"يَا حُسَيْنُ مَنْ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ يُرِيدُ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِنْ كَانَ مَاشِياً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً وَحَطَّ بِهَا عَنْهُ سَيِّئَةً حَتَّى إِذَا صَارَ بَالْحَائِرِ كَتَبَهُ اللَّهُ مِنَ الْمُفْلِحِينَ وَإِذَا قَضَى مَنَاسِكَهُ كَتَبَهُ اللَّهُ مِنَ الْفَائِزِينَ حَتَّى إِذَا أَرَادَ الِانْصِرَافَ أَتَاهُ مَلَكٌ فَقَالَ لَهُ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ لَكَ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى"
نمشي إلى إمامنا الحسين(ع)، استجابةً لندائِه في طلب النُصرة، من أنصارٍ يؤمنون بأنَّه لم يخرج ثائرًا ليُقتل هو وعياله وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولا طمعًا في سلطة أو إمرة، أو وبعضًا من متاع الحياة. وإنّما نأتيه نطلب الإصلاح كما طلب الإمام عليه السلام، في أحوال مجتمعٍ يحيله الطغاة إلى ساحة فساد، ونحن ندرك بأنَّ الفساد ما عاد حِكرًا على حاكمٍ يشرب الخمر، ويقتُل النفس المحترمة، ويستقوي على الناس بظلمٍ وقهر، بل أيضًا، الفساد الذي يدمِّر المجتمع من خلال تفتيته وتمزيقه والقضاء على أخلاقه وقيمه ودينه.
نمشي إلى كربلاء، وأنفاسنا تسابق خطواتنا نحو تلك الأرض، التي أراد الطاغية لترابها أن تُخفي وتطمس حقيقة أفظع جريمة ارتَكبها بحق عترة النبي الأكرم(ص)، وقد صار هذا التراب سجدةَ صلاةٍ تُعين الباحث عن الحقيقة لمصافحة ومبايعة الحق.
كانت الولايات المتّحدة الأميركيَّة، بخاصَّة مراكز الدراسات فيها، السبَّاقة في رسم معالم الحرب الناعمة، واعتمدها كمنطلقٍ استراتيجيٍّ لفرض سيطرتها وهيمنتها على الشعوب والأُمم. مؤسِّسةً بذلك لعولمةٍ أكثرَ توغُّلًا في الإجرام وإلغاء الآخر. فما هي المعالم والمُنطلقات الأميركيَّة في محاربة الدين بشكلٍ عامّ؟ وهل تعمّدت هذه الإدارة إنتاج ما يحطّ من قيمة الدين؟ وما هي البدائل الأميركيَّة للشعوب؟ هذا ما سيحاول هذا المقال-في جزأيه- الإضاءة عليه، فاتحًا المجال أمام التعمّق في هذا النوع من الأفكار.
يؤكّد أغلب من كتب التاريخ اللبنانيّ على سِمتين أساسيّتين للشيعة فيه، تتمثّل الأولى بأنّ مشايعتهم للإمام علي(ع) كانت منذ الفجر الإسلامي، ولم يسبقهم في ذلك إلًا جماعة من أهل المدينة، وأنّه سابقٌ على ما شهده لبنان من هجرات وافدة، وتشيّعهم قديمٌ جدًا يمتدّ إلى عهد عثمان بن عفان. وأمّا السمة الأخرى لشيعة لبنان، فهي وثاقة ارتباطهم الروحيّ والعمليّ بثورة الإمام الحسين(ع) وأهدافها.
كلّ ما عندنا هو من عاشوراء، بهذه الكلمات القصار اختصر الإمام الخمينيّ(قدس سرّه) أطروحة ثورة الإمام الحسين(ع) للحياة. فما من ثورة في العالم تضاهيها، إذ كلّما أوغلت عمقًا في الماضي صارت أكثر حضورًا وتأثيرًا في الحاضر، كما في صناعة المستقبل.
