اليوم أحد أساليب العدوّ المهمّة، تلقيح وإلقاء الشعور بالتخلّف والعجز. نحن لا يجب أن يكون لدينا هذا الشعور أبدًا، ولا يجب أن يشعر شبابنا أنَّهم مُتخلّفون؛ بل يجب أن يشعروا بأنَّهم يتحرّكون ويتقدّمون؛ وليتمّ تجشيع هذا العمل، وهذا التقدّم والتحرّك إلى الأمام بشكل عمليّ
من المهمّ جدًّا أن لا يُبتلى الإنسان بالانفعال أمام العدوّ. فاليوم تقوم كلّ جهود العالم الماديّ المستكبر – يعني هذه الدول الاستكباريّة التي تملك زمام المسائل الاقتصاديّة والتسليحيّة وحتّى في موارد كثيرة، الثقافيّة للكثير من البلدان- على تشتيت المقاومات أينما وُجدت عن طريق جعلها منفعلة. فالانفعال أمام العدوّ، أكثر الأعمال غلطًا، وأكبر الأخطاء
شهدت معركة طوفان الأقصى وملحمة غزّة أكبر سقوط للقوَّة الناعمة الصهيونيَّة والأميركيَّة والغربيَّة، مقابل صعود القوّة الناعمة للمقاومة الفلسطينيَّة وللقضيَّة الفلسطينيَّة، ولمحور المقاومة. وهذا ما يحتاج إلى جهود جبّارة وكبيرة لنشره وتعليمه للجيل الحالي وللأجيال القادمة، في إطار الحرب الطويلة والمستمرّة مع العدو؛ وهذا ما أوصى به القائد الخامنئي دام ظله.
إن هذه المجالس وهذه الشعائر ومن يحييها لا تكون كما ذكرنا إلا إذا كنا مؤمنين حسينيين يعني أن نلتزم الحق ونحقّه بأن ننصر المظلوم وأن نخاصم الظالم، في كل زمان ومكان؛ فيكون "كل يوم عشوراء، وكل أرض كربلاء".
"للجنة باب يُقال له: باب المجاهدين، يمضون إليه فإذا هو مفتوح والمجاهدون متقلّدون سيوفهم، والجمع في الموقف والملائكة ترحّب بهم، فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلًا وفقرًا في معيشته ومَحقًا في دينه، إن الله تبارك وتعالى أعزّ أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها"
تحتاج الأسرة إلى قوانين وقواعد تُنظّم العلاقة بين أفرادها؛ حيث إنّها وحدة اجتماعيّة مكوّنة من مجموعة من الأشخاص، وإذا لم تُنظّم العلاقة بينهم وفق قواعد واضحة، فسوف يؤدّي ذلك إلى الهرَج والمرَج والفوضى العارمة. هذا من جهة ومن جهة أخرى، تُبنى الأسرة على أساس آخر هو الحبّ والعاطفة المتبادَلة بين أعضائها.
هي دعوة في أسبوع الأسرة لفضح النموذج الغربي المقتحم لوعينا، وبذلك، يُمكننا القول إنَّنا بدأنا نؤسس لبناء مجتمع قادر على أن يتعامل بوعي، سيما الشباب منهم، في مسارهم التطوري بمواكبة الحداثة التي لا تنال مما تختزنه ثقافتهم من أصالة رائدة.
لا يمكن قراءة أسباب ومظاهر التحضّر الغربيّ على أنّها مجرّد أُمور تَندَرِج في إطار التحضّر ونشر الوعي والثقافة والإعلاء من شأن البشريَّة وكلّ المدّعيات الأخرى الشبيهة، بل تبيّن وجود أهداف خَفِيَّة أخرى تَظهَر بين الحين والآخر، وفي طيّات الكتابات والتحليلات والخطط، ومن أبرزها استراتيجيَّات التغيير الناعم واستعباد الآخر والنظر إلى الشعوب الأخرى نظرةً دونيَّة.
ليس من المبالغة القول إنّ الحروب الحقيقيَّة هي تلك التي يُشكّل المُعتدي فيها وعيًّا جديدًا للطرف الآخر بهدف السيطرة عليه والتأسيس لقدرته على بسط نفوذه وهيمنته على الموارد المادّيَّة والبشريَّة عدا عن السلوكيَّة. ولطالما حَفِلَ التاريخ بنماذج من حروب القوَّة الناعمة التي أثبتت فعاليتها كبديل حقيقي عن الحروب العسكريَّة.
يطرح الدكتور أحمد الشامي تساؤلات عدّة في مسألة تمكين المرأة، سيّما، وقد صار هذا المطلب الإنساني موضوعًا إشكاليًّا، وبالتحديد، لجهة ما يُحدِثه من علاقة مُلتبسة للمرأة مع الدين، وعلاقة نِديّة وليست تكامليَّة مع الرجل، وأدخل المرأة في جبهة الصراع على مستوى الهويَّة.
ونحن نعيش -اليوم- في عمق هذه الفجوة الثقافيّة والاجتماعيّة التي سبّبها التطوّر التكنولوجيّ، يتحتّم على مجتمعنا الإيمانيّ، وعلى جميع المؤسّسات الثقافيّة، والتربويّة، والاجتماعيّة إعادة تنظيم المجتمع بما ينسجم مع المنظومة العقديّة، والقيميّة، والتشريعيّة الدينيّة، وبما يسهم في المشاركة على هذه الوسائل بنحوٍ يحافظ فيه الناشط على الضوابط القيميّة والشرعيّة، ويجعل هذه الوسائل منصّات لتحقيق الأهداف الرساليّة أو لا أقلّ الحدّ من المؤثّرات السلبيّة لهذه البيئة الجديدة.
تمكّن المجاهدون من حفظ هذا النهج وترجمته في سوح الجهاد والنصر.. ولا سيما في حرب تموز 2006م، وفي مواجهة ومقاومة التكفيريّين في مختلف الجبهات، حيث كان السلاح الأقوى في هذه الحروب والمعارك هو الإيمان والصبر والإرادة والثبات والتوكّل على الله تعالى والإخلاص والطاعة له سبحانه، فالمجاهدون بحق كانوا رجال الله، وقد تولّاهم الله بعنايته ورحمته وتوفيقه وتسديده، وقائدهم السيّد المُلهم أعاد إلى الأذهان صوت محمد (ص) بقيادته الإلهيَّة الحكيمة وشجاعة علي في خيبر، وصبر الحسن(ع) على المؤامرات، وإصرار الحسين (ع) على النصر المُؤزّر.