثابة "حرب تموز سياسية".
لأهميّة قضيّة التبيين فقد تناول الإمام الخامنئي هذه الفريضة في العديد من خطاباته وفي مناسبات مختلفة، إلّا أنَّه كرّر الحديث والحثّ على التبيين في السنوات الأخيرة، فوصفه بالجهاد والفريضة، وأعطاه حكم الوجوب الحتمي والفوري مع ما يعنيه هذا التوصيف من لزوم المبادرة إلى الامتثال من كلّ مكلّف قادر مستجمع للشرائط. بقلم السيد حسين قشاقش
يرى النقادُ الأدب تعبيرًا عن حياة المجتمع، وما فيه من نُظُم وقضايا وأوضاع وأفكار. ذلك "إنّ الأديب لا يسقط على مجتمعه من السّماء، وإنّما ينشأ فيه ويصدر عنه، يصدر عن كل ما رأى فيه وأحسّ وسمع، ناسجًا مادّته من مسموعاته وإحسّاساته ومرئيّاته". بقلم الكاتبة نجوى الموسوي