تعاني البشريّة -اليوم- من أزمات حادّة ومعضلات صعبة ومشاكل جمّة، فبالرغم من التطوّر العلميّ والتقنيّ الذي يشهده عالمُنا المعاصر، نرى في المقابل انحرافًا أخلاقيًّا وتربويًّا خطيرًا أبعد المجتمع البشريّ عن صوابه، وجعل البشريّة تُنْخرُ من داخلها، وأدّى إلى فقدان الإيديولوجيّة والنظرة الصحيّة إلى السلوك الإنسانيّ، وهذا ما ينبّئ عن الحاجة الأكيدة لمواكبة علميّة منهجيّة أصيلة تلبّي كلّ حاجيّات المجتمع المعاصر، وفق الرؤية والأصول الإسلاميّة.
لم يكن ذكر الصور الجماليّة البديعة في القرآن الكريم وصفًا دقيقًا وحقيقيًّا للكون، بما فيه من كائنات ومن فيه من البشر، إلّا ترسيخًا لقيمة الجمال في النفوس، وتربية للذوق الجماليّ لدى الأفراد والجماعات، الأمر الذي من شأنه أن يرقّق المشاعر ويرهف الإحساس ويعّمق الإدراك. وليس هناك من شكّ في أنّ ذلك كلّه ينعكس بصورة إيجابيّة على سلوك الإنسان في الحياة، ويجعله سلوكًا مدنيًّا وحضاريًّا مجسّداً للقيم التي تحي الجمال المعنوي للأسرة وترسم ملمح الجمال والجلال فيها.
تُشكّل الثقافة بمعناها العام المحور الأساس والأهم في التواصل والتأثير بين الأفراد وتؤدّي دورًا استراتيجيًّا على مستوى سياسة الدولة الخارجية. وكما يمكن بواسطتها نقل المعلومات والتجارب والقيم و... كذلك قد تشكّل مدخلًا للتحوّل الناعم عندما تترافق مع مخطّطات وبرامج تستهدف الهويّات وتستبدلها بأخرى. وليس من السهل أنّ تقوم الثقافة بهذا الدور لولا حجم الإقناع والجاذبيَّة المختزن فيها، لذلك تترك تأثيرها انطلاقًا من إعادة صناعة العقول وإيجاد القيم. سنحاول في هذا المقال المقتضب الإشارة إلى المقصود من الدبلوماسية الثقافيَّة ودورها في القوة الناعمة.
يرى الإمام الخامنئي (دام ظلّه) أنّ الحرب الناعمة، هي الحرب بواسطة الأدوات الثقافيّة والتغلغل والاندساس والكذب وبثّ الشائعات، بواسطة الأدوات المتطوّرة الموجودة حاليًّا، وهي حرب طويلة الأمد، غير منظورة وغير ملموسة، معقدة وواسعة وشاملة. وأمام هذه الحرب يرى الامام الخامنئي (دام ظلّه) أنّ جهاد التبيين هو السلاح الأكثر فعاليّة في المواجهة، وقد وردت قضيّة التبيين في العديد من النصوص الدينيّة القرآنيّة والروائية، فالمصطلح يحكي قضيّة شرعيّة إسلاميّة.
يسعى الدكتور أحمد الشامي في مقالته نحو تبيان حقيقة المعطى الذي يشير إلى علاقة تزداد وضوحًا، فما أن سادت الأحاديَّة القطبيَّة، وتربّع الغرب الرأسمالي بليبراليَّته المتوحّشة على عرش قيادة العالم، حتى راح يفقد سحره وبدأت حقيقته تصبح أكثر وضوحًا، وهو يأخذ المجتمعات في الشرق كما في الغرب، نحو مزيدٍ من المظالم الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة والثقافيَّة، بتأثيراتها المدمرة.
القدس.. أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى الرسول(ص)، هي كلمة تعني الطهارة والنزاهة والتشريف؛ فهي المدينة المقدّسة على مرّ العصور، وأرض النبوّات، وصفها الله عز وجل في القرآن الكريم- في أكثر من موضع- بأنَّها الأرض المباركة والأرض المقدّسة.